قطع المسافات بحثاً عن الحق والحقيقة، ترك ما وراءه وهرع بلهفة ليلقاه حتى وصل إليه وتمسك به حتى قضى نحبه دونه.
ذهب جندب بن جنادة إلى مكة لكي يلتقي بالنبي صلى الله عليه وآله وكان يُلَقب أبا ذر وتعرّف إلی أمیر المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام في المسجد الحرام.
فذهب به أمير المؤمنين عليه السلام إلى النبي سرا وعندما سمع كلام النبي أسلم وأعلن إسلامه ولهذا ضربه أهل قريش إلى أن كادوا يقتلوه ولكنه استقام وقاومهم ورجع إلى دياره وأدخل نصف قومه إلى دين الإسلام وعرفهم به، ثم هاجر مع النبي إلى المدينة المنورة.
في يوم الغدير إستمع جيدا إلى خطابات رسول الله صلى الله عليه وآله حتى صار بعد النبي ركنا من أركان التشيع واعتبر من رواة الأحاديث بحيث عَدَّوهُ علماء مذهب العامة من رواة حديث الغدير.
أباذر لم يتحمل ما جرى من وقائع بعد استشهاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتكلم دفاعا عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام وانتقد الخليفة ذلك الوقت.
و لهذا طرده عثمان من المدينة إلى الشام ولكنه في الشام أيضا كان يتكلم بصراحة إلى أن رأى معاوية أن ليس لديه خيار فأرجعه إلى المدينة
في المدينة المنورة، دافع أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام عن أصحابه أمام الخليفة الغاصب ولم يجد نفعا.
فنبذ الخليفة أبا ذر إلى صحراء ربذه، أرض لم يكن فيها ماء ونبات وكان هذا سببا لاستشهاده رحمة الله عليه.
لم يتوقف أبا ذر عن الدفاع عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام إلى آخر لحظات حياته.
لقد كان من مدافعي الغدیر. وهكذا قضى نحبه مدافعا عن الحق ففاز بأجمل القرب.
أبو طريف بن حاتم
والنجم الآخر في سماء الولاية هو أبو طریف بن حاتم بن حاتم الطائي، كان هو و أبيه مسيحيان، عدي بن حاتم أسلم على يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصبح من أصحاب رسول الله ومن بعده صار شيعيا مواليا لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
كان عدي بن حاتم حاضرا هو مع أبنائه الثلاثة في معركة صفين وفقد عينه اليمنى واستشهد جميع أبنائه.
كان من أكثر الأصحاب إخلاصا ووفاءً لأمير المؤمنين عليه السلام.
ينقل أنه في زمن إمامة الإمام الحسن عليه السلام استدعاه معاوية وبدأ بمقابلته وانتقاده
فسأله معاوية: كم أخذت محبة علي عليه السلام مكانا في قلبك؟
فتأمل وقال: لا أرى مكانا في قلبي ليس فيه حب علي عليه السلام.
سأله معاوية: في أي الأوقات تشتاق لعلي عليه السلام؟
فقال: لا أرى وقتا لا أشتاق لعلي عليه السلام.
لقد توفي في عصر المختار الثقفي. وكان من مدافعي الغدير.
أي عمل أوصلهم إلى هذه المكانة العظيمة؟
أي قلب كانوا يحملونه في يسار صدرهم؟، لينطلق بهم نحو محبوبهم بهذه الكيفية؟
أي دعاء رفع إلى السماء ورفعهم إلى العلياء؟
نظرة مظهر العجائب تغير كل شيء، لو يلقي أبا تراب نظرة على ذرة التراب سوف تصعد إلى السماء وتنير كما تنير الشمس المشرقة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبة الغدير:
مَعاشِرَ النّاسِ، إنَّ فَضائِلَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِب عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ أَنْزَلَها فِي الْقُرْآنِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ أُحْصِيَها في مَقام واحِد، فَمَنْ أَنْبَأَكُمْ بِها وَعَرَفَها فَصَدِّقُوهُ. مَعاشِرَ النّاسِ، (مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) وَعَلِيّاً وَالاَْئِمَّةَ الَّذينَ ذَكَرْتُهُمْ (فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظيماً).
مَعاشِرَ النّاسِ، السّابِقُونَ إلى مُبايَعَتِهِ وَمُوالاتِهِ وَالتَّسْليمِ عَلَيْهِ بِإمْرَةِ الْمُؤْمِنينَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (في جَنّاتِ النَّعيمِ).
اضافةتعليق
التعليقات