في هذه الأيام المباركة مرت علينا ذكرى عظيمة ألا وهي زواج مولانا علي (عليه السلام) من الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الواجب علينا أن نقتدي بهذا الزواج المبارك ونتعلم منه الكثير من الدروس والعبر نتعلم كيفية اختيار الشريك المناسب لأولادنا وبناتنا لحياتهم الزوجية.
فمثلا عندما يتقدم الشاب لخطبة البنت من الواجب على الأب والأم إذا كانوا يقتدون بسيرة الزهراء (عليها السلام) وبسيرة الإمام علي (عليه السلام) يجب أولا السؤال هل الشاب يصلي ويصوم؟ وهل ينهى عن المنكر ويأمر بالمعروف؟ وغير ذلك من الأمور التي كان يفعلها سيدنا ومولانا علي (عليه السلام) ونفس الحال ينعكس على البنت وليس يكون السؤال هل يملك بيتا؟ وهل لديه الكثير من المال؟ وغير ذلك بل يجب أن تكون الأخلاق والالتزام بأمور الدين من أول الأسئلة لان هكذا أمور إذا ذهبت من الإنسان فلن تعود له ثانيا .
ولا يجب طلب المهر الغالي الذي يصعب على الشاب تدبيره فينحرف خلف الأشياء التي تغضب الله فيجب التسهيل بهذا الأمر كما كان مهر علي لفاطمة (عليهم السلام) لا يتعدى ٥٠٠ ألفا في وقتنا الحالي ، فالأمور المادية تتوفر إذا سعى العبد وعمل بجهد سوف يحصل على ما يريد من مال بمرور الأيام لان الحياة الزوجية إذا كانت بعيدة عن التباهي والتفاخر لا شك هكذا حياة تكون سعيدة وناجحة وتستطيع تربية أجيال قادرين على تحمل المسؤولية وأيضا نشأتهم تكون في رضا الله وطاعته كما كان أبنائهم الحسن والحسين والسيدة زينب وأم كلثوم (عليهم السلام).
فيجب على الإنسان أن يكون قنوعا ويرضى بالقليل حتى يتوفق في حياته كما قال الامام علي ( عليه السلام) "القناعه كنز لا يفنى" فأفضل قناعه هي قناعة الإنسان بالاشياء البسيطة البعيدة عن التباهي ، فالحياة الزوجية مهما كانت بسيطة يكون بها الخير والسعادة ويسودها التعاون والتعاطف فما بينهم كما امر الله بالتعاون قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوىٰ ۖ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ونتذكر جميعا كيف كان تعاون الامام علي (عليه السلام) مع السيده فاطمة الزهراء (عليها السلام) في كل امور بيتها ويقدم لها المساعدة فمن هذا الدليل الواضح و العظيم يجب على شبابنا اتباع هذا الدرس الانساني الرائع وكذلك على شاباتنا إطاعة زوجها ومساعدته في كل ما يحتاجه وايضا تصون زوجها وتحافظ على نفسها ، أن تركها وحدها فالبيت لنجعل الزهراء (عليها السلام) وزوجها علي (عليه السلام) قدوتنا لنا في كل حياتنا لأنهم ممن يعلمونا معنى الحياة الصحيحة التي يكون بها رضا الله ورسوله وكل الأديان السماوية وبها نعيش بخير وسعادة .
اضافةتعليق
التعليقات