جميلة هي كالعصفورة تتطاير من غصن إلى غصن، منطلقة بحريتها ولا تفكر بالقيود وتستنشق الهواء الطلق تائهة بأحلامها وفي خيالها الغصون الخضراء في كل الأشجار تنتظرها. ولكن فجأة اصطادها الصياد بشباكه وأغمضت عينيها لكي تبقى في أحلامها تغرد..
في بلادنا يقتلون النساء؛ لا يرحمون المرأة؛ اليوم أصبح موت المرأة يهمل، مجرد نساء تنهار عند سماعها بخبر وفاة جارتها التي بالأمس تناولت معها كوبا من القهوة، أو أخت تقتل أمام إختها ولا تستطيع الدفاع أو الشهادة لأن القاتل أخيها أو أبيها أو حتى أمها!.
نعم أم تقف مع ابنها لقتل ابنتها قطعة من قلبها حملتها تسعة أشهر ولم تستطع النوم وانتظارها لرؤية طفلتها من أجل قضية شرف! أو تخاف خسارة ابنها..
نسائنا يقتلن في شوارع المليئة بالرجال ولكنهم يخافون إنقاذهن أو يعمون أبصارهم! أو يصورون وينقلون لنا الخبر ويلفقون القصص من خيالهم!، يوم يتهموها بشرفها ويوم بأنها تمضي بطريق لا يرضي الله أو مهنتها التي لا تعجبهم.
لماذا نحن من نقرر؟؟ من أنت؟ ومن أنا؟؟
من أنت لتنفذ جريمة لا يرضى بها الخالق؟ هل أنت ملاك بعثك الله؟
أوصف لي عملك الذي سرقك من الحياة ويأخذك لشباك تعيش فيه كالعبد! أعطي لنفسك الحب قبل أن تقتل لاتفكر بما يلقنوه لك، لا يحق لأحد أن يبعثر حياتك من أجل أسباب لا تستحق.
في حياتنا يقولون لها، عيشي بهدوء لا تصدري صوت فصوتك عورة، لا ترتدي الألوان لتثيري غريزتهم، لا تجادلي الرجال بحقوقك فهم الأولى منك، كوني لأهلك البنت المطيعة واخدمي بصمت من دون تذمر، تزوجي من إختاروه لك دون حب أو إعطاء رأي.
ربي أطفالك من دون تعب وشكوى، عاملي زوجك بإحترام ولا تطلبي منه الكثير،
اخدمي وإسمعي ونفذي وإصمتي، تحملي.. هذا لا يؤلم، أنتِ أفضل من غيرك، البكاء يجلب الحزن، النكد يزعج زوجك..
أين أنا يا أمي؟ أين أنا يا أبي؟ ألم تفرح لولادتي وتخبر الناس أنك رزقت بأميرتك..
لماذا يا أخي تبعدنا وتفرق بيننا التقاليد؟ لماذا تضحي بي لإرضائهم!!
لماذا يكرهوننا نحن الورود التي تعطر حياتهم بالحب نحن السلام الذي يحميهم في هذه الحياة، لا تخبروني بأن (الرجال قوامون على النساء) فلهذه الآية تفسير واضح، فهناك رجال يتباهون بنسائهم ويفتخرون ببناتهم ويقدسون أمهاتهم.
كونوا كالرسول (ص) كيف عامل خديجة (رض) وكيف أحب فاطمة (ع) وكيف حزن على زينب (ع).
حب وإحترام المرأة ليس بعيب أو عورة فالله جعلها نصفك الثاني، أليس الله هو من يعلمنا الحلال والحرام!، ما أجمل ماذكره الله في كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم
{ياأيها الذين أمنو لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض مااتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرآ كثيرا} صدق الله العلي العظيم.
لا تخافي وتنكسري فالله معك أيتها المرأة لم يخلقك للعذاب والإهانة حتى وإن رحلتِ فهناك جنات خلد يعوضك بها من حيث ماتريدين، كوني دائما عصفورة حرة وإن أحاطتك شباك الصيادين، وحققي أحلامك مادمت تتنفسين.
اضافةتعليق
التعليقات