إن التعلم الحقيقي لا يتميز بالقدرة على الإجابة عن الأسئلة بقدر ما يتميز بالقدرة على طرح الأسئلة، لذا تعتبر عملية التساؤل من العمليات المهمة للتعلم، وتعتبر عملية التساؤل إحدى مهارات جمع المعلومات، وهناك العديد من الدراسات التي تناولتها بالبحث لدراسة طبيعتها وكيفيتها، وقد أكدت هذه الدراسات على أن عملية طرح وتوليد الأسئلة تساعد الطلاب على تركيز انتباههم على المحتوى أو الأفكار الرئيسية والتأكد من فهم المحتوى وقد أكد العديد من العلماء على أن أسئلة الطلاب تلعب دورا مهمًا في التعلم والدافعية، إذ إنها تتضمن تأكيد توقع ما وإعادة حل لغز غير متوقع، كما أن أسئلة الطلاب يمكن أن ترشد المعلمين أيضا في عملهم إلى طبيعة ونوعية التفكير لدى طلابهم.
تكمن فعالية عملية توليد الأسئلة في مكونات هذه العملية، والتي تؤثر على السلوك المعرفي وما وراء المعرفي للمتعلم، حيث إن المتعلم عند ممارسته لهذه العملية يكون مجبراً على التوقف بصورة متكررة ليتعامل مع أسئلة الفهم والتأكد من حدوث الفهم أو عدم حدوثه، وتسهم هذه الأفعال في توسيع مستويات معالجة الأفكار والمعلومات عن طريق التأكيد على الدور الفعال للقارئ في مراقبة الأنشطة التي يقوم بها، وكذلك تطوير الاستراتيجيات التي يستخدمها لمعالجة الفشل أو الصعوبة في الفهم. كيف يساعد المعلم الطلاب على فهم واكتساب مفهوم التساؤل أثناء عملية التدريس؟
تقديم وتوضيح مفهوم عملية التساؤل: يساهم تدريب الطلاب على عملية التساؤل بشكل كبير في اكتساب وفهم هذه المعلومات، لذا يجب على المعلم أن يقدم مفهوم عملية التساؤل للطلاب، ويبدأ بعرض الطرق المتعددة لاستخدام التساؤل وفوائدها ومتى وكيف يصيغ السؤال.
مثال: يعرض معلم عدد من 1 م اللغة العربية صورة على الطلاب ويطلب منهم طرح وكتابة أكبر عدد من الأسئلة حول ما يرونه أو يريدون الاستفسار عنه في الصورة . ( ب ) تقديم خطوات عملية التساؤل: يجب على المعلم توضيح كيفية التعامل مع المعلومات المتاحة، ويشرح من خلالها خطوات عملية التساؤل وشرح كل خطوة وإعطاء مثال لها من خلال طريقة التفكير بصوت عال، وتوضيح متى وكيف يطرح السؤال، ومعيار نجاح الطلاب في عملية طرح الأسئلة يعتمد على قدرتهم على صياغة الأسئلة بلغة مفهومة وألفاظ لا تحمل أكثر من معنى وعلى عمق السؤال ذاته، وتسهم عملية التساؤل في تعليم الطلاب التفكير بشكل ناقد حول الموضوعات التي يقرأونها، ويمكن اتباع مجموعة من الخطوات عند القيام بعملية طرح وتوليد الأسئلة بشكل صحيح يمكن إجمالها كما يلي:
• عرض المعلومات والبيانات المتاحة والمتعلقة بالموضوع.
• تحديد المعلومات الناقصة أو التي تمثل غموضاً بالنسبة للفرد.
• طرح وصياغة أسئلة محددة للحصول على مزيد من التوضيح والاستفسار.
• توليد أسئلة جديدة أثناء تناول المعلومات.
( جـ ) تقديم أنشطة للتساؤل من إعداد المعلم أو من إعداد الطلاب:
يجب على المعلم بعد شرح مفهوم عملية التساؤل وشرح الخطوات اللازمة للقيام بها، أن يقوم بتدريبهم عليها، واستخدام التساؤل ضمن إطار عملية التفاعل الاجتماعي من خلال إتاحة الفرصة للطلاب لطرح وتوليد أسئلة والإجابة عنها ضمن مجموعات الأقران داخل الصف الدراسي، حيث إن ذلك يسهم في استثارة مهارات التفكير لديهم، علاوة على إثارة دافعيتهم للمشاركة وإبراز أفكارهم وتوضيحها بمختلف الطرق لكي يفهمها الآخرون.
مثال: يقسم معلم الدراسات الاجتماعية الطلاب إلى مجموعات عمل، ويطلب منهم بعد قراءة معلومات حول الثورة العرابية أن يقوموا بطرح وتوليد مجموعة من الأسئلة ثم يقوم الطلاب بمناقشة بعضهم البعض داخل كل مجموعة حول صياغة السؤال وما هو المقصود به، ثم مناقشة المجموعات الأخرى والمعلم.
( د ) تقديم أساليب مختلفة لعملية طرح وتوليد الأسئلة: يجب على المعلم أن يساعد الطلاب على فهم عملية التساؤل، وإيجاد طرق وأساليب مختلفة لتبسيطها، وذلك من خلال مساعدتهم على فهم كيفية استخدام الأسئلة المفتوحة والمغلقة، وأدوات الاستفهام المناسبة للموقف والمعلومات التي يريدون الاستفسار عنها.
ومن الاستراتيجيات التي يقترحها مدخل تعليم القراءة داخل مجالات المحتوى، والتي تلعب دوراً مؤثراً في تنشيط عمليات طرح الأسئلة: استراتيجية (ماذا أعرف؟ ماذا أريد أن أعرف؟ ماذا تعلمت؟)، واستراتيجية توجيه التنبؤ، واستراتيجية حل والتدريس التبادلي، واستراتيجية القراءة الموجهة وأنشطة التفكير، واستراتيجية الإطار القصصي، وخريطة القصة وغيرها.
مقتبس من كتاب: تعلم التفكير من خلال القراءة، د. رشا عبد الله
اضافةتعليق
التعليقات