هل الحزن حالة إيجابية أم سلبية؟ الحزن مشاعر نبيلة أودعها الله تعالى فينا، ويجب أن تكون موجودة. فبفضلها نشعر بطعم وجمال السعادة، فهو في ذاته جيد ويقربنا إلى الله تعالى، إن كان إيجابيا.
كيف يكون الحزن إيجابيا؟ يكون إيجابيا عندما يكون في الله، عندما يكون للآخرة ومن أعمالنا، عندما يكون على مصيبة الرسول وآل بيته صلوات الله عليهم. إذ في هكذا حالات سيعتبر إيجابيا. لأن الحزن على أعمالنا، يكون السبب في عدم تكرار الذنب، وسبب للتوبة، الأوبة ومداومة الإستغفار.
والحزن على آل بيت النبوة والبكاء عليهم يكون السبب في رفع مقامنا الدنيوي والأخروي وسبب لتخفيف الذنوب، وارتقاء الروح بشكل صاروخي، إذ تجعل الروح خفيفة جداً لترتقي إلى الأعلى بسهولة. ويا حبذا إن كان البكاء بشكل يومي على مصيبتهم صلوات الله عليهم، بل وقد يكون السبب في أن ننال شرف اللقاء بالمولى صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف. فالبكاء على مصيبتهم صلوات الله عليهم طريق مهم للتخلص من الطاقة السلبية المكبوتة والمتجذرة فينا.
روايات عن الحزن الإيجابي :
عن الإمام الرضا عليه السلام: فَعَلَى مِثْلِ الْحُسَيْنِ فَلْيَبْكِ الْبَاكُونَ، فَإِنَّ الْبُكَاءَ عَلَيْهِ يَحُطُّ الذُّنُوبَ الْعِظَامَ .
وعن الإمام الصادق عليه السلام: مَنْ دَمَعَت عَيْنُهُ فِينَا دَمْعَةً لِدَمٍ سُفِكَ لَنَا أَوْ حَقٍّ لَنَا نُقِصْنَاهُ أَوْ عِرْضٍ انْتُهِكَ لَنَا أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ شِيعَتِنَا بَوَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا فِي الْجَنَّةِ حُقُباً.
هل لاحظتم أنفسكم بعد البكاء على مصيبة آل بيت النبوة وبعد اللطم عليهم كم أصبحتم خفيفي الأرواح؟ كم شعرتم بالراحة النفسية بعدها؟ كم شعرتم بالطاقة العالية تسري في أجسامكم؟
إذن فهو حزن إيجابي وذو طاقة عالية لأرواحنا.
الحزن السلبي :
الحزن السلبي هو حزن على الأمور الدنيوية، إذ يغذي الروح طاقة سلبية منخفضة جداً ويثقلها، بل ويؤذيها فيجعلك تنام كثيراً وكسولاً لأداء نشاطاتك.
مثلاً، أن نرسب في امتحان، نخسر مال، نمرض، أن نريد أمراً ولم يحدث، أو أي أمر يتعلق بدنيانا. طبيعي الأمر فعلاً محزن، وليس من المطلوب أن نفرح في هكذا مواقف، لكن المطلوب أن لا ننغمس كثيراً في الحزن أو أن نفكر به لأيام طويلة، ونجزع! فيكون السبب في دمار يومنا بل وأيامنا.
في رأيكم ألا يعتبر الحزن السلبي هو كفران للنعمة؟
عن الإمام الصادق عليه السلام: من أصبح على الدنيا حزيناً أصبح على الله ساخطاً.
وعنه عليه السلام: الرغبة في الدنيا تورث الغم والحزن.
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام: الحزن يهدم الجسد.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا زعيم بثلاث لمن أكب على الدنيا: بفقر لا غناء له، وبشغل لا فراغ له، وبهم وحزن لا إنقطاع له.
كيف نحول الحزن السلبي إلى حزن إيجابي؟
إذا كان الحزن الدنيوي هو الذي يستحوذ عليكم معظم الأوقات، وهو حزن شيطاني في الأصل، سيؤذي الروح ويدمرها بشكل كبير .
إن أحسستم بثقل وأنّ عليكم البكاء، ابكوا فالبكاء في ذاته جيد، يجب أن تفرغوا هذه الشحنات السلبية بواسطته، وأفضل طريقة تفريغ لها هي عن طريق البكاء على مصيبة آل بيت النبوة صلوات الله عليهم. فبعدها توسلوا بهم إلى الله لحل مشكلتكم.
بإمكانكم بالتدريج أن تقلصوا من هذا الحزن. مثلاً إذا كنتم تحزنون على درجة قليلة في الإمتحان لمدة يوم كامل، إجعلوا حزنكم نصف يوم وبعدها إلى ساعتين وبعدها إلى ساعة، إلى أن تقلصوها إلى دقائق معدودة. وبعدها غيروا من تفكيركم وركزوا على ماذا تريدون بالضبط، بدل أن تفكروا بالتناقض الذي أصابكم فكروا بعكسه وماذا سيجعل شعوركم رائعاً؟ واجعلوا إحساسه يتسرب وينتشر في داخلكم إلى أن تشعروا أنكم استعدتم طاقتكم وأصبح شعوركم جيداً، وابدأوا من جديد.
كلما أصبح شعوركم جيداً، ستجذبون المواقف الجيدة، أي المطابقة لشعوركم وسترونها تتجلى في حياتكم، والعكس صحيح.
الحزن الدنيوي ليس بمحمود، وقد يصيب المؤمن كل أربعين يوم مرة فقط! ولكن إن نظرنا إلى حالنا لوجدنا أننا خلال هذه الأربعين يوم عشرون يوماً منه نحن في حزن، هذا إن لم يكن أكثر!.
فهنا تكمن المشكلة، أصبحت أيامنا المزعجة أكثر من السعيدة، وهذه كارثة حقاً، وهو ما يسمى بكفران النعمة. أي تناسيتم النعم الجمة التي لديكم وأصبحتم تصغون إلى نجوى الشيطان وتركزون على ما لا تملكون. تذكروا بالنهاية هي دنيا وليست جنة ليكون كل شيء كما تريدون بالضبط، لكن بإمكانكم من خلال أفكاركم وتصرفاتكم أن تجعلوا أغلب المواقف لصالحكم وتحصلوا على أغلب ما تحبون. فالسعادة هي مطلوبة في الدنيا أيضاً كما هي مطلوبة للآخرة. كما ورد في الأدعية التي ندعوا بها كل يوم: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
كيف أكسب الشعور الجيد الذي يجذب لي الأحداث السعيدة؟
١- أول خطوة هي قانون الشكر. النعمة هي كالوردة، إن لم نشكر الله عليها ستذبل وتنتهي من حياتنا، يجب علينا سقايتها بالشكر كل يوم وعلى الدوام لتبقى وتدوم لنا .
قانون الشكر هو قانون مهم بشكل لا تتصوروه، ونتيجته الرضا، الرضا بقضاء الله . فالرضا القلبي يجعل شعورك جيداً بالتالي تجذب ما تريد وستكون سعيداً في حياتك . يجب عليكم أن تفكروا وتركزوا على مواقفكم السعيدة ونعمكم وتشكروا الله عليها قلباً ولساناً بشكل يومي لا انقطاع له . هذا إن أردتم أن تتغير حياتكم .
لكن، إن لم تقوموا بهذا العمل بشكل متعمد كل يوم، ستكونون قد هيئتم الفرصة لدخول الأفكار السلبية المزعجة والمدمرة إلى ذهنكم، وبالتالي سيتحكم في مصيركم .
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: من اغتم كان للغم أهلا، فينبغي للمؤمن أن يكون بالله وبما صنع راضياً .
وعن الإمام الصادق عليه السلام : إنّ الله - بعدله وحكمته وعلمه – جعل الروح والفرح في اليقين والرضا عن الله، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط، فارضوا عن الله وسلموا لأمره .
فعلماء قانون الجذب شبهوا الشكر بأنه كعصا سحرية تجعله على أي شيء تريده ليزداد ويدوم لك .
أي كلما ركزتم على نعم حياتكم وشكرتم الله عليها وجعلتموها من ممارساتكم اليومية سترون في فترة قصيرة سيتيغر حالكم بشكل عجيب، لأنكم أدركتم النعم التي لديكم وشعرتم بروعتها، وبسبب شكركم سيبقى لكم بل وسيزداد، لأن هذا وعد الله سبحانه .
قال تعالى: لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ .
فكفران النعمة تعني أنكم لم تنتبهوا على نعمكم وتغافلتم عنها ولم تشكروا الله المنعم عليكم . فهذا سيكون السبب في زوالها، وجعلكم غير سعداء .
٢- ثاني خطوة، هي الدعاء والتوكل عليه لكسب السعادة في الدارين، فالسعادة هي أمر إكتسابي .
من أهم الأمور بعد قانون الشكر، هي أن ندعوا لما نريد . أن أسأل الله تعالى وأعلم وأكون على يقين بأنه سيعطيني إياه في أفضل وقت ممكن لي، أو سيعطيني الأفضل منه .
عن الإمام الصادق عليه السلام : عليكم بالدعاء، فإنكم لا تقربون بمثله، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها، إن صاحب الصغار هو صاحب الكبار .
وعنه عليه السلام : الدعاء يرد القضاء ، بعدما أبرم إبراما ، فأكثروا من الدعاء ، فإنه مفتاح كل رحمة، ونجاح كل حاجة، ولا ينال ما عند الله عزوجل إلا بالدعاء .
وعنه عليه السلام : يا ميسر ادع، ولا تقل إن الأمر قد فرغ منه، إن عند الله عزوجل، منزلة لا تنال إلا بمسألة، ولو أن عبدا سد فاه، ولم يسأل، لم يعطَ شيئا، فسل تعط، يا ميسر، إنه ليس من باب يقرع، إلا يوشك أن يفتح لصاحبه .
إذن نستنتج من الروايات المذكورة أهمية الدعاء والطلب من الله دائماً، بل وفي كل يوم، وأفضل وقت هو بعد كل صلاة، ووقت هطول المطر، وبعد الدعاء لفرج مولانا صاحب الزمان (عجل الله فرجه)، وقبل الإفطار، ووقت الأذان (أي أن نسجد وندعوا الله)، فالسجود على التربة وقت الأذان له تأثيرات عجيبة على النفس والجسد وعلى إستجابة الدعاء وعلى خروج الطاقة السلبية بشكل كبير من أجسادنا واستبدالها بالطاقة الإيجابية العالية .
عن الإمام الصادق علیه السلام : إنّ السجود على تربة أبي عبد الله الحسين عليه السلام يخرق الحجب السبعة .
٣- الخطوة الثالثة، وهي قانون حسن الظن بالله . أي أن نكون متفائلين بالخير دائماً، ولدينا أمل في كل وقت وكل لحظة وكل حين بالمعجزات. لأن الله على كل شيء قدير! فقط علينا أن نحسن الظن به دائماً، لنحصل على مبتغانا إن شاءالله .
توقع أن يحدث لك الأجمل دائماً، الأجمل من كل شيء.. وتذكر أنك أعظم المخلوقات وأنك خليفة الله في أرضه، والله يحبك جداً .
جاء في الحديث القدسي : عبدي أنا وحقك لك محب فبحقي عليك كن لي محباً .
وعن الإمام الرضا عليه السلام : أحسن الظن بالله فإنّ الله عز وجل يقول : أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيراً فخيرا، وإن شراً فشرا .
وهو المعنى الحرفي ظن خيراً تلقى خيراً، وظن شراً تلقى شراً .
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام : كل متوقع آت .
تتوقع الفرح؟ سيأتيك الفرح . تتوقع الحزن؟ سيأتيك الحزن . تتوقع المرض؟ سيأتيك المرض . تتوقع العافية؟ ستأتيك العافية . تتوقع الإفلاس؟ ستفلس . تتوقع النجاح؟ ستنجح . تتوقع أنك سترتبط بإنسان سيئ؟ سترتبط به .
أعلم أنّ الأمر ليس سهلاً، والأفكار السلبية بل أسميها الشيطانية، تتقافز في أذهانكم لتخرب فكرة السعادة لديكم ولتكون السبب في تعاستكم، وهذا هو هدف إبليس وجنوده لنا .
لكن تذكروا دائماً قول الله تعالى : إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ..
فكيد هذا الملعون ضعيف، وأنتم أقوى منه بكثير . حاربوا أفكاركم السلبية دائماً واستبدلوها بالأفكار الإيجابية كل يوم إلى أن يصبح الأمر لكم سهل جداً بل وبشكل لا إرادي .
في البداية فقط سيكون صعباً، لكن عندما تمارسونه بشكل يومي سترون كم سيصبح الأمر سهلاً وعلى شكل عادة يومية لكم . عندها، ستحصل المعجزة وستتغير حياتكم جذرياً .
٤- قاعدة التخلية قبل التحلية، والمقصود بالتخلية هو : ترقية النفس، وتزكيتها، وتطهيرها من كل الرذائل، والأخلاق الفاسدة، عبر تخليتها وذلك بالإبتعاد عن الحسد، الغيبة، النميمة، الأفساد بين الناس، الرياء، الكبر، الغرور، البخل، الكذب، الخيانة، العجب وغيرها من الرذائل ... وأما المقصود بالتحلية: هو أن يكون الإنسان قد تجمل وتحلى بالصفات العالية بعدما قد تخلى عن كل الشوائب والمعائب .
مثلاً لو أراد أي إنسان أن يزرع أرضاً له وهو يملكها، وتلك الأرض مشكلتها أنها قاحلة، صحراء، متعرجة وغير مستوية . فهل ينفع أن يزرعها فوراً بدون أي إصلاح لها؟ بالطبع لا، فتلك تسمى "التخلية" للأرض عبر تنظيفها من كل الشوائب والقاذورات . فيقوم بتخليتها وتسويتها من هذه الأمور، وتنظيف تربتها، ووضع تربة طينية صالحة للزراعة، وجعلها كالكف جميلة ورائعة وجاهزة لوضع البذور أو الشجر فيها لنصل بذلك لمرحلة "التحلية" لها.
أي تزيينها وتجميلها عبر زراعتها بالزهور والأشجار، ومن ثم قطف الثمار والسعادة برؤية الخيرات . فلابد من أن تسبق التحلية، التخلية .
فالتحلية هي أن نتحلى بالصدق، الإخلاص، الصبر، الإيمان، الأخلاق العالية، الوفاء، الحب، العفة، الحكمة، التواضع وغيرها من معالي الأخلاق . فعندما نتخلص من الصفات السيئة ونبتعد عنها، سنكون جاهزين لاستقبال الصفات الحسنة التي بالتالي ستكون السبب في جذب كل الخير في حياتنا، إذ هو من الأمور الأساسية في قانون الجذب .
قانون التخلية هو قانون أن نتخلص من كل ماهو سلبي فيصبح هنالك مكان للأمور الإيجابية وتجليها في حياتنا.
مثلاً إذا أردتم الحصول على ملابس جديدة، يجب عليكم التخلص من الملابس التي لديكم بمقدار معيّن وإعطائها للمحتاجين . بذلك ستهيأون الأسباب لقدوم الملابس الجديدة في خزانتكم.
أو عندما يأتي إلي شخص ويقول أنه لا يرى السعادة في حياته، أقول له في المقابل، ما الأمور والأفكار السلبية التي قد تشبثت بها والتي يجب أن تتخلص منها؟
هل هنالك حقد في قلبك تجاه أحد؟ هل أنت غاضب من أحد؟ هل هنالك شخص ما زلت لم تسامحه؟ هل تسرعت في الحكم على شخص؟ هل لديك صفات سلبية لم تتخلص منها؟
هذه الأمور هي معيقة للسعادة ومعيقة للرزق الكثير في حياة الإنسان .
كيف نبدأ بهذا القانون؟ بداية هذا القانون هو الإستغفار اليومي الكثير، والصلوات على محمد وآل محمد، ولعن أعداء الله . قد تتسائلون لماذا الإستغفار والصلوات واللعن؟
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : " ألا أدلكم على دائكم ودوائكم؟ ألا إنّ داءكم الذنوب، ودوائكم الإستغفار ".
وعنه (صلى الله عليه وآله) : " من أكثر الإستغفار جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا " .
عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :" الإستغفار يزيد في الرزق " . المصدر : البحار .
والروايات المذكورة في الصلوات:
عن الإمام الرضا عليه السلام : " من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما " .
عن أمير المؤمنين علي عليه السلام : " كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآله " .
وفي اللعن :
عن أبي حمزة الثمالي عن الامام زين العابدين سيد الساجدين عليه السلام أنه قال:
" من لعن الجبت و الطاغوت لعنة واحدة، كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة و محى عنه سبعين ألف ألف سيئة و رفع له سبعين ألف ألف درجة " .
إذن أقوى تخلية هي الإستغفار والصلوات على محمد وآله، بعدها تصبح روح الإنسان روح خفيفة مستعدة لاستقبال الخيرات والبركات .
٤- وفي الخطوة الخامسة، عيشوا في الحاضر . أي يجب علينا أن نعيش اللحظة . وهي أن لا نفكر لا في الماضي ولا نقلق على المستقبل . نأخذ من الماضي فقط دروسه وما تعلمنا منه وما يجب أن لا يتكرر .
قال تعالى : وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ..
هكذا مواقف سلبية تحدث لنا أحياناً لنتعلم ما يجب علينا أن نتعلمه في هذه الحياة، وأن تكون لدينا فطنة وذكاء للمرة القادمة .
ولكن حاولوا أبداً أن لا تفكروا بما سبب لكم الأذية وما كان شعوركم بوقته وما الصفات التي كنتم لا تحبوها بهؤلاء الأشخاص . كلما فكرتم بهكذا أمور ستجذبون هكذا أشخاص وهكذا مشاعر مجدداً إلى حياتكم الحالية .
إذن، إنتبهوا، سامحوا وادعوا لهم بالخير حتى وإن رحلتم عنهم . لتجذبوا ما تحبون من صفات ومواقف في المستقبل .
عيشوا اللحظة ولا تفكروا بأي شيء بإمكانه أن يخرب شعوركم ويجعله سيئاً، ولتكن لديكم ثقة بالله أنه هو مدبر الأمور وسيسهل أموركم ويوفقكم ويجعل أجمل الأحداث لكم، ما إن كنتم معه ومتوكلين به.
ماذا عليكم أن تفعلوا الآن؟ هل يجب عليكم الدراسة؟ إذهبوا وطالعوا ولا تأجلوا . هل تشعرون بالتعب والنعاس؟ إذهبوا وناموا . هل يجب عليكم الخروج لتزوروا أقربائكم؟ إذهبوا وتجهزوا واستمتعوا . ماذا عليكم أن تفعلوا الآن؟ افعلوه وانتهى، ولتكن حواسكم الخمسة جميعها في اللحظة التي أنتم فيها .
عندما تعيشون اللحظة يعني أنكم سلمتم أمركم كله لله وتركتموه بيده وتوكلتم عليه . فالذي يقلق على المستقبل والذي يتألم بأحداث الماضي يعني أنه لم يتوكل على الله وأنّ ظنه سيء بالله . فانتبهوا لما تشعرون .
كل ما يصيبنا في هذه الحياة من ابتلائات هو أغلبه بسببنا وبعضه يأتي لصالحنا ويكون سبب لارتقاء روحنا ونموّنا . الله سبحانه يريد لنا الخير دائماً، لكن أحياناً عندما نخطئ في أفكارنا ونسمع للنجوى الشيطانية ونفكر في السلبية ونسيء التصرف فيأتي البلاء من حيث لا نحتسب.
طريق الخلاص والنجاة من البلاء، هو : التركيز والشكر على ما لدينا من نعم بشكل يومي، والدعاء والسؤال من الله تعالى والثقة به وحسن الظن به وأن نتخلص من صفاتنا السيئة ونستبدلها بالحسنة وأن نكثر من الذكر(الإستغفار و الصلوات) وأن نعيش الحاضر بكل وجودنا . إذا طبقنا هذه القواعد الخمسة ستتغير حياتنا وننال السعادة والرزق الكثير في الدنيا والآخرة .
في النهاية، فكروا بإيجابية وتكلموا بإيجابية لتحصلوا على ما تريدون . إذ أنّ للفكر والكلام طاقة قوية جداً تجذب لكم ما تفكرون فيه وما تتحدثون عنه . (أي بدلاً من أن تفكروا وتتكلموا عما تكرهون، تكلموا عما تحبون) .
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ..
اضافةتعليق
التعليقات