يعتبر الإدراك الواعي لمصادر الخطأ في التفكير هو المصدر الرئيس الذي نستطيع أن نعتمد عليه لتحسين تفكيرنا. وكلما ازداد تفكيرنا وضوحاً، كلما أصبحنا أفضل في اتخاذ القرارات، وحل المشاكل، وأيضاً في وضع الأمور في منظورها السليم.
وإذا حافظت على التفكير السليم فسوف تصبح أكثر قدرة على وضع الأمور في منظورها الحقيقي، والتفكير السليم ليس سهلاً دائماً إذ أنه من الصعب أن تفكر بطريقة منطقية – أي ترتيب النتائج على المقدمات – والتفكير السليم ووضع الأمور في نصابها من الرزق الوفير الذي يسوقه الله إلى الانسان، وهو الحكمة التي تجعل الإنسان يضع الأمور في نصابها الحقيقي، وقد امتن الله على أصحاب العقول، ووصف أصحاب الفهم السليم بأنهم أصحاب العقول والنهى.
أخطاء يجب تجنبها
لكي نفكر بصورة سليمة علينا أولاً أن نتجنب الأخطاء التي تضللنا في تفكيرها.
ولذلك احذر من:
1-النظريات والافتراضات
من الممكن أن تنزلق إلى الأحكام المسبقة، فالأحكام المسبقة مثل المعتقدات بشأن الخصائص العرقية أو الاختلافات بين الأجناس، تعتبر أمثلة جيدة للنظرات التي قد تسبب انحيازاً في أحكامنا، وتجعل من الصعب تغييرها.
2-ما يطرأ على الذهن
ونحن نميل جميعاً إلى إعطاء قيمة مبالغ فيها للأشياء التي تطرأ على الذهن. والمشكلة أن الذي يطرأ على الذهن في وقت معين تقرره غالباً عوامل هامشية، مثل الترتيب الذي تتم به الأشياء أثناء العمل، أو إذا كنت تشعر بالقلق أو تشعر بالإحباط نحوها.
وكذلك فإن للأحداث الحيوية، أو البارزة عاطفياً تأثيراً هائلاً على طريقة تفكيرنا. إن شعورك بالرضا عن أمر فعلته سوف يجعلك تظن أنه يستحق أن تفعله ثانية، وشعورك بعدم الرضا عنه سوف ينفرك منه.
وللتغلب على هذه المشكلة يجب مراعاة الآتي:
أ-خذ وقتاً كافياً عند التفكير في أمر ما. حيث إن الأحكام الخاطفة أكثر عرضة للتأثر المبالغ فيه بالأمور التي لا علاقة لها بالموضوع من الأحكام المدروسة.
ب-حاول أن تبتعد عن المشاعر الساخنة إذا كانت مشاعرك ذات صلة قوية، بأنه من الممكن أن يتغير تفكيرك عندما تتغير مشاعرك.
ت-اختبر أفكارك مع الآخرين، وذلك لأن استخدام عقلين بدلاً من عقل واحد يعتبر وسيلة جيدة للتقليل من التحيز.
3-آراء الآخرين
على الرغم من أن الاستفادة من آراء الآخرين لها دور مهم في استقامة الفكر، ولذلك شُرِّع استفتاء العلماء المجتهدين، وكذلك مدحت الشورى في القرآن، ولكن على الرغم من ذلك يمكن أن يكون في بعض الأحيان هناك تأثير سلبي على آرائنا بسبب الآخرين ومن هذه الحالات:
أننا نميل إلى تصديق الناس الذين نعجب بهم، حتى عندما تكون آراؤهم ربما ليست مبنية على معلومات صحيحة بوجه خاص.
وكذلك فإن أسلوب العرض البارع قد يكون له تأثير على تفكيرك، بغض النظر عن المحتوى الذي يحتويه هذا المعروض، كما هو الحال في الاعلام الاستهلاكي الغازي لبلاد المسلمين، فإذا تعلمت مثلاً أن تعبر عن نفسك في ثقة وقوة، فسوف يصبح من الأرجح أن يستمع الناس إليك.
وكذلك يمكن خداعنا كثيراً بما يسمى الحقائق العلمية، أو الدراسات المتأنية أو الأبحاث المتخصصة، وقد لا تكون كذلك، فيجب علينا أن نبقي عقلنا متيقظاً ونتعلم المزيد عن كيفية تقييم المعلومة التي تُقدم إلينا، ونحذر من التضليل والخداع.
وفي الحقيقة، كذلك يختلف الناس اختلافاً هائلاً في المواقف المختلفة وهم يتأقلمون وفقاً للطلبات المطروحة، ويختلفون عندما تتغير الظروف والأوقات، ولذلك فإن علينا أن نحذر من تصنيف الآخرين، أو تصنيف أنفسنا، وكأن ردود أفعالنا وسلوكياتنا ثابتة.
4-الارتباط العقلي بين التصورات الذهنية
قد ترى أحد السياسيين في لقاء مصور، وقد فوجئ باللقاء وهو غير مستعد، ويرتدي قميصاً متجعداً، وشعره غير ممشط، ويبدو مظهره مثل البروفيسور التائه الذهن أكثر من السياسي الشهير، وينبع حكمك عليه من ملبسه.
يقول الشاعر:
وترى الانسان الصغير فتزدريه ويحمل بين جنبيه أسداً هصوراً
ولتجنب ذلك:
-عندما نلاحظ أن شيئين يتشابهان اسأل نفسك كيف يختلفان؟
-افحص توقعاتك واسأل نفسك على أي الأسس ترتكز.
اضافةتعليق
التعليقات