عنوان المقال ما هو الا وجه اخر لعملة الدين الذي اخفاه الانسان العصري بحجة الثقافة والتغير الذي حدث في المجتمع..
في الحقيقة انا لست عالم دين ولا مرجع يعود إلي الناس لكن هذه الفكرة التي وَلّدها عقلي اشعر انها الحقيقة الوحيدة التي ادركت عن طريقها الوجه الاخر لعمولة الروح المسلمة دون تدخل بشري من عالم او مفتي او ناصح بل انها نبعت من محبة عشوائية او يمكن تسميتها فطرية في بعض المواقف قادتني عقليا لمعرفة ان كنت حقا احب ديني ام انني اخافه فالتزمت به؟!
فكروا مليا وتصارحوا مع انفسكم خلسة هل التزامكم بالدين فرض مفروض عليكم وتخشى قلوبكم التذمر منه كي تبتعدون عن النار قدر المستطاع!، ام انكم تلتزمون به لانكم ترغبونه ومحبين لكل حذافيره حتى تلك التي منعتكم عن امور كانت لكم بمثابة "حياة".
ان كان التزامكم حبا "خير على خير"، اما إذا كان خوفا هنا تحل الكارثة لا بل كوارث، في الوقت الراهن نلاحظ انفتاح طبيعة البشر في كل امور الحياة _ولا يقتصر انفتاحه في مجال دون اخر_ مما ادى الى صعوبة التعايش لان كثير من الامور المتاحة والتي يريد البعض الحصول عليها لم تناسب بيئته الاجتماعية والثقافية وحتى الدينية.. فيكون امامه من الحلول اثنين اما يحصل على ما يريد متغاضيا عن القيود التي تقيده اما يترك الامر وشأنه.
في ترك الامر شقين اما خوف او محبة وهذا الذي نريد معرفته هل الالتزام الاجتماعي وخصوصا الديني هو التزام اجباري؟
صحيح ان كثير من الملذات ظهرت في زمننا وستظهر في الازمان الاتية لكن هذا لم ولن يغير شيء والحرام سيبقى حراما والعكس.
هنا يترتب علينا ان نقتنع بديننا قبل فرائضنا التي نؤديها، فما فائدة الصلاة التي يقوم بها الفرد وهو مجبر على القيام بها لانه وجد اجداده وابائه يقيمون الصلاة او لانها احدى فرائض الله "جل جلاله" التي جعلها عامود الدين!.
ان اخذنا الحديث عن الصلاة نستطيع القول انها الخلاص وهي اعظم طريقة يمكننا التواصل فيها مع الله "جل جلاله" اذن نحن المستفيدون وهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى ليس بحاجتنا او بحاجة فرائض اجبارية بل نحن بحاجته ليكون عونا لنا، ولتطهير النفس من كل سوء ارتداها نحتاج الى فكر واسع وقناعة تامة ان كل فرد على هذه الارض يحاسب يوم القيامة وفق دينه، فالانفتاح الحالي بالمظهر والافكار هو انفتاح يهودي ولا دخل للاسلام به وهذا ما يجب ان يدركه الكثيرين.
لا مشكلة في التطور ان لم نتجاوز حرمة ديننا لكن على ما يبدو ان التطور بدأ يأخذ منحى اخر وهذا ما نلاحظه اليوم بازدياد عدد الملحدين والعاصين او المنتفضين انزعاجا على عاداتهم الاسلامية!.
كل من فينا يستطيع العيش ويحقق كل ما ترغبه نفسه ومن المؤكد ان خالق السماوات والارض يكون الداعم الاول لعباده بالحق؛ امعن النظر _خالق السماوات والارض_ اي ان كل ما في الدنيا عائد إليه وحتى ونحن عائدون إليه مما يعني انه من غير الممكن ان يحتاج الينا لكن الله سبحانه وتعالى يريد من عباده الاخلاص والوفاء فقط.
ان جل جلاله هو الاب الروحي الذي يمكنه الاعتناء بنا دوما وفي كل احوالنا السيئة قبل الجيدة وهذا ما يدعونا على ان لا نخشاه ما لم نسيء إليه.
فكل الاباء في العوائل يفرضون احيانا عقوبات على ابنائهم حين يخطئون لكن سبحانه وتعالى حين يفرض عقابا لا يتركنا بمفردنا ويحوطنا بالامان رغم الفراغ الذي نشعره او نراه لانه في قلوبنا وفوق رؤوسنا وعلى جانبينا وهو الوحيد الذي يشعر بعمق الوجع داخلنا لانه الاب والرفيق وجزء من روحه تتمثل بنا لانه نفخ من روحه باجسادنا _كم من الجميل وجزء من الله سبحانه وتعالى يسكننا_ واهدى لنا الحياة ولم يهدي ايانا للحياة وهذا بحث اخر.
لذا ألم يكن من واجبنا ان نعيد الحب بالحب وان نبرهن ان محبة الله ومخافته علينا وكل الامور والفرائض والعادات المُنزلة في القرآن هي لتزكية النفس البشرية ومن المفترض ان نقدس الحب الالهي في كل لحظة ولا نخافه طالما كنا مؤمنين ان الحب بين العبد وربه حبا متبادلا.
اضافةتعليق
التعليقات