كل جرح في هذا العالم يشفى، سوف تلتئم الجروح ويتجلى الحزن ويمضي كل هذا الوقت فعقارب الساعة لاتتوقف وكذلك سعادتك ستعود حتما فالأوقات السيئة لاتدوم.
هكذا كانت تتجمع عبارات الأمل في ذهني كلما مررت بموقف ظننت بعده اني لن احيا والعالم اصبح مظلما، كلما ظننت ان وجودي لافائدة منه وكل من حولي لايريدني وان الحياة مجرد جحيم لامفر منه والناس بقع سوداء وحلقات سلسلة تقيدني والطريق بينهم يصرخ في رأسي بعبارات سيئة وان كل خطوة تقتل مني شيء، لكن الحقيقة لاتكمن سوى انني اركز مع الاقاويل القاتلة بينما اتجاهل الامل الذي يلوح من بين احاديث القبح.
ربما لم اكن اركز مع نقاط السعادة بينما اعير الحزن وقت اطول، وبينما اترك الابتسامة افتح للدمع باب اوسع وربما السبب انني ظننت دوما ان كل موقف حزين سيدوم بينما تناسيت ان كل شيء بيد خالق بارئ اقرب الينا من حبل الوريد، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ).
فالعالم بالصوت الخفي وحديث الانسان مع نفسه لا يخفى على الخالق وان كان حزنك او جل مصائبك، ابدا بل الفاصل بين حلها ودوامها هو الايمان بوجوده وقدرته، ولكن نحن من نسير نحو اليأس وكأن الحلول اشبه بالمستحيل بل في اذهاننا هي المستحيل بحد ذاته، فنبدع بالخروج من جلباب الأمل والدخول في عالم مظلم بينما الحياة ابسط بكثير من كل هذا، اتسائل هل ان وقفنا عند هذه اللحظة سيقف العالم، من المؤكد لا فالعالم اكبر من ان يقف لأشخاص فاشلين يرتدون الحزن خشية الخروج الى النور بحجة الخوف.
هل مايزال مصيرك مجهولا؟
كل شيء في هذا الكون له عجائب حتى الظلام والصمت والابتسامة والفرح والنور كل ذلك له عجائب ومسببات ولكن علينا ان نتعلم انه مهما كانت الحالة التي نحن عليها يجب ان نقنع لنصل لحل يخرجنا منها ويدخلنا بأفضل فلمَ المكوث في الزاوية بينما هناك مكانات شاسعة تحتمل الجميع.
علينا ان ندرك أن هذا الكون قسم لعنصرين؛ اشياء كونية خارج ارادتنا واشياء دنيوية نحن نتحكم بها بتوفيق من الله، مثلا الحب، الارتباط، الحياة والموت او الحوادث وربما الفقدان كل ذلك خارج عن ارادتنا فلماذا نحن نجعله اول همومنا بينما نسيء الظن بخالقنا انه سيختار لنا الافضل فالتأخير او الاستعجال كلها فيها حكم لانعرفها وربما لو غصنا بأسبابها اكثر لندمنا اننا استعجلناها بينما كان مقدر لنا ماهو اجمل ومؤكد كل شيء يقدمه الله هو الافضل والاجمل. وفي زحمة الأقدار ومحاولة اثبات انها بأيدينا تتيه من بين اصابعنا الاشياء التي من الممكن انها ترفع من شأننا بين الناس والسير بها يرضي من حولنا وبتوفيق من الله نصبح اناس كلما ذكرت اسمائهم بمكان ذكروا بالخير والمديح، فحقا هناك اشياء اعمق تستحق وقتك اكثر من الاشياء التي لاتملك انت السيطرة عليها..
وفي ذلك حكمة مؤكدا فلو اصبح كل شيء متاح لنا لفسد كل شيء حولنا بينما نحن تائهون بالبحث عنه، وبشكل أدق كلما تقدمنا بالادراك زاد رشدنا وكبرت مطامحنا وادركنا اننا اذا امتلكنا ساعة بثلاث مئة او بثلاثة آلاف فستعطينا نفس التوقيت، وكذلك محفظة النقود لن يختلف مابداخلها ان اختلف سعرها، او اننا سنكون اكثر سعادة ان زاد حجم سكننا فحتما الشعور بالوحدة او الحياة لاتحده المساحة.
وفي النهاية سندرك أن كل شيء حولنا لاتسيره الاموال او الافكار الفارغة التي لاتعدوا كونها كومة من القطن اقل جرعة مياه تجعلها تنكمش، لذلك الهدف من الادراك هو ان نعلم قيمة الاشياء لا ثمنها او الحصول عليها لمجرد القول اننا مالكوها او سبقنا غيرنا اليها، فالسعادة اعمق من ذلك بكثير، تعلم ان تصنع السعادة لنفسك فلن يصنعها لك احد.
اضافةتعليق
التعليقات