إذا كان ضرباً من ضروب الاستحالة بالنسبة لك أن تبدأ صباحك بدون كوب من القهوة، فأنت لست الوحيد الذي يفعل ذلك. حيث إن معدل استهلاك الأمريكيين من القهوة في ارتفاع مستمر، فحسب وكالة (رويترز) - أظهرت دراسة صناعية أن عدد الأمريكيين الذين يشربون فنجان من القهوة يومياً بلغ أعلى مستوى منذ 2012.
قال 64% من الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر إنهم تناولوا فنجانًا من القهوة في كل يوم من عام 2018. ويُقارن ذلك بنسبة 62% في عام 2017. تزامناً مع ارتفاع معدّل الاستهلاك للقهوة فقد ارتفعت الصادرات العالمية أيضًا؛ وفقًا لمنظمة البن الدولية، زادت صادرات البن العالمية بنسبة 2.2 بالمائة بين أكتوبر 2020 ويوليو 2021 مقارنة بالفترة نفسها في 2019 و 2020.
من الواضح أن القهوة أصبحت طقساً يومياً مهماً للعديد من الأمريكيين، الأمر الذي يُثير التساؤل التالي: لماذا يطلب الكثير من محبي القهوة تلك المشروبات بمسميات ايطالية؟ من اللاتيه إلى الماكياتو والإيسبريسو، يقوم الأمريكيون بدحرجة الكلمات الإيطالية على ألسنتهم وهم يطلبون قهوتهم المفضلة كل صباح. كيف حدث هذا؟ فعلى الرغم من كل شيء، لا تمتلك القهوة جذوراً أو تاريخاً في إيطاليا!
تقول الأسطورة أن حبوب القهوة العظيمة نشأت في الهضبة الإثيوبية واكتشفها راعي الماعز كالدي - Kaldi. ومنها انتشرت في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية والمناطق المجاورة قبل أن يلتقي الأوروبيون القهوة في القرن السابع عشر. ومع ذلك، فإن العديد من مشروبات القهوة التي نعرفها اليوم والتي انتشر صيتها في ستاربكس Starbucks نشأت في إيطاليا، ولها علاقة كبيرة باختراع آلة الإسبريسو.
إذا كنت تعتقد أن الإسبريسو يشير إلى نوع من حبوب البن، فكر مرة أخرى! إنها في الواقع طريقة لتحضير القهوة، وقد تم تطويرها لأول مرة في إيطاليا في القرن التاسع عشر. نظراً لأن صنع القهوة قد يستغرق ما يصل إلى خمس دقائق، فقد سعى عشاق القهوة إلى إيجاد طريقة لتقصير الوقت بين عملية الطلب والشرب. كانت آلات الإسبريسو الأولى ضخمة ومعقدة، ولكن بحلول أوائل القرن العشرين، طورت الشركة المصنعة Milanese Luigi Bezzera آلة إسبريسو أحادية الطلقة تنتج فنجاناً واحداً من القهوة في ثوانٍ. لقد استغرقت الآلات بعض الوقت لتحسين سهولة استخدام ونكهة القهوة المنتجة.
نمت ثقافة القهوة الإيطالية وأصبح الإسبريسو كما نعرفه اليوم شائعاً في إيطاليا وفرنسا في الثلاثينيات، وفقاً لمارك بندرجراست مؤلف كتاب (أسباب غير مألوفة: تاريخ القهوة وكيف غيرت عالمنا) كتب أن حركة بيتنيك-beatnik في الخمسينيات من القرن الماضي وثقافتها في المقاهي أطلقت "جنون الإسبريسو" في الولايات المتحدة.
استمر الأمر بهذا الاتجاه، ففي الثمانينيات من القرن الماضي كان للعديد من المقاهي إن لم يكن معظمها أسماء إيطالية واعتمدت أكبر قدر ممكن من اللغة الإيطالية في المقاهي وقوائم الطعام الخاصة بهم. كما احتفظت مشروبات القهوة التي يقدمونها أيضًا بالتسميات الإيطالية لأنها صُنعت خصيصاً من الإسبريسو. تشير الأسماء الأخرى إلى المكونات التي تُضاف إلى الإسبريسو. على سبيل المثال، كلمة ماكياتو- macchiato هي قهوة اسبريسو مضافًا إليها كمية صغيرة من رغوة الحليب، وتعني التسمية في اللغة الإيطالية «قهوة متسخة» أو «قهوة مع بقعة حليب».
إن المشروبات التي تحمل أسماء إيطالية تحتوي على قاعدة إسبريسو وعادة ما يُضاف لها نوع من الحليب. على سبيل المثال ، قهوة لاتيه تتكون من الإسبريسو والحليب والرغوة. على الرغم من أن Caffè latte يُترجم حرفياً إلى "قهوة الحليب"، إلا أنها ليست قهوة مُخمرة مع الحليب، كما أن طلب قهوة إسبريسو مع الحليب ورغوة الحليب لا يبدو جذابًا. من المهم التمييز بين الإسبريسو والقهوة المخمرة.
على سبيل المثال قهوة أمريكانو سُميت على اسم الأمريكيين في اللغة الإيطالية، الذين سعوا للحصول على مشروب مشابه للقهوة المخمرة أو المفلترة التي شربوها في المنزل. ولأنه ظهر في إيطاليا وصُنع بإضافة الماء إلى الإسبريسو، فإنه يحتفظ بلقبه الإيطالي.
إذا شعرت أنه يجب عليك ببساطة تجنب فنجان قهوة يحمل اسماً إيطالياً، فحاول في صباح الغد طلب قهوة بيضاء مسطحة (flat-white). إنه مشروب إسبريسو أسترالي مع الحليب خالٍ من الرغوة. ولكن بشكل عام، إذا كنت لا تحب استخدام المصطلحات الإيطالية في حياتك اليومية، يمكنك أيضًا استبدال التسمية الإيطالية (السباغيتي) باالمعكرونة
اضافةتعليق
التعليقات