• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ماهي ردة فعل الإنسان عندما تسلب منه الحرية؟

زهراء وحيدي / الأثنين 23 كانون الثاني 2023 / حقوق / 2254
شارك الموضوع :

الحيوانات البرية حساسة جدا لحريتها. بمجرد أن يدركوا أنها قد انتزعت منهم يشعروا بحزن عميق

"هذا الحادث من المستودع المجاور لمحمية كومبارو في كارناتاكا: كان الفهد يطارد الكلب، ثم دخل الكلب إلى المرحاض من خلال النافذة، وتم إغلاق المرحاض من الخارج. دخل الفهد خلف الكلب، وقد علق كلاهما في المرحاض.

عندما رأى الكلب الفهد، ذعر وجلس بهدوء في إحدى الزوايا ولم يجرؤ حتى على النباح.

رغم أن الفهد كان جائعًا وكان يطارد الكلب، إلا أنه لم يأكل الكلب. كان بإمكانه تناول العشاء بتمزيق الكلب في قفزة واحدة. لكن الحيوانان كانا معا في زوايا مختلفة لمدة اثني عشر ساعة تقريبا.

خلال هذه الاثنتي عشرة ساعة، كان الفهد هادئاً أيضاً. قسم الغابات صفر على النمر وأسروه باستخدام سهم مهدئ. السؤال الآن هو لماذا لم يمزق الفهد الجائع الكلب عندما كان ذلك ممكنا بسهولة؟؟

أجاب باحثو الحياة البرية على هذا السؤال: وفقا لهم، الحيوانات البرية حساسة جدا لحريتها. بمجرد أن يدركوا أنها قد انتزعت منهم يشعروا بحزن عميق، وينسوا جوعهم، ويبدأ دافعهم الطبيعي لتغذية المعدة في التلاشي.

الحرية والسعادة مرتبطان بحرية التفكير والتصرف والعيش بالطريقة التي نتمنى".

فإذا كانت الحيوانات تتصرف بهذه الطريقة وتتلاشى عندها غريزة الجوع لو شعرت بأن حريتها مهددة فماذا عن الانسان نفسه؟

يا ترى ما هي ردة فعل الانسان الذي يشعر بأن الحرية قد انتزعت منه؟

في الحقيقة وبحسب ما تركه لنا التاريخ من النماذج الإنسانية فإننا نواجه صنفين من الناس، الصنف الأول هو الذي يشعر بحزن عميق وقد يعتزل الناس ويبقى يندب حريته الضائعة وحيدا دون أن يساهم في استرجاعها.

أما الصنف الآخر هو الذي يقاوم حد الرمق، ويجاهد بكل ما عنده ولا يستسلم حتى يسترجع حريته، والتاريخ ازدهر بمثل هكذا شخصيات أمثال جيفارا وغاندي والإمام الحسين (عليه السلام) والكثير الكثير من الشخصيات التي وقفت بكل قوة وثبات بوجه من سلبوا منهم حريتهم!

والحرية هنا لها مفاهيم متعددة ليس شرطا أن تتمثل انتزاع الحرية بالحبس في المرحاض مثلما حصل مع الكلب والفهد، أو مثلما يحصل مع الناس في السجون الاعتيادية، لا، فالحرية لها وجوه متعددة ومختلفة منها حرية الكلمة والعقيدة والاختيار والحياة... الخ.

فهنالك من يسلب منك حرية التعبير، وهنالك من يسلب منك حرية الاختيار، ويقمعونك بخيارات وضعوها لك وفقا لمشاهداتهم الخاصة، وهذا ما يحصل اليوم في فرنسا بعدما قمعوا حرية المرأة المسلمة ومنعوها من ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والدوائر العامة...

وشكلوا نظرة سيئة وإرهابية للأشخاص الذين يعتنقون الدين الإسلامي، فبات الإسلام يساوي الإرهاب عندهم!

وأما بالنسبة للطواغيت الذين عاصروا آباءنا وأجدادنا والذين منعوا الناس من طرح آرائهم العقائدية وابداء كلمة حق واحدة لا تتوافق مع طبيعة سلطتهم في البلاد، فقد كان من يتجرأ ويتكلم بما لا يرضيهم قد حكم على نفسه بلف حبل المشنقة على رقبته.

ولأني لا أعيش في فرنسا ولم أتذكر الفترة التي حكمتها السلطات الطاغية في بلادي، أجد وجها آخرا وجديدا لقمع الحرية ينتشر في مجتمعي دون أن يستشعر الناس خطره.

أجد بأن العدو اليوم بات أذكى من الأمس بكثير، ففي الماضي القريب كان يغزو ويحتل الدول والمجتمعات احتلالا عسكريا واضحا، أما اليوم فهو يتجه إلى خطة أذكى وأخطر ألا وهي الإحتلال الفكري!

إنه يقمع الحريات بطريقته الخاصة، طريقة مختلفة تماما عما عرفناه في السابق، فهو لا يقدمك إلى حبل المشنقة بيده ولا يطلق عليك رصاصة ولا يسجنك حتى.

إنما يقدم لك الوجه الزائف للحرية بطريقة جذابة وفاتنة، فتجد نفسك قد انخدعت بالحرية التي قدموها لك، فتقبل وترضخ له دون ارادتك وترتد عن الحرية الحقيقية التي قدمها لك الإسلام وضمن لك على أثرها الحياة الإنسانية الفعلية التي تخلق منك إنسانا كريما.

إنهم ينتهكون حريتك بالخداع، وأنت مع بالغ الأسف راضخ لهم، ولا حيلة بيدك إلا القبول، بل وفي أسوء الحالات تصبح حجرا من النرد عندهم ويبدأون بتحريكك وفقا لخطتهم الشيطانية التي تستهدف نزع الحرية التي أقرها الله تعالى للإنسان واستبدالها بالحرية الزائفة التي صنعها الشيطان ليبدلوا شخصيتك الإنسانية النبيلة إلى شخصية شهوانية وحقيرة!

أنت تأخذ دور الفهد فعليا، تنسى مبادئك وقيمك مثلما حصل مع النمر عندما نسي غريزة الافتراس وجلس حزينا يندب حريته المسلوبة!

أنت تفعل ذات الشيء تماما، ولأنك فقدت حريتك الحقيقية رغما عنك ودون أن تشعر حتى، تجلس مكتئبا طوال الوقت ولا تعرف السبب فتمارس الحريات التي قدمها لك الغرب المقترنة بالفساد والفواحش لتسد الحاجة الشهوانية عندك والتي تتوهم بأنها السبب في اكتئابك، ومع كل ما تفعله إلا إنك تجد فراغا كبيرا في حياتك وتشعر دائما بعدم اشباع لاحتياجاتك النفسية والمعنوية، وتبقى على أثر ذلك مسجونا في دائرة الضياع مدى حياتك، وهذا بالطبع ما يريده العدو منك، (الشعور الدائم بالضياع)!.

كيف أقاوم الاحتلال الفكري وأسترد حريتي؟

إن الحاجة النفسية والمعنوية عند الانسان لا تصل إلى مرحلة الإشباع إلاّ بالعودة إلى الدستور الذي قدمه الله تعالى للبشرية، إذ إن ممارسة الأفعال التي ينادي بها الغرب اليوم بصوت التطور والحرية ليست إلا دوامات هالكة لو دخل الإنسان فيها لما استطاع الخروج منها وبقي طيلة حياته يشعر بالقلق والضياع.

ولكي يضمن الله تعالى الحياة المثالية للناس والخالية تماما من المشاعر السلبية كالإكتئاب والقلق والضياع، قدم من خلال الإسلام إنموذجا مثاليا للحياة الإنسانية، فالالتزام بالخطة التي أنزلها الله تعالى إلينا والوقاية من المحرمات، يضمن لنا ممارسة الحياة بطريقة مثالية ورائعة، والتي تضمن أيضا الإشباع الحقيقي لجميع الرغبات الجسدية والنفسية.

دون أن يترك أثرا جانبيا على حياته، بل يصنع له السكينة والإستقرار، إذ إن ممارسة الأفعال التي أباحها الله تعالى وعدم التوجه إلى الممنوعات والمحرمات تخلق للإنسان جوا معنويا كبيرا.

إذ إن الله تعالى لم يمنع الإنسان من شيء إلا لأجل مصلحة، ولأن المنكرات والآثام هي من صناعة الشيطان فلابد أن يرافقها ضررا شنيعا على الإنسان، ولأن الله تعالى يحب عباده حبا كبيرا منع عنه الأفعال التي هي من صنع الشيطان لكيلا يلحق الإنسان ضررا بنفسه.

ولأن الغرب اليوم هم عبيد الشيطان إذن من المهم جدا مقاومة الغزو الفكري الذي يقومون به اليوم والتوجه إلى الله، وصد كل الأفكار التي تحاول تقديم الحريات الزائفة للناس على أنها عصرنة وحرية شخصية وتوضيح الأضرار التي تلحقها بروحية الإنسان وكيف من الممكن أن تدمر المجتمع، فمادام خلع الحجاب والمثلية والمساكنة... الخ هي الوجه الجديد للحرية التي ينادي بها الغرب والتي أساسها انتشار الفاحشة في المجتمع الإسلامي.

إذن علينا توخي الحذر جيدا، وزيادة الوعي في المجتمعات وفضح هواجس العدو للناس وتوضيح الخطط الشيطانية التي يريد الغرب من خلالها انحراف المجتمع وقيادته نحو الضلال من خلال منابرنا الخاصة في المدارس والجامعات والشارع والسوشيال ميديا، فلو كل واحد منا شعر بالمسؤولية وتصدى لهجمات العدو الفكرية التي يشنها اليوم على مجتمعنا الإسلامي لضمنّا للبشرية الحياة الانسانية الكريمة الخالية من عوامل الإكتئاب والقلق والمعنوية المنخفضة التي تصنعها الأفعال الشيطانية في نفس الإنسان ولكان همنا الوحيد هو هم الإٍسلام والمسلمين، ولعاشت البشرية حياتها مطمئنة في ذكر الله فكما يقول جلالته: "الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوب"[1].


[1] سورة الرعد/ اية ٢٨

الانسان
الحيوانات
العلم
ابحاث
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    بالانفوجرافيك: حصاد جمعية المودة وبشرى حياة خلال 2022

    النشر : الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    غيَّر فينا الكثيرَ دون أن نشعر.. هذا ما فعله الهاتف الجوال بحياتنا

    النشر : الأربعاء 01 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    بيعة الغدير وثقافة التبليغ

    النشر : الأثنين 18 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    قراءة الموسوعات العلمية.. أشبع عقلك بشلالات من المعلومات

    النشر : السبت 08 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    أزهار متعفنة

    النشر : السبت 27 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    بين الفن والإيمان: حوار مع الفنانة رهاف السعيدي

    النشر : الأحد 01 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1190 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 428 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 426 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 390 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 363 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 362 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1529 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1314 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1190 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 3 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 3 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 3 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة