تزامناً مع الأوضاع السياسية الراهنة ولأهمية الوعي السياسي لكل فرد وضرورة معرفته وإن كان على قدر، كان كتاب المناقشة للشهر الحالي كتاب: (الوعي السياسي بين الإسلام والديمقراطية) للكاتب العلامة الشيخ عبد الشهيد الستراوي.
والكتاب يحوي بحث محاولة لبيان وجه الاسلام الناصع الذي حاول الغربيون إلصاق التهم به وتشويه صورته.
فالسياسة جزء لا يتجزأ من الاسلام، والإسلام بما إنه دين شمولي وموسوعي فهو يحوي كل المبادىء التي يريد الانسان تحقيقها والسعي إليها فهو دين السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والعسكرية كما هو دين العبادة وغذاء الروح وصقل النفس.
وهو دين ورسالة جاءت إلى البشرية لتبقى إلى يوم يبعثون، فيها برنامج حياتهم المتكامل الذي يسعدهم في الدنيا وينجيهم في الآخرة، والسياسة اليوم ومايمارسه السياسيون بعيدة كل البعد عن الدين فلا تعرف السياسة اليوم إلا منطق المصالح والخداع وإشعال الحروب والفتن بين الشعوب.
سياسة اليوم خالية من القيم والمبادىء الانسانية لأنها تعتمد عقول البشر الناقصة والتي تنتج نظريات وضعية بعيدة عن الفطرة والواقع بينما نجد أن الاسلام هو دين سماوي وبرنامج الهي جاء من خالق البشر على يدي نبي مرسل بلغ وصدع بهذه الرسالة السماوية.
إن الله سبحانه وتعالى هو أعرف بفطرة الانسان لأنه هو خالقها فيعلم مايناسبها وما يلائمها والدليل على ذلك أن البشرية منذ أن انحرفت عن قيم السماء وابتعدت عن الدين لا تزال تتخبط في مسيراتها الحياتية فتراها تنتقل من نظرية إلى نظرية أخرى ومن فشل إلى فشل آخر.
وبعد هذه التجارب التي مرت بها البشرية منذ فجر التاريخ وإلى يومنا هذا ليس لها إلا الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وإلى مبادئه وقيمه وأنبياءه وأولياءه الصالحين وبالتالي إلى دينه وخاتمهم الإسلام فليس هناك أمام البشرية إلا حل واحد وهو الرجوع إلى الاسلام، ومن خلاله علينا أن نتدين به حتى تدين السياسة فتتحول إلى دينية نابعة من قيم الدين والقرآن.
لقد ابتكروا الديمقراطية والملكية المقيدة والديكتاتورية والشيوعية والرأس مالية والوجودية والبيرو قراطية والبرجوازية والمذاهب الاشتراكية المختلفة وماعداها من المذاهب السياسية التي يضطرم حولها الجدل وتضطرب هي في خضم الحياة إلى أن ظهرت في غضون القرن التاسع عشر نظرية القومية.
فتقاطرت الشعوب على منهلها واستقت من مبادئها وآمنت بفكرتها فتطرف فريق من الناس بفهمها وتطبيقه اواعتدل فريق آخر بنشأتها وقد سرت هذه القومية في بلادنا سريان النار في الهشيم فغذت عماد النهضة ومعقد الأمة ومحور العمل الايجابي والتفكير السياسي ولسنا نتعدى الايضاح المنهجي إذا قلنا أن هذه المحاولات جميعاً مع تقديرنا لبعضها لم تكن سوى نظريات بالغة الحسن ومسكنات لذيذة الطعم إلا إنها لم تحقق غايتها المنشودة من تلبية مطالب الجماهير وتحقيق السعادة لبني البشر.
والاسلام الذي هو منبع النور الفياض الذي أشرق على أرضنا العربية منذ تكونت بها جماعات من لدن أبي الأنبياء ابراهيم الخليل إلى خاتم الرسل محمد بن عبد الله صلوات الله عليهم أجمعين.
هذا الدين الذي ظل عبر العصور الاسلامية الزاهرة الفخر التاريخي لبلادنا وطاقة المد الدائمة في حياتنا والأمل المنشود في مستقبل شعوبنا لأنه دم يجري في العروق وأصول تجري وراثة في الفروع.
إن الاسلام دين قيمه ثابتة لا تتزعزع ومبادئه واضحة لا يشوبها شيء وأصوله بينة المعالم فما على الانسان إلا أن يسبر غوره حتى يكتشف ما لهذا الدين من آثاره على حياة البشرية والإنسانية.
اضافةتعليق
التعليقات