تتجه أفئدة المؤمنين في كل بقاع العالم هذه اللحظات صوب مدينة الكاظمية المقدسة صوب القباب الصفراء التي تزين مرقدي الكاظمين (عليهما السلام) موسى الكاظم ومحمد الجواد سليلي بيت النبوة الذين خصهم الله على سائر خلقه بـمهبط وحيه ومختلف ملائكته حججاً له في الأرض حتى لا تسيخ بأهلها.
يعيش المسلمون عامة ومحبو أهل البيت خاصة مناسبة حزينة على قلوب كل من اصطفاه الله وحبب إليه موالاة آل النبي المختار الشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، انها ذكرى إستشهاد سابع الأئمة المعصومين التي تملأ القلوب دماً وقيحاً مما فعله عباد الشيطان الطلقاء بعباد الرحمٰن النجباء الذين اذوا قلب النبي وبضعته الطاهرة بـسفك دم إمام معصوم مفترض الطاعة حيث قضى (عليه السلام) شهيداً مسموماً في قعر السجون إذ فاضت روحه الطاهرة ساجداً يصلي لله ذاكراً مستغفراً منيباً حامداً لهُ ثانياً عليه بعد ان زج به أهل الكفر والضلال في مطامير السجون طوال أربعة عشر عاماً لما وجدوه فيه (سلام الله عليه) من تهديد لكراسي حكمهم ومصالحهم الدنيوية والدنيئة...
وبـهذه المناسبة التي يبكيها المؤمنون الموالون لله ورسوله بدل الدموع دماً حيث إطفاء قمر زاهر وسراج منير من سراج آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سنقف على أعتاب حياة الإمام الكاظم (عليه السلام) في ذكرى استشهاده..
ولد (عليه السلام) بالابواء الواقعة بين مكة والمدينة سنة ١٢٨هـ ، وأمه أم ولد يقال لها: حميدة البربرية، ويقال لها: حميدة المصفاة، وكانت مدة إمامته (عليه السلام) خمساً وثلاثين سنة، وقام بالأمر ولهُ عشرون سنة، فعاصر حكام بني العباس، لقد اشتهر الإمام موسى بــ (الكاظم الغيظ)، لشدّة حلمه وبــ (التقي، وباب الحوائج إلى الله)، ولم يستسلم لضغوط الحكّام العباسيين لقد بقي هذا الإمام العظيم ثابتاً مقاوماً على خط الرسالة والعقيدة لا تأخذه في الله لومة لائم حتى قضى نحبه مسموماً محتسباً حياته مضحّياً بكل مايملك في سبيل الله وإعلاء لكلمة الله ودين جدّه المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) في الخامس والعشرين من رجب سنة ١٨٣هـ ، فـسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد في سبيل الله ويوم أستشهد ويوم يبعث حيّاً.
اضافةتعليق
التعليقات