في حُضن الحياة الكبير نجتمع متفاوتين، على قدرٍ عالِ من الاختلاف والتفرد، ليس لشيء ما، غيرُ أننا نُكمل بعضُنا البعض بهذا التميُز.
ك حبات من اللؤلؤ والياقوت والمرجان نتناثر على عقد فضي مُتلألئ، يجمعنا متآزرين.
جميعنا أحجار كريمة، مُتألقين بل أكثر سطوعا واشراقا.. نُحب الضوء كي نلمع ، ولكن..
لكل منا رونقه الخاص، هالة مغناطيسية خاصة ، وسحر آخر مختلف .. عقل وقلب مختلف ، وبين كل هذه الاختلافات نتناغم بهارموني لطيف ، تتكامل لأجله الطبيعة.
فتوقظنا الحياة على مسرحها الكبير ، لنبحث ونواصل ونزداد فضولا ، ف نغرف من علومها لنكشف الخبايا.. ثم لا نكتفي حتى نخرُم من آثاثها ما نُشبع به غرائزنا ، ف تمادينا بالتطاول على الجبال والأشجار والمياه والمخلوقات ، بما نُثري به عقولنا وتلك الروح الكامنة في أعماقنا السماوية المُجنحة، تلك التي تتوق للتحليق عاليا فتقبعها قضبان أجسادنا المظلمة لتجرها خائبة في قاعٍ جرداء.
ف تشكلنا بصورنا الظاهرة واستنتجنا أن كل ما نعايشهُ واقعا هو مادة وطاقة ، تماما ك الروح والجسد .
لكل شيء مادي في هذا العالم طاقة أثيرية مقابلة ، بل إن الأمر يتوسع بتفاصيل مُتشعبة حيث يصبح للجماد طاقة وللمكان طاقة وللأفكار طاقة بل وكلماتنا هي الأخرى طاقة ، ومن نحن سوى كلمة؟!
بل زِحام من الكلمات تراشقت لتنتج الأفكار والمشاعر ف تصنعنا .
وليس من محض الصدفة واللامبالاة أن تكون الكلمة قارب نجاة أو صدقة جارية أو جهاد عظيم ، وليس اعتباطا أن يذكرها سبحانه ب " كَبُرت كلمة " أي عظُمت وجارت .
فإن لسطوتها من الأثر ما يشن الحروب ويصنع الفتن ويقتل الأنفس .
أن نعي ضرورة اختيار كلماتنا لأهمية قصوى قد تغير مسار حياة وبلا مبالغة ، ذلك لأن طاقتها تبلغ من القوة ما يفوق الإعتقاد ، كيف لا وإن كل ما خُلق ب كلمة كُن فكان.
هي كلمة تختارها ف تصنعك ، انتقيها بحُب وعفوية ف ترفعك .. ف إن لها من الأناقة ما نُجمل به أنفسنا وإن من البيان لسحرا.
وهكذا فإن لطاقاتنا اللامحدودة ذبذبات مؤثرة تنبعث حولنا كل يوم، فاحرص أن تكون المايسترو الايجابي وأنعش من حولك .. وبإختلافك.
اضافةتعليق
التعليقات