• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تنور الطين.. صناعة مُبَخرَّة برائحة رغيف الامهات

زهراء جبار الكناني / السبت 03 آذار 2018 / حقوق / 4618
شارك الموضوع :

بينما كانت ام هدى تنشر الغسيل كعادتها على سطح بيتهم في احدى القرى الكربلائية التي انتقلت إليها مؤخرا، رأت ألسنة من اللهب والنار تندلع من الب

بينما كانت ام هدى تنشر الغسيل كعادتها على سطح بيتهم في احدى القرى الكربلائية التي انتقلت إليها مؤخرا، رأت ألسنة من اللهب والنار تندلع من البيت المحاذي لبيتها, أفزعها منظر الدخان المتصاعد فهرعت الى السلم تستعين بزوجها وهي تخبره بأنفاس لاهثة "إنهض إن في بيت جارنا حريق لربما لا يعلمون به او يكونوا بحاجة للمساعدة".

غاب عنها لبضع دقائق حتى عاد متبسما, تمالكتها الدهشة وقبل ان تسأله سمعته يقول ان جارتنا تعد الخبز لعيالها بتنور الطين.

جلست على الاريكة وانفجرت اساريرها بالضحك وانتابتها الحيرة والتساؤل.. برغم كل ما نشهده من تطور هل ما زال هناك من يقتني تنور الطين ويستخدمه؟

وحول هذا الموضوع اجرت (بشرى حياة) جولة استطلاعية  في احدى القرى الكربلائية التي ما زالت نساؤها تصنع خبزها بتنور الطين لمعرفة سبب اقتنائهم  وصناعتهم له رغم ما نشهده من تقدم حضاري.

البركة والأصالة

تقول ام جاسم وهي تملك تنور الطين في بيتها: "ان للتنور الطين مكانة خاصة في بيتي، فهو يعني البركة والأصالة وما تبقى من رائحة الاهل".

وتؤكد: "أن أغلبية النساء يتبركن بوجود تنور الطين في بيوتهن، وهناك من تنظر له باحترام وقدسية وتسميه تنور الزهراء لكونه طاهراً ومعطاء دائما،حتى ان البعض يخشى هدمه حينما يصبح قديما أو حين تنتقل العائلة لبيت اخر فتبقيه كما هو ليظل بمثابة أثر في المكان".

اما الحاج ابو هادي/ 70 سنة قال لنا: "لقد اعتدت منذ سنين ان اتناول وجبة الافطار الصباحية مع أول بزوغ لضوء الفجر، إلا بقرص خبز حار خبزته لي (أم الجهال) على حد تعبيره.

ويشير بقوله: "ان رائحة الخبز تذكره بأمه وقبلها جدته, وهو يشتاق الى نكهته فمنذ وفاة زوجته لم تعد ابنته ولا كنته يصنعن له خبزه المفضل, حتى انه يحزن كثيرا لرؤية تنوره المفضل قد هجر".

ويضيف: "انه يفضل تنور الطين على تنور الغاز داخل بيته، لعدة أسباب منها نكهته الخاصة التي لا تتوفر بتنور الغاز، وكذلك كونه أكثر أمانا فهو يعتمد على الحطب ومن السهل السيطرة عليه، في حين التنور الغاز قد يتسرب منه الغاز وقد يؤدي الى حريق من الصعب إخماده، بحيث تصل خطورته أحيانا الى انفجار أنبوبة الغاز وهي مصدر خطر على الممتلكات والأرواح في الوقت نفسه".

 بينما أكدت الحاجة ام سمير على سبب إصرارها على خبز تنور الطين قائلة: "ليس هناك نكهة لأي خبز في العالم بأكمله تضاهي نكهة الخبز العراقي المخبوز بتنور الطين".

وتضيف: "ان تقدمي في السن حال دون صناعتي له, وانا شديدة الانزعاج  من عدم امتثال زوجات ابنائي الى رغبتي  في صناعة الخبز فيه, حيث اعتدن على صناعة الخبز في تنور الغاز وما طرأ مؤخرا التنور الكهربائي الذي افقد لرغيف الخبز نكهته وطعمه تماما".

صناعة التنور

وكانت لنا وقفة في جولتنا مع الحاجة ام قيس وهي خبيرة في صناعة تنور الطين في قرية السوادة في محافظة كربلاء المقدسة حيث قالت:

"ان صناعة التنور كانت تمتد جذورها من اجدادنا وقد تعلمت هذه الحرفة من والدتي التي علمها لها والدها حيث كان هو الاخر خبير في هذا المجال ولم يكن يتوقف فقط على صناعة تنور البيت بل حتى تنور المخابز والطابق (الطابك) الذي يصنعون فيه خبز التمن".

وتضيف ام قيس "انها ما زالت تصنع تنور الطين لبعض النسوة لكن حسب الطلب فقد باتت صناعته وعرضه شيء مستحيل لتلاشي هذه المهنة, ولصناعة التنور مراحل متعددة حيث تسمى بمجملها (الجعوب) والتي يجب ان يقوم بها (الخلفة او الاسطة)".

وتابعت حديثها قائلة: "ان افضل طين يستخدم  في صناعته هو طين بحر النجف, او مادة الطين الحري النظيف، اضافةً الى خلطه مع القليل من التبن أو أحيانا شعر الحيوانات لزيادة قوته وتماسكه, حيث تبدأ المرحلة الاولى بفتل وطوي الطين على شكل كتل دائرية بعدما يتم نقع مزيج الطين بالماء ودعكه جيدا حتى يمتزج وتسمى هذه العملية بالتخمير حيث تصل ما يقارب من 12 ساعة الى 24 ساعة, ثم نبدأ بصنع التنور بوضع الفتايل الدائرية واحدة فوق الاخرى وهكذا, من القاعدة حتى فوهة التنور, حيث يكون التنور جاهزا في غضون ثلاثة ايام في الصيف, وفي الشتاء سبعة ايام وهذا يتوقف حسب حالة الطقس".

وتشير ام قيس بقولها: "بأن أحجام التنور مختلفة وتكون حسب الرغبة أما بالنسبة لمتانته فهو ممكن ان يبقى في البيت لأكثر من عشر سنوات إن بني بشكل جيد فمن الضروري بناء سياج حوله وجعله مائلا اما في افران المخابز يبقى لمدة 25 عام, اما ما يخص الأسعار فهي تبيع القطعة بثمانية ألاف دينار فقط وهناك قطع تباع حسب أحجامها وان معظم الزبائن هم النسوة كبار السن, وهناك رجال يعملون بها ايضا حسب الطلب لأصحاب المخابز وتكون الأسعار مختلفة لان أحجام تنانيرهم كبيرة".

الموروث الشعبي

وكانت للباحث الاجتماعي حيدر حسنين هذه المشاركة في جولتنا حول تنور الطين العراقي حيث قال: "في الموروث الشعبي الذي تحتفظ به ذاكرة الحياة الاجتماعية العراقية الكثير من المشاهد الحية التي تدل على عراقة هذا البلد واصالة ابنائه ومن تلك الموروثات انتشار المهن او الحرف الشعبية التي عادة ما كانت تنجز بأدوات بسيطة واغراض بدائية لتنتج حاجيات منزلية, ومنها صناعة التنانير الطينية التي تفردت بإنضاج أرغفة الخبز الشهية, وهذه الحرفة تعد إحدى ابرز الصناعات الشعبية التي عرفت في وادي الرافدين ثم انتقلت إلى الأصقاع والبلدان الأخرى خلال مسيرة التاريخ وتلاحق الحضارات المستمر".

وأضاف: "إن هذه الصناعة تعتمد على مادة الطين المحلي في انجازها حيث هناك من يسمى من يعمل بها (الكوازيون) وتعد كلمة الكواز لفظة تركية الأصل حملها العثمانيون آنذاك وتطلق عادة على الأشخاص الذين يختارون مثل هذه الصنعة حرفة لهم, وبحسب معرفتي لبعض الأبحاث إن مدينة الموصل كانت أقدم مدينة لصناعة التنور حيث مازالت اثار سوق الكوازين قائمة لهذا اليوم, وعلى الرغم من التغيرات التي يشهدها المجتمع من تقدم تكنلوجي إلا إن هذه الحرفة ما زالت محتفظة بمكانها فما زال البعض يزاولها ويقولون إنهم يجدون فيها متعة وفائدة كونها حرفة فنية, أكثر ماهي مصدر للرزق فحسب".

المرأة
العمل
الحياة
العراق
العادات والتقاليد
المجتمع
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    بيت الأحزان يُخلَّد في ذاكرة الزمان

    النشر : الأربعاء 28 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كيف يُشرعن الإسلام السياسي قضية سجين الرأي؟

    النشر : الثلاثاء 02 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    تنمية القيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الشباب

    النشر : الخميس 30 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مشروع الزواج الناجح إختيار شخصي ام تدخل قدري بحت؟!

    النشر : السبت 31 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    وطن من ورق

    النشر : الخميس 06 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    يسر النفس و يقوي الدماغ.. مالا تعرفه عن السفرجل

    النشر : الأربعاء 01 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3316 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 341 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3316 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2323 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 23 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 23 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 23 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة