لا تكفي للبعض ساعات اليوم، فطول ساعات العمل والعودة للبيت هم اخر، فمسؤولية الأطفال وتربيتهم من جانب وان كانوا في المدارس ومتابعة دراستهم وتحضير واجباتهم المدرسية فهو بحد ذاتة جهد ثان، ويزداد الامر مشقة على المرأة ان كان لديها أكثر من طفلين في المدرسة ليكونوا عبئا ثقيلا تتحمل اعيائه وحيدة في بعض الحالات كعمل الزوج خارج المنزل او يكون موجودا لكن دون تقديم العون.
كيف يبدأ اليوم، بلا هوادة لراحة وخوف من تضييع الوقت، وقد تكون المرأة مجبرة على اعداد الطعام قبل الخروج للعمل خشية ان لا تمتلك الوقت الكافي لاعداده حين تعود او ليجد الاطفال والزوج الطعام معدا حين يعودون.
ويتخلل اليوم الكثير من المعارضات كالوصول الى العمل وهو ما يعانييه الكثير بسبب الازدحامات واضاعة وقت كثير فيها، وايضا هناك من لديها اطفال دون سن السنة الواحدة فهنا رعايتهم تصعب عليها.
كيف انقضى الوقت مع الطفل مع كل تلك الساعات، وهي مجبرة على تركه في حضانة او روضة ودوما تكون اهلية وتكون ثقيلة على كاهلها ولكن ما باليد حيلة!.
ولمعرفة ما الذي قد تعانية المرأة العراقية العاملة من تحديات توجهنا لسؤال لفيف من السيدات العاملات لنطلع وإياكم على اراء حية من واقعهن..
المرأة بين جبهتين
فكانت اول من توجهنا لها بالسؤال (مروة محمد)، فأجابت: العبء والتفكير والمسؤولية والكيفية التي تؤدي بها واجبها باعتبارها أنثى وضعيفة بنية مقارنة مع الثقل النسبي، أنا كإمرأة انثى بمجرد ان يكون لدي واجب مخصص التفكير يضايقني ولا أرتاح الا ان يتم على ألطف وجّه، فعلاً مجاهدة لأن تتعامل مع الأشياء بكل همة وعزيمة واصرار.
وشاركتنا (اوراد) تجربتها ورأيها:
وانا اتحدث عن شخصي ان لدي طاقة وافكار متعددة حتى خارج نطاق تخصصي، احب ممارسة كل المعارف الفنية منها والمعرفية، احب ان اعطي.. لكن اصبح هذا ملفتا للنظر لمن حولي وخاصة في دائرة عملي مما اضاف عندي احساسا ان الاخرين بدأوا يتضايقون من نشاطي وتحركي بسبب الفارق الذي قد يكون بيني وبين اقراني، وكذلك المدح المتكرر من مديرة عملي، فأخشى في النهاية انه قد افقد اصدقائي او قد يبعدني هذا الامر عنهم، هناك احد الفلاسفة قال: (كلما الفت كتاب ستفقد صديق) وفعلا اخشى ان امر بهذا الشيء..
وأشارت (شعاع فؤاد) الى رأيها حيث قالت: اكثر ما يحط من معنويات المرأة هو بخس جهودها وتقليل قيمة انجازها، فهي تستطيع ان تتحمل أقسى الظروف الا ان تتنكر انت لما تقدمه هي، خاصة اذا كانت المرأة ذات طبيعة مخلصة ومعطاءة فكل ما يحتاجه هذا النوع من النساء هو تقدير عطاءها حتى ولو بكلمة ثناء.
ولفتت (حنين عباس) الى امور اخرى وقالت: من أهم الامور التي تعاني منها المرأة هي الظلم الاجتماعي ووجود الطبقات الاجتماعية، ودورها ومسؤولياتها اتجاه بيتها وزوجها واطفالها وخاصة ان كانت تسكن مع عائلة كبيرة ترفض عملها او تطلب منها مسؤوليات اكبر من طاقتها، ودور المرأة وعملها في أي ميدان من ميادين العمل يتمثل بالنظرة الضيقة للمرأة وعدم اعطائها الحقوق الكافية والمستحقة لها، وحقوق المرأة كثيرة وذكرها خاص بشكل بحت، إضافة إلى عدم وجود من يقوم بمنحها التشجيع والحب لذلك العمل، وبالتالي الكثير من النساء تفنقر للشجاعة لكي تكمل مسيرة عملها وذلك يؤثر عليها سلبا على حالتها النفسية وصحتها، خاصة ان كانت لاتملك القدرة على مواجهة هكذا اناس، فتسعى لقتل قدراتها وطبيعتها ومهارتها وحبها وشغفها لعملها واخلاصها له..
وأضافت: المرأة كائن حنون وحساس جدا يؤثر عليها الحرف قبل الكلمة، وايضا هناك ازواج لغرض حاجتهم فقط يلجؤون للموافقة على عمل المرأة متطلبين منها امور عدة تؤدي لجعلها انسانة منهكة جدا ومتعبة للغاية فهي روح لطيفة ورقيقة تحتاج للحب والتشجيع اللازم للسير بعملها وفق ماتتطلبه ذاتها.
وترى (فرح علي): ان حسب رؤيتي لتجارب مختلفة لمحيطي، المرأة تبذل جهدا مضاعفا وممكن ان يسلب ذلك راحتها لأجل ان توفق بين هذه الجبهتين، فليس كل الازواج يتقبلون ظروفها.
واكدت (سجى) الى عامل اخر يضاف الى تلك العوامل وهو: الكبت والعادات القديمة لدى المجتمع ضد المرأة، وهم ينظرون لها من جانب آخر.
ومن رأي الكاتبة (أزهار الانصاري): ان المرأة وخاصة العراقية مكافحة ورائعة لانها تحمل على عاتقها مسؤولية الزوجة والام من جهة ووظيفتها من جهة اخرى.. لكن للاسف القليل من يقدر هذه العقلية لخلق التوازن..
ضغوطات العمل
ومن منظور رأي الشاعرة (لولوة): ان البيت ومن ضمنه الزوج وتربية الاطفال مهمة شاقة، ومع تزايد مسؤولياتها تتزايد الضغوطات والمضايقات عليها لاننا بصراحة مجتمع لانشجع المرأة أن تعمل بكل طاقاتها الإبداعية، فعلا انها مجاهدة لانها تعمل وتربي وتؤدي كافة واجباتها الاجتماعية.
وعرضنا سؤالنا الى (زهراء مجيد) فأجابت:
احسنت الانتقاء والطرح عزيزتي، المرأة العراقية على وجه الخصوص امرأة عصامية، في داخلها طاقة وقدرة عظيمة، برزت هذه الطاقة لمواجهتها صعوبات العيش وخوض غمار التحديات في وضع سياسي قلق وتدخلات سياسية خارجية على مستوى دولي في شؤون العراق، اما وضع المرأة على الصعيد الاسري فهي امرأة ناجحة ومثابرة حققت نجاحها باعتمادها على نفسها بسبب انشغال رجال العراق بحماية حدود البلد من الهجمة الشرسة، وللمرأة العراقية مميزات عظيمة أهمها:
رؤيتها للامور وافقها الواسع وإصرارها على تحقيق ذاتها وروح المبادرة والتسامح التي تمتلكها ولاتمتلكلها اي من نساء العرب والعالم، اتمنى ان توظف طاقات المرأة العراقية بوجه صحيح.
وقالت (ملاك قاسم): عمل المرأة لغرض سد احتياجها الذاتي للوظيفة ليس فقط للغرض المادي، لأن من تعمل بأي مجال كان سوف تبرز شخصيتها وتكبر بعين نفسها وتتعلم ان تعتمد على نفسها حتى لو كانت متزوجة سوف تبني مستقبل لها ولعائلتها وتكسب خبرة تمكنها ان تستقل بعملها في المستقبل، اما المضايقات فهي لاتعد ولاتحصى من نظرة المجتمع الذكوري لها ومن نظرة اقرانها من الاقارب او الصديقات من معاكسات تتعرض لها في الطريق...الخ.
فهنا المرأه هي التي تفرض احترامها بعيون الناس وتفرض شخصيتها ولا تتراجع ولاتيأس من اي شيء يضايقها ومن اي عثرة في طريقها فيجب ان تحفز نفسها وتثبت جدارتها بالعمل والبيت ولاتقصر بحق نفسها وعائلتها.
وأضافت (عائشة) : الأرملة الموظفة عبء إضافي، بحيث تقوم أيضا بأعمال كان الزوج من يقوم بها.
وعرضت (استبرق) الجانب العاطفي للمرأة حيث قالت: المرأة كائن مرهف بطبيعته يتأثر بالظروف المحيطة به وبشكل كبير، لدرجة أن موقف واحد يمكنه أن يعكر مزاجها ليوم كامل.. لذا أجد أن العمل وادارة المنزل ومسؤولية الاطفال عبء كبير على عاتقها من شأنه ان يؤثر سلبا على كينونتها الانثوية، علما أني موظفة.
وختاماً أضافت (امل البابلي) اسبابا اخرى وهي:
1 _ المضايقات من قبل الجنس الآخر اذا كان عملها معهم.
2_ تجاهل الزوج وقلة مساعدته .
هذا أبرز ما تعانيه المرأة العاملة في المجتمع العراقي، البيت والاطفال عبئان ثقيلان ويضيف العمل هماً لهما.
وكطبيعة المرأة الغضة التي تهتم لكل التفاصيل لابد وان تهتم بذاتها وزوجها واولادها وبيتها وكل ذلك ولاننسى نصيب الاهل وصلتهم، هل من يقدر ويشهد بأنها نحلة دؤوب تعمل بلا كلل ولا شكوى؟!
لكل النساء العاملات وغيرهن، لكم كل الاحترام والتقدير يا صانعات الاجيال.
اضافةتعليق
التعليقات