تميز عمليات القيادة مسار تنفيذ الأهداف المنشودة. لا تتم ممارسة أعمال قيادة المؤسسة كما لو أنها تصرف إرادي دقيق ومفصل، وإنما تُوصف على أساس أنها عمل فكري متعدد الأوجه، يجب اتخاذ القرارات المناسبة في كل مرحلة فيه. يمثل اتخاذ القرار سمة باطنية مميزة لقيادة المؤسسة، وانطلاقاً من ذلك فإن مفهومي عملية القيادة وعملية اتخاذ القرار يستخدمان غالباً بشكل مرتبط.
تقسم عملية القيادة إلى أربع مراحل: وضع الأهداف، وتكوين الإرادة، وتنفيذ الإرادة، وصيانة الإرادة.
وضع الأهداف:
لوضع الأهداف أهمية كبرى في كل مراحل عملية القيادة يعني وضع الأهداف تحديد التوجيه والاتجاه، ويعني كذلك إدارة دفة قيادة المؤسسة وفق هذه الأهداف، هناك أهداف كمية وأهمها المالية كالمبيعات والأرباح وما شابه، وأهداف نوعية (كتحسين الجودة وزيادةالتحفيز) وتتم عادة متابعة عدة أهداف في المؤسسة، وهذا ما يؤدي إلى وضع نظام ترتيبي أو تخطيط هرمي، أما التناقضات في الأهداف، والتي لا بد من نشوئها غالباً، فعلى الأطر القيادية في المؤسسة أن تزيلها . كذلك فإن السعي لتحقيق الأهداف قد يختلف شدة وتصميماً وأبعاداً بين هدف وآخر. ثم إنه لا بد من حصول بعض التنازلات الضرورية في عملية تنسي وضع الأهداف المتعددة لتحديد الهدف الشامل المشترك، ومن مهام الأطر القيادية التوصل إلى هذه الحلول الوسط.
تكوين الإرادة:
يبدأ تكوين الإرادة مع التعرف إلى العوائق، وهذا يعني حقيقة بداية التنبه إلى انحراف الوضع الفعلي القائم عن الهدف المنشود وتكون مهمة الأطر القيادية حينذاك وضع اقتراحات حلول لتصحيح الوضع بالتعاون مع العاملين ذوي العلاقة. وكذلك فإن من المهم في هذا المجال وضع أكبر عدد من اقتراحات الحلول، ومناقشة هذه الاقتراحات المختلفة. إذ حتى هذه اللحظة لا يكون قد اتضح بعد ما هي الفكرة الأنجع والأجود وهكذا عند انتقاء البدائل الممكنة، واختبار إمكانية تنفيذ كل من الاقتراحات يبدأ تكوين الإرادة الذي يؤدي إلى اتخاذ القرار.
تنفيذ الإرادة :
تصل عملية القيادة بعد ذلك إلى مرحلة تنفيذ الإرادة. ويعني ذلك تنفيذ الحلول التي قُدمت لإزالة العراقيل والمعوقات وهكذا تبدأ عملية تحويل هذه الحلول إلى سلوك واقعي أي أن مهمة تحويل اقتراح الحل إلى معطيات عملية للهدف تقع ضمن مهام الأطر القيادية هي:
ضمان (صيانة) الإرادة:
تضم هذه المرحلة الرابعة عملية استخلاص النتائج وتحليلها، أي المقارنة الدقيقة بين معطيات الهدف العملية والنتيجة الفعلية المحصلة وتمثل عملية الرقابة هذه مهمة هامة في عملية القيادة تناط بالأطر القيادية يمكن أن يشكل التقويم الواقعي الفعلي نهاية عملية قيادة، وفي حال وجود تناقضات كبيرة بين النتيجة الواقعية والهدف الحقيقي المنشود، يتطلب من الأطر القيادية بدء عملية قيادة جديدة.
إن تقسيم عملية القيادة إلى هذه المراحل الأربع لا يعني أن مسار هذه العملية يمكن أو يجب أن يجري دائماً بشكل مستقيم ومتتابع، ولكن يضطر المرء لتجاوز بعض المراحل، أو ربما العودة إلى بعضها أيضاً حسب مقتضى الوضع القائم، لذلك فإنه من الضروري ممارسة أسلوب دوري في تنفيذ الأعمال والمخططات. لقد كانت عملية القيادة سابقاً متميزة بالاتكال المتبادل بين مجموعات متناسقة نسبياً، أو بتعبير آخر بتوقف هذه المجموعات كل واحدة على الأخرى، كما تسببت سلسلة من الاتجاهات الأساسية الراهنة بتغيرات جذرية فالارتباط المتبادل لم يعد ممكن التمييز بوضوح.
اضافةتعليق
التعليقات