الاتجاه الموضوعي في بحث الشخصية وقياسها يميـل عنـد أغلب الباحثين إلى النظر إليها على أنها مجموعة من التركيبات التي تضم مجموعة من السمات ( traits ) التي يمكن كشفها ووضعها وإخضاعها للقياس في واحد أو أكثر من أشكاله المتعددة.
كيف نفهم السمة: جميع الأشخاص معرضين للمرور بظروف متنوعة الشروط خلال حياتهم اليومية ويواجهون بأشكال من السلوك فإذا جعلنا شخص ما موضـوع ملاحظة تبين لنا من سلوكه أنه ينقل خبرات لديه من ميدان أو إطار سابق إلى آخـر، وأن ثمة صفات يتكرر ظهورها في أشكال من سلوكه.
ومثالاً: من حياة إنسان ناخذ المثال التالي: في مواقف تتطلب تحمل المسؤولية ، نقف عند شاب في السنة الثالثة من دراسته الجامعية ونلاحظ سلوكه اليومي لعدد من الأيام . إن من جملة ما نراه عنده انه يتابع دراسته بانتظام ، وانه يعد ما يطلب منـه مـن مهمات بشكل مناسب فإذا دعي إلى إبداء الرأي أعـرب عـن رأيـه ودافع عنه. وإذا كلف بإعداد رحلة يشارك فيها زملاؤه أعدها شاعراً بمسؤوليته عن كل جزء منها. وحين يجتمع مع الآخرين يبدو عليه مصـغياً لمـا يقـال، بعيـدا عـن السرعة في الانفعال، حريصاً على أن يعطي كل إنسان حقه وأن يحمل كل إنسان مسؤولية عمله، فإذا وقع منه ما يمكن أن يلام عليه، وكان مخطئاً أو مقصراً، اعترف بمسؤوليته وأنكـر على بعض الناس اتكالهم على غيرهم وتقلبهم وتحميل الآخرين مسؤوليات أخطائهم.
إننا هنا أمام عدد من ظروف الحياة وأشكال من سلوك هـذا الشـاب أن بين ظروفه التي نطالع أمرها شيئاً من الاشتراك بشرط أو أكثر وبين أشكال سلوكه التي لاحظناها أنماط الشخصية أسرار وخفايا عنصر مشترك ينساب فيها كلها وهو نزوعه الإيجابي نحو تحمل المسؤولية . إننا نعتبر هذا النزوع الإيجابي تعبيراً عن سمة من سمات الشخصية ، أما تنظيمه الأمور، ودأبه، وإصغاؤه، وتصميمه ، فأشكال من السلوك تنعكس فيها هذه السمة ؛ والسمة إذاً اصل فيما يتميز به الشخص ، وهي تبطن أشكال سلوكه الظاهر.
وبناءاً على هذا نستطيع الوصول إلى ما يلي من النتائج التي تشكل الأساس في نظرية السمات:
1- السمة هي نزوع لدى الشخص للاستجابة بطريقة معينة نحو نوع من المؤثرات.
2- لكل شخص عدداً من السمات ، ومجموعها هو الذي يميز الشخصية.
كيف يحدث تكون الشخصية؟
الاستعدادات الأولية: في البداية يولد الإنسان وقد زود فطرياً بعدد غير قليـل مـن الاستعدادات السلوكية ويلاحظ ذلك بقيامـه بعـدد مـن الأفعال المنعكسة المتخصصة البسيطة ، وقيامه بعدد من الأفعال المعقدة الآتية عن نظام الأفعال المنعكسة البسيطة . عملية التعلم : مفاهيم تفسير عملية التعلم كثيرة وأحد أهـم هـذه المفاهيم ما يلي : الدافع أو الحاجة المثيرة الاستجابة ، الإشراط ، التعزيز.
أما الدافع: فقوة محركة تدفع بالفرد إلى العمل من أجل إشباع غـرض الـدافع أو الحاجة قد يكون هذا الدافع حاجة أوليـة وهـو عندئذ متصل بالتركيب البيلوجي للإنسان . .
وأما المثير : فهو تلك الإشارة التي توجه الاستجابة لتصدر عن الإنسان.
والمقصود من الاستجابة: ذلك السلوك البسيط أو المعقـد الـذي يـدفع إليـه الدافع لمواجهة المثير وتلبية غرض الدافع نتيجة ذلك . أما الارتباط بين المثير والاستجابة فيفسره الاشراط. ويأتي بعد ذلك مصطلح التعزيز وما يرتبط به من إطفاء أو تثبيط ويكون التعزيز العملية التي تساعد في تقوية الارتباط بين المثير والاستجابة.
تعلم الدوافع الثانوية: تتكون الدوافع الثانوية أو الشخصية بناءاً إلى عمليات التعلم، بحيث تقوم هذه الدوافع بوظائف مهمة في حياة الإنسان سواء كانت باتجاه ما هو مناسب وسوي أم كانت باتجاه آخر. ومما سبق نخلص إلى أن لكل فرد شخصيته المتميزة ، ولكنه في الوقت نفسه مشترك مع الآخرين في الكثير من مظاهر تلك الشخصية إن في الشخصية نوعـاً مـن الثبات يبدو في أساليبها واتجاهاتها وشعورها باستمرار هويتها، ولكن فيها كذلك نوعاً من التغير وإلا لما كان من الممكن فهم النمـو والتربيـة، ومـن هـنـا يـكـون أمـر إحاطـة الشخصية بتعريف شامل أمراً صعباً قد يتجه التعريف نحو تميزها عن غيرها وقد يتجه نحو ائتلاف الصفات التي تكونها وتنطوي عليها، وقد يذهب إلى ما يبدو في سماتها أو إجراءاتها ومن هنا نصادف عدداً غير قليل من أشكال تعريف الشخصية .
اضافةتعليق
التعليقات