• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مَخاضُ يَقِين

فاطمة الركابي / الأربعاء 09 تشرين الثاني 2022 / اسلاميات / 1779
شارك الموضوع :

كأن هناك سر ما في يقينها، وكأن ذلك النداء كان يجلب لها الأمان والاطمئنان

في مشاهد الحياة التي قد تكون للوهلة الأولى عابرة، عادية أو متكررة لكن للمتأمل فيها لابد وأن يجد فيها عبرة، كمشاهدة أماً شابةً ترقد في المستشفى، تمر بلحظات وجع المخاض لوليدها الميت في بطنها بشهوره الأولى، وبين ألم الفقد وألم أوجاع ذلك المخاض العسير كانت تندب إمامها علي (عليه السلام)... تناجيه... تحدثه عن أبناءها الذين تركتهم في المنزل بصوت ملئه التوسل أن تعود إليهم سالمة، وهذا التوسل قد جعل الجميع يرق لحالها، يدعو لها، يشفق عليها...

العجيب إنها كلما ندبته زادت توجعها أكثر، وكلما كان توسلها أشد تعالى في قبال ذلك أنينها أكثر...! السؤال هنا لمَ لم تتوقف عن نداءاتها؟ لمَ لمْ تتحول توسلاتها إلى تساؤلات، وشكواها إلى تشكيكات؟

وكأن هناك سر ما في يقينها، وكأن ذلك النداء كان يجلب لها الأمان والاطمئنان، يجعل لسانها يشتكي من شدة الألم، ولكن روحها كانت تسكن وتستلذ باسم (يا علي)؛ إنه اليقين الذي تبلور وتشكل في كل وجودها منذ الأزل.

وكأنها هي كانت تناديه لأجل ذلك المذاق الباطني الذي يذوقه العارف والمستأنس بذكر اسم إمامه، فالألم في حالتها هو أمر طبيعي وقد كان جزء من رحلتها الشفائية من هذا الابتلاء الدنيوي، ولكن المهم هو بماذا عاشت لحظات هذا الابتلاء هل بيقين أم بسوء ظن، هل بالتجاء جعلها تقترب أم بسخط يجعلها تبتعد، حقا كان مخاض الابتلاء هو عينه مخاض اليقين.

وكأنها بذلك قد اقتبست شعاع يقينها من سيدتها فاطمة (عليها السلام) فأصبحت بذلك فاطمية، كيف لا! فعندما نتأمل بتلك العبارات التي نشهد بها على ما جرى عليها بعد رحيل المصطفى (صلى الله عليه وآله) بأنها المغصوبة حقها، المضطهدة، المظلومة، فقد تألمت وتوجعت وظلمت ماديا ومعنويا، فقد أوذيت لما عُصرت خلف الباب، وتوجعت لما اسقط جنينها، وظلمت وهتكت حرمتها.

إلا إنها بقيت بذات اليقين بزوجها الكرار، وبإمامة إمامها علي (عليه السلام) ذو الولاية الالهية المؤيد المنصور من قبل الله تعالى حتى في تلك اللحظات، لمَ تُفقدُها هذه الآلام والأوجاع يقينها، هي لم تشكو وتتألم لأن الامام لم يدافع عنها ويدفع أيدي الظلم عنها، بل ببصيرتها النافذة هي رأت إن ما جرى عليها كان جزء من رحلتها ورسالتها، فثبتتْ بل ودافعتْ هي عن يقينها بإمامة إمامها رغم كل تلك الأوجاع والجراح.

فمن تلك الفاطمية المتأسية -بفطرتها- بمولاتها، ومن مولاتنا العالمة العارفة ذات اليقين والبصيرة نتعلم هذا الدرس المفصلي في حياتنا، أن البلاءات غايتها أن تقربنا من الله تعالى وأولياءه، وإن سرعة رفع البلاء أو بقاءه ليس مقياس للقرب أو البعد، إنما اليقين والتسليم والرضا بحكم الله تعالى واختباراته واختياراته لنا هو عين القرب، أن نجعلها مواطن لنتكامل، لنزداد معرفة بأنفسنا، بصبرنا، بهمتنا وحركتنا تجاه ما نحن مكلفون به هو ما سيرفع البلاء ويجعله مفتاح فلاح ونجاح.

المرأة
الصبر
قصة
فاطمة الزهراء
الايمان
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    أي سر احتواك يا أم القمر

    النشر : الأحد 31 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أجواء رمضانية حول العالم

    النشر : الثلاثاء 05 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    المراهقة.. كيف ننتفع منها؟

    النشر : الأحد 18 آب 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    مع حرارة الصيف المرتفعة: من ينتج أكثر المرأة أم الرجل؟

    النشر : الخميس 11 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الشبان الذين يعانون من زيادة الوزن تزيد فرص إصابتهم بأمراض الكبد

    النشر : السبت 10 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    التجليات السلوكية في الحياة الزوجية

    النشر : الأثنين 08 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 341 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 21 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 21 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 21 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة