• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

حديث نبوي: ركائز أربع في النظر للدنيا بوعي

فاطمة الركابي / الأحد 18 تشرين الاول 2020 / ثقافة / 2354
شارك الموضوع :

تمحور حديث نبينا الأكرم في وصفه للدنيا بأنها دول أي إنها ذات طبيعة دوارة، متقلبة، غير مستقرة الحال

من سمات الإنسان أنه يُعادي ما يَجهله، فكيف إذا كان جهله لعالم يعيش به؟! لذا كلما كان الإنسان أكثر معرفة بالدنيا وأحوالها وحقيقتها كان أكثر راحة واستقامة وبصيرة في إدارة وفَهِم كيف يَسير بها ويُسَيرها.

وهذه المعرفة إنما تُستَحصل ممن هم أصحاب العلم الراسخ الكامل، فما بلغنا عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: [الدنيا دول: فما كان لك أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك، ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه، ومن رضي بما قسمه الله قرت عينه](١).

أساس لبناء معرفتنا بالدنيا

تمحور حديث نبينا الأكرم في وصفه للدنيا بأنها [دول] أي إنها ذات طبيعة دوارة، متقلبة، غير مستقرة الحال لكل من يعيش بها، ففي راحتها وتعبها، يسرها وعسرها، ضيقها وفرجها هناك اختبار وامتحان.

لذا فأول قاعدة معرفية تأسيسية نبني عليها فهمنا للدنيا أن ما نبلغه [منها] و[بها] علينا أن لا نتوقع دوامه، سواء كان خيراً أو شراً، وأن ما نملكه إنما هو [ملكية استخلاف]، فإن كان اليوم بيدنا شيء منها، قد نفقده غداً، وليس بالضرورة الفقد يكون أمر سلبي! بل قد نُعطى ما هو أكثر وأنفع، إذا ما كنا ممن هو شاكراً لما حضي منها، عاملاً بما أعطي من نِعمها وآلائها.

الركيزة الأولى: [فما كان لك أتاك على ضعفك]

بعض الأحيان الإنسان عندما يكسب شيء من متاع الدنيا، ولا يكون مدرك لحقيقة إنه مستخلف لا مالك، هو يُقيم ذاته وفق ما بلغ منها، فإن مَلك- مجازا- مالا، جاها، منصبا، سلطانا، نظر لذاته وفقا لهذه الأمور التي توحي له بأنها مصدر قوته، وقدرته، فيَستكبر أو يَطغى بها، بينما الذي يُدرك إن هذه الأمور ليست هي ذاته، يبقى محافظا على توازنه النفسي، كما يعلمنا إمامنا السجاد (عليه السلام) في دعاء مكارم الأخلاق: [ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها](٢).

الركيزة الثانية: [وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك]

إن طبيعة الإنسان الفطرية أنه عندما تشتد عليه الدنيا يستشعر الضعف وقلة الحيلة، فيكون بحالة التجاء لمن [لا حول ولا قوة له إلا به] لرفع ما وقع فيه، لكن هنا يربينا النبي الأعظم لأمر أدق وأخفى وهو أن نلتفت لما [يدفعه] تعالى عنا قبل وقوعه، لا ما [يرفعه] بعد وقوعه.

 فالإنسان قد يَغتر بقوته، وتخطيطه وحذره، فيعتقد أن ما لم يصبه من فتن الدنيا ومصائبها إنما لقوته وتدبيره هو! بينما المطلوب أن يكون تركيزه وتوجهه لله تعالى في كل الأحوال ليكون من أهل التوحيد صدقاً، سواءً طلباً للرفع، أو شكراً للدفع.

الركيزة الثالثة: [من انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه]

إن سلامة وراحة البدن تتحقق بعدم تعلق القلب بشيء من الدنيا، ولأن الإنسان قد ثبت في وعيه أساس أن [الدنيا دول] فإن هذا يفتح أمامه قابلية جعل قلبه غير متعلق سواء كان لشيء [فيها] يريد بلوغه، أو بشيء [منها] حصله، بل يجعل أمامه دائماً هناك مساحة لتقبل ما تجريه عليه الأقدار.

هو يوازن بين السعي والتخطيط، والتوكل على من بيده تقسيم العطايا والأرزاق، فلا ينظر لحياته من زاوية واحدة بل يعيش برجاء أن ما مُنِع عنه شيء إلا لخير مدخور له، ولفرصة أمامه عليه أن يَنظر لها هي أنفع وأصلح لمستقبله الدنيوي والأخروي.

الركيزة الرابعة: [من رضي بما قسمه الله قرت عينه]

قرة العين من معانيها أن ينظر الإنسان إلى كل ما وصل إليه، وما يعيشه بالقناعة مع عدم التوقف عن السعي؛ فعلامة بلوغهما (أي القناعة ومواصلة السعي) يتحقق إن رضى الإنسان بتقدير الله تعالى له سواء بلغ ما سعى له أم لا، رأى ثمار جهده أم لا؟ 

لأنه إنسان ذو قلب مستقر في علاقته مع خالقه، وذو نفس عارفة بربها الذي لا تنفذ خزائنه، ولا يضيع عنده أجر من أحسن عمله،  لذا أن تنظر لألطاف الله تعالى الخفية في منعه قبل عطائه هذا من أجلى مصاديق قرة العين الراضية عن مدبر شؤونها الحكيم العليم سبحانه. 

------
(١) تحف العقول:٣٣ص.
(٢) الصحيفة السجادية: ص١١٠.

النبي محمد
الوعي
السلوك
العلم
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    آخر القراءات

    لا تقتل قضاياك مرتين

    النشر : الأحد 04 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ضياع كل فرصة غصة، ولكن!

    النشر : الأحد 07 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    التحولات الثقافية بين الأجيال: صدام أم تكامل؟

    النشر : الأربعاء 29 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    وقفة مَطَر

    النشر : الخميس 27 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    ما حقيقة حاجتنا لشرب 8 أكواب من الماء يوميا؟

    النشر : الثلاثاء 25 حزيران 2024
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    بين نداء وعهد.. نجدد العزاء

    النشر : الأثنين 24 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1256 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 513 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 377 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 367 مشاهدات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    • 366 مشاهدات

    "رقبة التكنولوجيا" المنحنية... آثار الإدمان الرقمي وكيفية الوقاية

    • 360 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1358 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1256 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 803 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 656 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول
    • منذ 23 ساعة
    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟
    • منذ 23 ساعة
    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة
    • منذ 23 ساعة
    النوم مع نافذة مفتوحة - مخاطر صحية لا يعلمها كثيرون!
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة