• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

وقفة مَطَر

حنان حازم / الخميس 27 نيسان 2017 / حقوق / 5451
شارك الموضوع :

كان يومٌ سيء الطقس، جاف ومُشمس تَلُف فيه رياح السموم بين الفينة والأُخرى تنشر الغبار الذي تختنق به شهقات الانفاس، ولكن لا بأس أنا لم اخلف وع

كان يومٌ سيء الطقس، جاف ومُشمس تَلُف فيه رياح السموم بين الفينة والأُخرى تنشر الغبار الذي تختنق به شهقات الانفاس، ولكن لا بأس أنا لم اخلف وعدي ذهبتُ لزيارتها كعادتي في كل آخر يوم من أيام الاسبوع، نظرتُ الى الطريق لم ارَ سوى افراد قليلة حتى اصحاب المتاجر بادروا لاغلاقها وقَلَّ سير المركبات بشكل ملحوظ، لا عجب في ذلك فمن الذي يود الخروج في مثل هكذا يوم!.

وَصلتُ الى هناك كان عدد السكان يزداد بصورة هائلة كل واحد منهم قد استقرَّ في مكانٍ ما حيث السلام الذي بحثوا عنه طويلاً، يتوه من يدخل الى ذاك المكان الواسع الذي يكتض بالمساكن المتجاورة الصغيرة جداً، وهو في طريقه الى من يذهب لزيارته يتجول بين اروقتها يقرأ اسماء المقيمين فيها كباراً وصغاراً يتعرف عليهم دون شعور، منهم من يجاور بعض اقاربه، ومنهم الغريب الذي حُشرَ وحيداً في زاويةٍ ما، ففي نهاية المطاف لم تتسع لهم كل الاماكن الموجودة على سطح الارض اكثر مما كان مُقدر، لن يجدوا مستقرا سوى هناك الى حين، ينامون نوما عميقا ينتظرون من يزورهم ويحتسبون ليوم موعود..

إفتَرشتُ الأرض وجَلستُ لأُرتِلَ دعواتي وبعض آيات من الذكر الحكيم، ما ان بَدَأت اجتاحت مسامعي اصواتٌ تقترب شيئاً فشيئا، صياحٌ ونِياح ضجيج وعَويل حُشود اتشحت بالسواد يَقودها رجل يُردد التوحيد وخلفهُ مَن يَحمِلونَ ذلك النعش ويُكررونَ ما يقول، قد جُهِزَ له المكان الصغير جداً في المقبرة الكبيرة جداً!.

أنزلوه في لِحده، لقنوه وقرأوا لهُ ما تَيَسر ثم وَدَعُوه ليهيلوا على جسده التُراب وليَرقُد بسلام داعين لهُ بالرحمةِ والغُفران، ضَج المكان بالبكاء وزحمة الكلام ثم تلاشت الاصوات وذهب الجميع مودعين ذلك الراحل وكأنه لم يكن ..

واذا بها أدركتهم اتت لاهثة تَجُر الحَسرات وتبثُ الآهات تَتَعثر وتَقع ثم تعود لتُكمل مَسيرها و قبل ان تصل اليه ببضع خِطوات سَقطت لتنهار قِواها وتُكمل زاحفةً نحوه الى ان وصلت اليه صَرخت بأعلى صوتها وقبضت على صَم من التراب تنثره على نفسها وهي تَسكب المدامع وتأن بحرقةٍ وتَعَجُب تَهذي كالمجنونة وتقول: ليتني دُفنت معك آهٍ آه يا ويلي مِن بَعدك ما الذي جرى؟ ماذا يعني ألن أراك بعد الآن! مالي بعيونٍ لن تراك فهي لا ترى سواك! ألن تلمس يداك الحنونة يداي؟ ألن اجالسك ثانية هل انتهى الحديث بيننا؟ ما زال لدي الكثير لأخبرك به لمن سأحكي اوجاعي! على صدر من سأغفو، بأمان من الذي سأنتظر عودته كُل يوم لأتنفس ريحه واهيم بعشقه! لاجل من سأعيش لا احد سيأخُذ مكانك لا احد اطلاقا لا يوجد من يشبهك ولن يوجد ابداً، انت روحي التي غادرتني برحليك انا الآن جسد خاوي لا يعيش فيه سوى الصوت الذي يناديك أتسمعني؟ اجبني أرجوك، صرخت بجنون: هلا سَمِعتَني ثم جَثت على القبر واردفت: كيف لكَ ان تَذهب هكذا وتترُكَني لوحدي في هذه الحياة، الدنيا موحشةٌ من دونَك كيف لك كيف ..

ماذا سأصنع يا إلهي لا طاقة لدي على الفُراق ساعدني يا الله..

لا طاقة لدي بعد الآن، اللعنة لعنة الرب على من تسبب في رحيلك مبكراً اللعنة.. اللعنة.. بَقِيَت تَجهش بالبكاء والصخب، قد اصابها شيء من الهيستيريا، بدأ الجو يسوء اكثر فأكثر، تَلبدت السماء وازدادت الاتربة، عصفت رياح هوجاء واحدثت اصوات مُرعبة، لازمها صوت رعد وومضات برق انارت المكان ليهطل من بعدها المطر.. 

لوهلةٍ انكشفت الرؤيا واذا بها تقف بثبات تَرفع رأسها عالياً لتَمتَزجَ زخات المطر الباردة بزخات دموعها الحارقة، تَنظُر من حولها بَدت رمال تلك المقبرة المُقفرة وكأنها تلمع وقد تغير لونها الى الزهري!.

 واصبحت تلك القبور ناصعة وكأنها تحف مزخرفة، وعاد اخضرار الشُجيرات العطشى بعض الشيء، ابتَلت هيَّ بالكامل واصبحت تقطر بدل الدموع مطراً، اغتسلت بمطر نيسان وكأنهُ طَهر قلبها وأعاد اليها روح الامل، فكما رأت وادركت ان بعد كل فراق لقاء .

ها هو المطر ينقذ اليائسين ويخبرهم بأنه مهما طال الفراق لا بد من عودة تُعيد الحياة من جديد حياةٌ ابدية تَتَحقق فيها كل الاحلام والامنيات..

بَقِيَت وَقفةُ المطر لدقائق ثم انتهى، هدأت نفسها ورفعت يديها بالدعاء ثم غادرت لتُودع فقيدها وتنهي زوبعة الالم على أمل اللقاء...

قال تعالى {قلّ آن آلّمٌوتٍ آلّذٍيِ تٍفُرون مٌنهً فُأنهً مٌلّآقيِگٍمٌ ثَمٌ تٍردون آلّى عآلّمٌ آلّغٌيِب وآلّشهًدﺓ فُيِنبئگٍمٌ بمٌآ گٍنتٍمٌ تٍعمٌلّون} سورة الجمعة آية (٨).

الانسان
الحياة
الموت
قصة
الحزن
الامل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    بناء الأسرة وفق هندسة الإمام الشيرازي

    النشر : السبت 09 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    فن النطق و اضطراباته عند الأطفال

    النشر : الأحد 19 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    كاري الدجاج بالاعشاب

    النشر : الثلاثاء 21 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الذكاء الاصطناعي.. هل يساهم في الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟

    النشر : الأثنين 03 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    لا حلم كالتغافل.. لا عقل كالتجاهل

    النشر : الثلاثاء 02 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    يساهم في تميّزه وتشكيل هويته.. كيف تختارين اسم طفلك؟

    النشر : الأحد 13 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3314 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 338 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3314 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1318 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 20 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 20 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 20 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة