لو نسأل أنفسنا ماذا بعد هذه الظلامات؟ منذ زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) والاغتيالات التي كانت تسعى للنيل من وجوده المبارك (صلى الله عليه وآله) قبل وبعد ولادته و ما حدث عند استشهاده وكل الجرائم الشنيعة التي حدثت في حق أهل بيته يا ترى ماهي الغاية و إلى أين المصير؟ ستكون الاجابة القرآنية: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). سيظهر هذالدين و يملأ الأرض كما ورد عن النبيِّ -صلَّى الله عليه و آله - قال: "لو لم يبقَ من الدُّنيا إلا يومٌ لطوَّل الله ذلك اليومَ حتى يبعثَ اللهُ فيه رجُلاً مني أو من أهلِ بيتي، يواطئُ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي يَملأ الأرضَ قِسطاً وعَدلاً، كما مُلِئَت ظلماً وجَوْراً". خلاصة العترة و ثمرة النبوة والامامة تتلخص في ظهوره المبارك (عجل الله فرجه الشريف) فقد ورد عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عندما سُئل هل وُلد القائم (عليه السلام) قال: «لا، وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَخَدَمْتُهُ أَيَّامَ حَيَاتِي». لا يخفى على أحد أهمية مدرسة الجعفرية وما قدم مولانا شيخ الأئمة الامام الصادق عليه أفضل الصلاة و السلام حيث يشهد بذلك طلابه و تلامذته من الخاصة و العامة و ما وصل اليه العلم و التطورات في الكيمياء والخيمياء و كل أبواب العلوم الغريبة ولكن هذا الامام الفقيه يهيء الأمة و يسلط الضوء على الغاية المثلى والقضية العظمى وهي نصرة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف). حيث يقول لو أدركته لخدمته أيام حياتي، كل فرد منا لديه مسؤولية تجاه هذه التضحيات التي قدمها أئمتنا (عليهم السلام) و من أنواع الصلة بالامام المعصوم التأسي به وبأفعاله و أقواله و ها نحن نعيش ذكرى ميلاد نبينا الأعظم خاتم الأنبياء و رئيس مذهب التشيع الامام الصادق (عليه أفضل الصلاة و السلام ) ماهو مقدار التأسي بهما ؟ و مدى اقتدائنا بهما عليهم آلاف التحية والسلام؟ السؤال الأهم ماهو دورنا في تهيئة الأمور لظهوره المبارك ؟ و ما مدى حضوره في حياتنا حيث يرعانا وجميع ما نملك ببركته (عجل الله فرجه الشريف) و بسبب دعائه و رعايته، فقدْ وردَ في رسالتِهِ إلى الشَّيخِ المفيدِ - رِضْوانُ اللهِ عَلَيْهِ -: (إنّا غَيْرُ مُهْمِلِينَ لِمُراعاتِكُمْ، وَلا ناسِينَ لِذِكْرِكُمْ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْواءُ، وَاصْطَلَمَكُمُ الْأعْداءُ). ماذا نقدم لمن ينقذنا من الهلاك في كل آن؟ كم نذكره ذكرا حقيقيا في لحظاتنا ؟ هل ننتظره حق الانتظار و نسعى أن نكون من المنتظرين الحقيقيين ؟ كما نعرف إن الانتظار ليس فعلا يختص بزمن معين و ينتهي في زمن ما أو بعد الاتيان به بل الانتظار جوهر يحتاج منا الالتفات اليه والاتيان به في كل لحظة و لا تخلو لحظة تعطينا الحق لنخرج من حالة الانتظار ، فلا يمكن أن نكون في شهر محرم و صفر أو شهر رمضان من المنتظرين و في باقي الشهور نفعل ما يحلو لنا او نسمع الأغاني و نأتي بالمحرمات ، أو لا يمكن أن نكون من المنتظرين حين دخولنا الى الحرم الشريف أو الأماكن المقدسة و بعد الخروج منها نفعل ما يحلو لنا من المعاصي . اذن مولانا الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) يضع لنا منهاج السعادة و يرشدنا الى اتباعه ، علينا أن نسلط الضوء على كل شيء يقربنا اليه و الى خدمته (عجل الله فرجه الشريف) فمن يتمسك به سيرى الجمال كيف يدخل الى تفاصيل حياته ويجعل كل شيء أبهى سيرى البركة في كل شيء و يشعر بنسيم الربيع قبل أن يظهر ربيع الأنام ولكن يشعر بحرارة حضوره في حياته حتى و ان لم يراه بالعين ! نحن الشيعة الجعفرية نفتخر بأننا ننتمي اليك و نتأسى بك أيها العظيم سنسعى بأن نكون من زمرة المنتظرين و نكرس حياتنا لخدمته انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.
اضافةتعليق
التعليقات