• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سلطان طوس وأنيس النفوس.. بين السلطة والرعية

مروة حسن الجبوري / الأربعاء 31 آيار 2023 / اسلاميات / 1825
شارك الموضوع :

كان الإمام بعيد المدى ودقيق النظر، صائبا في تعامله من النظرة السياسية وغيرها، حيث قطع على المأمون طريقه

عندما نكتب عن سيرة السلطان وأنيس ملك القلوب قبل العقول شهد بذلك أعدائه قبل محبيه إذن نحتاج إلى قافلة من الحروف التي تسعفني في كتابة بعض السطور في حقه كيف لا وهو علي الرضا سلطان طوس وأنيس النفوس مع لمحة من تاريخه وكيف كان يعيش السلطان في حرمه، يذكر التاريخ أن سيرة الامام علي الرضا لا تخلو من تضحيات أجداده والمؤامرات الظالمة في حقه فلابد أن يكون هناك من يقتل النور ويعود إلى الجهالة والانحراف الفكري العقائدي.

يذكر أن يوما قد اقترب موكب الإمام الرضا  من مدينة (مرو) و الناس كلهم في رغبة وشوق، وعيونهم ترصد الطريق، وكان المأمون العباسي مع جلاوزته من جملة من يستقبل الإمام ..

وما إن وصل الإمام إلى مرو، حتى كان المأمون من متقدمي المستقبلين فرحب بالإمام وأخذ يتظاهر بالمحبة والتودد له حتى وصل الإمام إلى محل إقامته.

ويقول: یابن رسول الله إني أعترف بفضلك وعلمك وعبادتك وأنت أجدر وأليق للخلافة مني فهلا - سمحت لي بأن أخلع نفسي منها، وأعهدها إليك، وأكون أول من يبايعك..

ولكن الإمام كان يعلم بالأهداف الحقيقية للمأمون العباسي وخبث نيته فما كان منه إلا أن أجابه جواباً قاطعا لم يستطع المأمون الرد عليه في جوابه: إذا كانت الخلافة من حقك والله قد أقرك عليها، فليس لك أن تتنازل عنها لغيرك وتخلع القميص الذي ألبسك الله إياه، وإن لم تكن الخلافة لك، فلا يحق لك أن تعهد إلى ما ليس لك.

المأمون وسياسة النفاق

أخذ المأمون العباسي يتظاهر بالارتياح ويبدي سروره بولاية عهد الإمام الرضا، فأمر الكل بمبايعة الإمام وأودع السجن كل من امتنع عن ذلك، ومن جهة أخرى أمر بضرب السكة باسم الإمام الرضا في جميع أرجاء الدولة الإسلامية تعظيما لذلك اليوم، كما أمر بأن تقرأ الخطبة باسم الإمام، وأقام مجالس الفرح، ودعا إليها الشعراء والأدباء لينشدوا الأشعار في مدح الإمام تهنئه على ولاية العهد، وأخذ يصرف على ذلك المبالغ الطائلة من بيت المال، ويمنح الجوائز والصالات الكبيرة الثمينة المداحين والمهنئين .

ومن جهة أخرى تراه - أي المأمون - يوجه الدعوة إلى كبار علماء المذاهب المختلفة وأكبر الشخصيات العلمية ليباحثوا الإمام الرضا ويطرحوا عليه أصعب الأسئلة في مختلف العلوم، ظنا منه أنه سيحرج الإمام ليعجز - والعياذ بالله - ولو مرة واحدة عن الجواب، ويخسر في المباحثة والمناظرة، ليربح المأمون الورقة ويستطيع بها أن يجترئ على شخصية الإمام من الناحية العلمية، وكما هو المشهور: إذا أراد الله صار العدو سبب الخير، فالإمام الرضا أظهر تفوقه على الجميع وفي جميع المسائل العلمية الدقيقة والعميقة وفي مختلف الأديان والعقائد وأخذت شخصية الإمام تبرز أكثر في المنطقة .

شروط قبول ولاية العهد

وهنا قال الإمام الرضا: إن الله نهاني أن أدفع نفسي للهلاك، فعلي أن أقبل بولاية العهد مكرها، لكن بشرطين: أحدهما: أن لا أعين أحدا ولا أعزل أحدا أبدا ولا أنقض رسما أو سنة.

ثانيهما: أن أكون في الأمر من بعيد مشيرا أي بسبب النصيحة العامة من دون أن تنسب الأمور إلى الإمام.

بهذين الشرطين سلب الإمام الرضا شرعية المأمون، وقضى على خطته الخبيثة التي أراد أن يلصق بها الإمام كل تلك المساوئ والسلبيات في حكومته.

فكان الإمام بعيد المدى ودقيق النظر، صائبا في تعامله من النظرة السياسية وغيرها، حيث قطع على المأمون طريقه، وفشله من أن يحقق أهدافه، لأن الإمام الرضا إذا كان قد وافق على التنصيب والعزل وتدخل في الآداب والرسوم العباسية، كان قد أشرك نفسه في أمور الدولة الظالمة، ومن هنا ابتعد عنها بالكامل.

قام المأمون بسجن الإمام وتاريخنا اليوم يدين أعمال المأمون العباسي وأمثاله ويحكم عليه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سلبيات المأمون وأنه على باطل، مضافا إلى ضعفه وأحواله المضطربة ونفسه القلقة.

ولذا جعل المأمون العيون والجواسيس على الإمام الرضا وأخذ بالتحقيقات وأبى أن يترك الإمام في هداية العلم، يعلم الناس الطيب من القول والمأثور من جوامع الكلم النبوي، والإمام أعلم الناس بالكتاب والسنة وتعاليم العترة الطاهرة كما أن المأمون لم يترك الإمام وشأنه حتى يشتغل في امور العبادة، مسبح لله في محرابه و بذكر الآخرة ويدعو على أولئك الظالمين .

من أخلاق السلطان.. عيادة المريض

الاهتمام بأمر المسلمين والعناية بشأنهم، والدفاع عنهم، والعمل الدائب على ترقية حاضرهم، وإعدادهم لمستقبل أعز وأكرم كل ذلك مما يقتضيه الإيمان وتوجبه الأخوة في الدين، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

ومن الأخلاق الإسلامية السامية عيادة المريض، وقد حدثنا التاريخ عن ثامن أئمة أهل البيت الذي كان يسير بسيرة جده المصطفى ويتأسى به، فإنه لو كان إذا لم ير أحدا من المؤمنين لبضعة أيام، استفسر عن حاله وسأل وإذا بلغه أنه مريض أسرع إلى لقائه وعيادته. وهكذا كان الإمام الرضا حيث مرض أحد شيعته فسأل عنه، فلما أخبر بمرضه جاء لعيادته ودخل بيته وكان الرجل في سكرات الموت، فأخذ الإمام يقدم له النصيحة والموعظة فقال: إن الناس صنفان، أحدهما من يرتاح هو عند الموت والآخر من يرتاح الناس من شره عند موته، فإذا أردت أن تكون من الصنف الأول، فجدّد إيمانك بالله وولايتك فأخذ الرجل بنصيحة الإمام الرضا.. ولم تمر لحظات حتى فارق الحياة الدنيا مؤمنا مغفورا له.

ألقاب الامام

لقّب الإمام الرضا (عليه السلام) بـ "قرة عين المؤمنين"؛ لأنه كان زينًا للمؤمنين وفخرا وكهفًا وحصنًا لهم …

«إنّ الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعزّ المؤمنين».

المصدر: من كتاب حياة الإمام الرضا
الإمام الرضا
التاريخ
الدين
الشيعة
السياسة
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    المرأة العراقية.. نخلة باسقة تتحدى المستحيل

    النشر : الثلاثاء 22 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تغير الرأي.. تجديد أم محل خلاف؟!

    النشر : السبت 21 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    مفاتيح النجاح الذهبية

    النشر : السبت 17 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تعرف على قصة خبيرة النكهات التي ابتكرت نحو 1500 مذاق للأطعمة

    النشر : السبت 19 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الكفاءات أم المحسوبيات.. أيهما أكثر حظاً؟

    النشر : الأحد 06 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تكتشف ذكاء طفلك اثناء متعة اللعب؟!

    النشر : الأحد 16 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3325 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 427 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 308 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3325 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 58 دقيقة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 2 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 2 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة