الشجرة المُبهجة، تنشرُ شعوراً ربيعاً منعشاً في روح وعين رائيها وتجلي عنه الحَزن. رغم بساطتها إلا أنها تتربع على عرش القلوب، تُضفي لمسة من الجمال الآسر والرقة في أي شارع أو زقاق أو منزل تتواجد فيه أو قربه، بالغة الترف، تُرى دائماً وريقات زهرية أو حمراء متساقطة منها على الأرض تحتها، فتكوّن مشهداً فنياً كأنها فُستان أميرة مرصّع بالجواهر وتساقطت منه بعضها. إنها الخيار الأمثل للزراعة في مناطقنا الحارة صيفاً حيث أنها رُغم غضاضة عودها ونعومة زهرها إلا أنها تتحمل الظروف المناخية الصعبة وقلة الماء، بل كلما شُح مائها زاد كرمها وجمالها.
الجهنمية أو المجنونة أو البوغَنْفيليّة أو البوغَنْڤيليا (Bougainvillea) هو جنس من النباتات من صنف القرنفليات. سمي هذا النبات بهذا الاسم تكريماً للملاح والمستكشف الفرنسي لويس أنطوان دو بوغنْڤيل، نبات متسلق أو معرّش، له عدة ألوان مُختلفة منها الأبيض والوردي والبرتقالي والأحمر، اللون الذي نراه لا يرجع للون الأزهار كما يعتقد الجميع إنما هو لون القنابات بينما الأزهار تكون صغيرة جدًا ويميل لونها إلى اللون الأبيض المصفّر.
كان أول أوروبي يصف هذه النباتات هو (فيليبرت كوميرسون) عالم نبات رافق أميرال البحرية الفرنسية لويس أنطوان دي بوغانفيل أثناء رحلته حول الأرض، ونشرها لأول مرة (أنطوان لوران دي جوسيو) في عام 1789. من المحتمل أن يكون أول أوروبي لاحظ هذه النباتات هي (جين باريت) مساعدة كوميرسون، والتي كانت خبيرة في علم النبات. ولأنها لم يُسمح لها بالصعود على متن السفينة بصفتها امرأة، فقد تنكرت في هيئة رجل من أجل القيام بالرحلة (وبالتالي أصبحت أول امرأة تبحر حول العالم).
يعد نبات الجهنمية من أفضل النباتات المناسبة لأجواء الخليج العربي، وواحدة من أكثر النباتات شعبية في العالم وأكثرها زراعة وأقلها متطلبات، فهي مقاومة للجفاف، وخالية تقريباً من الأمراض، ولا يوجد لها أعداء بين الحشرات. الجهنمية شجيرة دائمة الخضرة تزهر باستمرار طيلة السنة. وهي تتسامح قليلاً مع الظل الجزئي خلال النهار، إلا أنها تفضل ضوء الشمس الكامل.
يمكن تشكيل الجهنمية بمختلف الأحجام. فهي يمكن أن تستخدم كشجيرة متسلقة، أو شجرة صغيرة قائمة، أو استخدامها لتغطية الجدران، أو كنبتة مفترشة. يمكن زراعة الجهنمية في إناء صغير أو في إناء يعلق على حافة الشرفة أو حتى بالقرب من الحوائط والجدران لتتسلقها رأسياً أو أفقياً، مما يكسب الشرفة منظر متميز بالألوان المتنوعة للبراعم والأزهار. فالجهنمية تضفي لمسة فريدة وخاصة جدًا.
وتتطلب تقليماً دورياً وتحتاج الأفرع إلى ربطها بجدار أو حاجز قوي أو شجرة، ويستمر نمو المحاليق طوال السنة، ولكن تحتاج إلى تقليم شديد بعد موسم التزهير في الخريف، والنبات يمكن أن يزرع للتشكيل. وتناسبها كثيراً المواقع المشمسة والتسميد والتربة جيدة التصريف. وعندما تزرع في الأحواض أو الأُصص تحتاج إلى تسميد سائل أسبوعياً إلا في الشتاء. في المواقع التي لا تواجه الشمس لا يزهر النبات ويعطي أزهاراً قليلة، ويمكن إكثار العديد من أصناف الجهنمية بوساطة العُقل الساقية الخشبية التي يجب أن تترك في مكان لا يتعرض لضوء الشمس المباشر.
اضافةتعليق
التعليقات