التطوع هو لغة واحدة يفهمها العالم، بوصفه اليد التي تمتد قبل السؤال، والنبض الإنساني الذي يعيد التوازن حين يختل، هذا اليوم ليس مجرد تاريخ على التقويم، بل دعوة للتأمل في الدور الخفي الذي يلعبه التطوع في بناء المجتمعات، وتوثيق قصص العطاء التي تصنع فرقا حقيقيا في الصحة، والتعليم، والإغاثة، والتنمية المستدامة.
في اليوم العالمي للمتطوعين رصدنا العديد من الفرق الشبابية التطوعية شمرت عن ساعديها لتمد يد العون في كافة المجالات (بشرى حياة) تأخذنا بسياحة انسانية للتعرف على تجارب رائعة قدمتها الفرق التطوعية...
لمسة أمل
يحدثنا مؤسس فريق لمسة أمل التطوعي عباس الخفاجي قائلا:
تضم مؤسستنا فرقا من الشباب المستقلين نعمل بجهود ذاتية نقدم مختلف الخدمات التطوعية لكل المحتاجين من شرائح المجتمع وقد شكلنا فرقا بحسب الأعمال التي يمكن أن نقدمها لخدمة الآخرين أو الصالح العام.
إذ تنقسم جهود فرقنا التطوعية بحسب ما نقدمه من خدمات مثل فريق رسامي الأمل، حيث اخذ على عاتقه اعادة تأهيل المدارس من صبغ ورسم، يتكون من شباب متطوعين ورسامين وخطاطين.
أما عيادة الأمل القانونية، هي مجموعة من المحامين تقدم خدماتها القانونية مجانا لعوائل الشهداء والأيتام والمتعففين.
بينما يقدم مركز الأمل التعليمي الخيري، خدماته التعليمية مجانا ويستقبل بعض الفئات بأسعار مدعومة.
ولفريق الأمل الاعلامي، لمسة خاصة بتغطية الحالات المرضية والحالات المستعصية والمكلفة ومساعدتهم بتسهيل مراحل علاجهم بالتواصل مع الجهات المعنية في القطاع الصحي وكذلك تقديم حلقات توعوية اسبوعيا.
فيما يضم مشتل الأمل الخيري، مجموعة من المتطوعين قاموا بإنشاء مشتل لتجهيز الفرق التي تقوم بحملات التشجير وكذلك دعم المدارس من أجل بيئة خالية من التلوث وتوعية المجتمع بأهمية الزراعة والمساحات الخضراء.
أما فريق المجال الانساني يقدم الدعم اللوجستي للعوائل المحتاجة مثل بناء وترميم المنازل وتوفير السلات الغذائية والعلاجات والمواد العينية للمستحقين.
وتشارك جميع الفرق التي ذكرتها آنفا في التطوع خلال المناسبات الدينية مثل زيارة الأربعين وغيرها، فضلا عن اقامة المهرجانات لتقديم الخدمات المختلفة.
الناس للناس
بينما غفران علي لطيف القيسي تحمل شهادة البكالوريوس في القانون ساهمت في العديد من النشاطات التطوعية والأعمال الخيرية ضمن فريقها التطوعي (فريق الناس للناس) حدثتنا قائلة:
كل الأعمال التطوعية التي شاركت بها وقدمتها كانت تهدف إلى التوعية والتثقيف وجذب العوائل للعمل وتأهيلهم مجتمعيا وأن نكون يدا بيد نتعاون على فعل الخير وغرس روح التطوع.
وحول مساهمات الفريق أضافت:
غالبا ما ننظم حملات للأيتام إذ نوفر سنويا لهم الملابس لكل المناسبات، وزيارة دار المسنين وتجهيزهم بما يحتاجونه من لوازمهم واعانة ذوي الاحتياجات الخاصة، اضافة إلى حملات تجهيز المقبلين على الزواج للمتعففين والأيتام، واقامة حملات تثقيفية ضد الظواهر السلبية والمشاركة بمهرجانات خيرية لدعوة المتطوعين وزجهم في عمل تطوعي معين، اضافة إلى الجانب الصحي بتوفير ما يلزم للمرضى.
ختمت حديثها: أتمنى التوفيق للجميع وان يحفظ الله الأيادي البيضاء التي تغرس العطاء أينما حلت وأن نكون عونا للجميع بكل وقت.
اثر الفراشة
وكان لنا لقاء مع أحد الأعضاء المتطوعين ضمن فريق أثر فراشة الفنانة صبا الحيالي، حيث أعربت عن مدى سعادتها بالمشاركة في الأعمال التطوعية إذ استثمرت هوايتها بالرسم على الجداريات حدثتنا قائلة:
كان لابد أن تكون لي لمسة خاصة في الشارع العراقي لذا ارتأيت أن أشارك بفريق أثر الفراشة التطوعي والذي يختص بحملات تطوعية بالرسم على الجدران سواء الطرقات أو المباني مثل المؤسسات التربوية ورياض الأطفال، لقد كان انضمامي بمثابة روح جديدة ولدت بداخلي وفرصة جميلة لتطوير مهاراتي.
وتابعت: نحن كفريق فني نعمل على الفكرة ونوظف الجدران والأشجار أو أي شكل من الأشكال لرسمة معينة أو خاصة نبث من خلالها رسالتنا الهادفة إلى المجتمع، فالأصل لدينا هو بلورة الفكرة وإبراز دلالتها الثقافية والتوعوية، وترجمتها لعمل فني جمالي وليس مجرد صورة أو لوحة ننقلها على الجدار فقط.
مساحة رمزية
ختامنا كان مع الباحثة الاجتماعية بتول ناصر حدثتنا قائلة:
يرى الباحثون الاجتماعيون أن يوم التطوع العالمي يمثل مساحة رمزية لتقدير جهود المتطوعين الذين يساهمون في تعزيز التماسك الاجتماعي، وتقوية روابط التعاون داخل المجتمعات.
وأضافت: إن التطوع ليس مجرد نشاط جانبي، بل هو سلوك حضاري يعكس شعور الفرد بالمسؤولية تجاه محيطه، ويساهم في خلق مجتمع أكثر توازنا وإنسانية.
وتابعت: كما أن تخصيص يوم عالمي للتطوع يسلّط الضوء على الأثر الحقيقي للمبادرات التطوعية، ويحفز الأفراد والمؤسسات على الاستمرار في هذه الممارسات التي تعد ركيزة أساسية في التنمية المستدامة.
شعار خاص
يحمل اليوم العالمي للتطوع شعارا خاصا تميز باللون البرتقالي والأبيض وهو عبارة عن ستة فروع من شجرة زيتون حيث يُشكل كل فرعين حرف( V) رسمت بهذا الشكل لتشير إلى أشخاص متحدين وكُتب تحت أغصانها (اليوم العالمي للتطوع).
اليوم الدولي للمتطوعين
هو يوم يحتفل به في الخامس من شهر ديسمبر يسلط الضوء على تأثير الجهود التطوعية في كل مكان إذ يبعث رسالة شكر للمتطوعين في كل أنحاء العالم بالإضافة إلى زيادة الوعي بالدور المهم الذي يلعبه المتطوعون، كما يتيح الفرصة أمام الفرق التطوعية والأفراد بالاحتفال بجهودهم وإبراز مساهماتهم على المستويات المحلية والوطنية والدولية.








اضافةتعليق
التعليقات