من كل زقاق, وحي, وشارع, وبيت, انطلقوا نحو قبلة واحدة في طريقهم نحو الفردوس, انه طريق كربلاء جنة الله على الارض..
فما إن يهل شهر صفر حتى ينطلق سيل الموالين بالمضي قدما نحو ابي الاحرار, رافعين راياتهم, مصطحبين نسائهم, وأطفالهم, ليجددوا البيعة لإمامهم..
إنه الحب, هو الذي يدفعهم إليه, فيرسموا خريطة سيرهم من مختلف مدن العراق والعالم العربي, لأجل إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) فقد خط حبهم وولائهم إليه على نحورهم, كما تخط القلادة على جيد الفتاة..
(بشرى حياة) أجرت هذا الاستطلاع حول زيارة الأربعين وعظمتها..
طريق منار الأحرار
(الحسين عليه السلام, طريق منار الاحرار) بهذه الجملة استهلت مروة الياسري/ ماجستير علوم قرآن وتربية اسلامية حديثها, ثم قالت: "لا يخفى عن الكثير فضل زيارة الإمام الحسين (ع) في الأربعين استنادا لأحاديث أهل البيت وامتدادا لموقف الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري الذي تزامن مع عودة عائلة الحسين من الشام".
وأضافت الياسري: "أما من الجانب الفكري فأن زيارة الأربعين تنتج تلاقحا فكريا عن طريق التواصل المعرفي, فالتقاء الحضارات بين المشرق والمغرب هو الركيزة الأساسية, التي بنيت عليها الحضارة من خلال تذكير المجتمع بالمبادئ الحسينية ورفضه للظلم والطاغوت، أما من الناحية الاجتماعية فقد ساد التعايش السلمي بين الزوار من شتى الأماكن من خلال العمل التطوعي الذي نراه في خدمة المواكب دون أدنى تذمر او ملل".
ومن جانبها اضافت انوار النواب: "إنما السير إلى كربلاء يعبر عن تخليد رجوع السبايا في مثل هذا التوقيت وحضورهم لمكان الواقعة الأليمة, وهي مواساة للسيدة العقيلة وتعزية لها".
وأضافت: "وتعد زيارة الأربعين إحدى علامات المؤمن, حيث إن علامات المؤمن خمس؛ تعفير الجبين, والتختم باليمين, وصلاة إحدى وخمسين, والجهر بسم الله الرحمن الرحيم, وزيارة الأربعين".
كما أوضحت: "إن من يأتي سيرا, سيستشعر بما مر به السبايا من تعب وحر ومعاناة, بالرغم من تمتعه بما حرموا منه, لهذا يستوجب على كل من يسير إلى مسيرة الكمال الإنساني هذه يكن في سيره خاشعا, وذاكرا ومسبحا".
فيما قالت هناء ابراهيم/ محامية: "بحزن عميق نستقبل هذه المناسبة العظيمة التي خلدها التاريخ لنعزي صاحب العصر والزمان بمصاب جده الإمام الحسين(عليه السلام)، إن لزيارة الأربعين عظمة ومكانة لا تقاس فقد ورد في الكثير من الروايات عن قدسيتها وعظمتها ونرى اليوم أنظار العالم تتجه نحو كربلاء لتشاهد الزحف المليوني الذي ينقل عبر الفضائيات إلى العالم الخارجي وهي تتحدى كل أنواع الإرهاب وتعبر عن حبها وولائها المطلق إلى مقام إمام الخلود, مجددين العهد والبيعة ليبقى الحسين وفكر الحسين وأربعينية الحسين (عليه السلام) أمل المستضعفين واشراقة في سماء العالم".
بينما تسرد لنا الحاجة ام عباس عن رحلتها من البصرة والتي تنطلق بها من اول ايام صفر قائلة: "مضت تسع سنوات وانا اخرج من داري راجلة الى كربلاء, ما زالت اتبع اثر الطريق في كل عام ورائحة قبر سيد الشهداء حينما ندخل الحرم بابتسامة شاحبة بين فرحة الوصول والفوز بشرف الزيارة, وبين عظيم المصاب لعودة الرؤوس مع السبايا, ما زلت استحضر كل شيء, فهي ايام خالدة وعالقة في نبراس الذاكرة لا تنسى, اسأل الله ان لا يقطع لي هذه العادة, وان يتقبل مني هذا القربان, وعظم الله لكم الأجر".
عظمة زيارة الأربعين
وعن عظمة زيارة الأربعين وما لها من اثر خالد في نفوس الموالين شاركنا الشيخ نزار التميمي قائلا: "الشيء المهم الذي علينا فهمه واستيعابه جيدا هو إن إحياء قضية الإمام الحسين (عليه السلام) ونهضته تمثل الاستجابة لله وللرسول التي نص عليها القرآن الكريم وذلك لما تمثله هذه النهضة من حقائق ومنافع إسلامية كبرى سواء على المستوى العقيدي او الاجتماعي او الثقافي والسياسي".
وأضاف التميمي: "بالتالي فإن أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ومن كل أصقاع الدنيا بسيرهم ومسيرهم نحو أرض كربلاء وبهذه الأعداد المليونية المهيبة, إنما يريدون إيصال العديد من الرسائل وإلفات أنظار العالم لاسيما مع وجود الإعلام المفتوح واستثمار التكنولوجية, بأن الإسلام الحقيقي الذي جاء به محمد (صلى الله عليه واله وسلم) هو الإسلام الذي قتل وأستشهد من اجله الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يشد إلى قبره الشريف الرحال وبكل هذه الأعداد المليونية الهائلة من المسلمين الشيعة".
اضافةتعليق
التعليقات