تضمنت الخطبة الشهيرة التي ألقاها النبي محمد (صلى الله عليه وآله) لاستقبال شهر رمضان المبارك الكثير من الفضائل والترغيب على صيام شهر رمضان والقيام فيه واطعام الطعام والتحنن على الأيتام وصلة الارحام وحفظ اللسان وغض البصر وترك الاستماع للغيبة والإكثار من الدعاء والاستغفار وإلى آخره... وبعد إتمام الخطبة الشريفة سأل الإمام علي (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أفضل الأعمال في شهر رمضان؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: (أن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله).
اي ترك المحرمات؛ وذلك يتطلب المعرفة أي معرفة المحرمات!! هنا تأتي دعوة شهر رمضان للتغير والتعرف على الحلال والحرام والمستحب والمكروه... اي التفقه في الدين وتعلّم علوم أهل البيت (عليهم السلام).
في اي مجال تعمل، واياً كان اختصاصك، وتحصيلك الدراسي لابد وان تتعلم شيئا من العلوم الدينية التي بها تحمي دينك وتحصن نفسك من الفتن ومرديات الهوى، وبها تتعرف على ربك، وتعرف الحق من الباطل، وتعرف ما لك من حقوق وما عليك من واجبات، وكثير من الأحاديث والروايات اكدت على اهمية العلم وفضل العالم على سائر الناس وبينت أن العالم وان كان قليل العبادة فهو خير من الجاهل الذي يصوم نهاره ويقوم ليله ومن هذه الاحاديث؛ قال النبي محمد (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): (يا علي نوم العالم أفضل من عبادة العابد، يا علي ركعتان يصليهما العالم أفضل من سبعين ركعة يصليها العابد).
وقال (صلى الله عليه وآله): (نوم مع علم خير من صلاة مع جهل) وقال (صلى الله عليه وآله): (قليل العلم خير من كثير العبادة).
قد يتعثر البعض ويقدم البعض الاخر الأعذار، فالكثير من الناس لديهم ما يمنعهم من طلب العلوم الدينية قد يكون بسبب الدراسة الأكاديمية، وقد يكون بسبب العمل وعدم امتلاك الوقت الكافي للالتحاق بالمدارس الدينية والحوزات العلمية او حتى الدورات، وقد تكون مسؤوليات اخرى، ولكن هل فكرت أن العلم أصبح أسهل بكثير من ما مضى، فهناك عدة وسائل لطلب العلم منها التلفاز؛ فهو مليء بالقنوات الدينية والتي تربي الانسان وتهذبه، من خلال البرامج والمحاضرات الدينية ويقدمها خطباء وعلماء اجلاء.
ومنها كتب الرسائل العملية لمجتهدين كثر فما عليك الا ان تقلب صفحاتها، وتغوص فيها وتقرأ المسائل الدينية، كبداية، وان أردت التعمق فعليك بروايات أهل البيت (عليهم السلام) وفيها من الترغيب بالثواب، والترهيب بترك المحرمات، ما يجعل الإنسان يتأثر وبشكل أسرع، وبما أننا في شهر أنزل الله فيه القرآن واختاره من بين الشهور ولما له من الخصوصية فما عليك إلا ان تلبي دعوة شهر رمضان وتقبل على التغيير.
خصص الوقت لطلب العلم الذي به تكن سعيدا في الدنيا والاخرة كما تخصص الوقت لبرامج التواصل ومتابعة الاخبار والبرامج والكثير من الأمور...
ان لشهر رمضان عطر خاص ولمسات تميزه عن غيره من الشهور فحين تضع خطة لسنتك وماتريد من تغير فشهر رمضان خير بداية فسيكون للعلم عبق من نوع مميز، وحتى تميز رمضانك وتجعل له في ذاكرتك عطر العلم والمعرفة التي يجهلها الكثير ولايعرف لها معنى سوى من ذاق حلاوة العلم، ابدأ من الآن وها هي العشر الأواخر من شهر رمضان خير بداية حتى أن الأحاديث تؤكد على ضرورة وأهمية العلم فمن كان طالب علم فلينشغل في مذاكرته حتى وإن كانت في ليالي القدر وذلك لأفضلية العلم على العبادة.
وتذكر انك غير معذور فمن أهم الواجبات طلب العلم فكما يقول الحديث الشريف عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله): (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة).
اضافةتعليق
التعليقات