كانت تجلس كالعادة في ركنها الخاص في المكتبة، تقرأ ما يحلو لها من الكتب وتستمع الى أجمل القصائد والشعر الى ان بدأ الضجيج وارتفعت الاصوات معلنة عن قدوم فتاة لامثيل لقبحها حتى في الخيال، جلست قبالتها واخذت تطالع الكتب الى ان هدأت الاصوات والصخب، لم تبالِ الفتاة بقبحها واخذت تستمتع بتبادل الآراء والافكار النابعة من قلبها، رأت فيها جمال لم تره من قبل وأحست بدفئ نظراتها، قبحها الخارجي غار و ظهرت أجمل النساء في العالم.
تحت اوسخ الثياب والمنظر ابتسمت لها وامسكت بيد صديقتها الجديدة، ونهضت خارجة من جحر المظاهر والخدع، هذه كانت النهاية..
قبل ان تحكم على اي شخص من مظهره الخارجي تذكر ان المظاهر خداعة ولتأخذ رحلة في اعماق كل شخص تقابله مهما كانت العلاقة سواء كان حب او صداقة وبغض النظر عن الجنس ذكر او انثى، كم منا حكمت على فتاة من مظهرها كان من الممكن ان تحظى معها بصداقة مميزة.
تعمق عميقا في داخل روح ذلك الشخص هنالك ستجد جماله قد يكمن في ثقافته ونظرته للأمور وقناعاته وطيبته وتعامله وذكاءه ووووو والكثير مما يحويه ويميزه، لذلك خلق الله سبحانه البشر بعدة الوان؛ اسود، ابيض، فاتح البشرة، داكن البشرة، عيون زرقاء واخرى خضراء وسوداء وبنية، ليرينا جمال الاختلاف.
مع الأسف اغلب البشر الان مجرد غلاف براق من الخارج وداخله فارغ، عطّر روحك بعبير الكتب واطلع على مختلف الثقافات، وهذّب نفسك بالدين والأخلاق.
الله سبحانه وتعالى يشير الى ان البشر يمكن ان يصبحوا ملائكة تمشي على الارض بل افضل من الملائكة، لماذا برأيك؟!
لأن الملائكة يسيرها العقل والبشر تسيرهم المشاعر لذلك كان النبي محمد (صلى الله عليه واله سلم) اجمل البشر خلقا واخلاقا، رحمته الواسعة وسعتنا في الدنيا لأنه لم ييأس منا و شملتنا في الآخرة فهو من يشفع لنا ولاننسى ان هذه الرحمة من الله عز وجل، فهو من زرع فيه هذه الرحمة وزرعها في كل البشر فهي صفة من صفات البشر الإنسانية، اختم حديثي بقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه افضل الصلاة والسلام): طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.
اضافةتعليق
التعليقات