أن تتسلح بسلاح فذلك يجعل عدوك يحذرك ويجهز لكَ سلاح اقوى من سلاحك، لكن اذا كان سلاحك الكلمة والعدو جاهل فلا يكون بيده غير تعذيبك وقتل جسدك غافلا عن التأثير الذي اخذته كلماتك في اسماع الاجيال، وهنا يكون الذكاء.
امراة قال عبارة فيها الطاغية: ( يزيد ترك زينب لتفضحه اما أنا فلا اكون غبيا) لذلك ألحقها بأخيها حتى لا تكون سببا في ارساخ المبادئ الاصلية في لبّ الشباب والشابات.
آمنة حيدر الصدر ولدت في مدينة بغداد، في عام 1937م، في عائلة علمية متدينة، والدها أحد كبار علماء الإسلام في العراق الفقيه المحقق آية الله السيد (حيدر الصدر) توفي عنها وعمرها سنتان ووالدتها هي الأخرى من عائلة علمية بارزة، فهي كريمة العلامة الكبير الشيخ عبدالحسين آل ياسين، وهي أخت المرجع الديني المحقق الشيخ (محمد رضا آل يس)، والتزم أخوا الشهيدة بت الهدى إسماعيل ومحمد باقر بتربيتها ورعايتها، حيث تلقت من العلوم الدينية والشؤون الاجتماعية والثقافية الشيء الكثير حتى غدت فيما بعد رائدة العمل الإسلامي في العراق.
إنكبت آمنة بنت الهدى على مطالعة الكتب والمؤلفات، فإتسعت معالم إطلاعها ومعرفتها بكثير من الأمور، ومن ذكرياتها كما ترويها لأحد مريداتها إذ تقول: "حينما كنت صغيرة كانت حالتنا المادية ضعيفة جداً، ولكن كانت لدي يومية مخصصة قدرها (عشرة فلوس) كنت أجمع هذا المبلغ اليومي البسيط، ثم أذهب إلى السوق لشراء كتاب إسلامي، وكانت لي صديقة تفعل كفعلي في جمع المبلغ اليومي لها، ولكنها تشتري كتاباً آخر، كي تقرأ كل واحدة منا كتاب صديقتها."
أثرت نفسها بالعلوم وتعتبر الكاتبة الاولى في مجال الرواية الشيعية حيث كتبت مجموعة من الروايات التي تناولت فيها فكر اسلامي رصين وفكر حر لا يقبل العبودية الا لله، انتشرت رواياتها بين الوسط الشبابي عامة والجامعي خاصة حيث اصبحت رواياتها تتداول سرا وانشئتْ على اساس تلك الروايات حلقات لمحاربة الفكر الصدامي والافكار الطفيليلة على الساحة العراقية، ولشخصيات رواياتها الاثر البالغ آنذاك والحوارات التي عمل الصغار قبل الكبار بحفظها وترديدها، وهذا ما أثار الطاغية في ذلك الوقت وشعر بتهديدها واخيها على عرشه القائم على الباطل، فاعتقلها مع اخيها وتعرضت للتعذيب بشتى انواعه البشعة وبعد اربعة ايام من اعتقالها تم اعدامها ودفنها في النجف الاشرف الى جانب اخيها مخلفة ورائها كنز من الكتب والروايات التي لازالت الاولى على ساحة القلم النسوي وللآن نور كلماتها يشع ليملأ قلوب الراغبين بنهل المعرفة.
من الآثار التي تركتها في ميدان الادب فقد كتبت الشهيدة عدة ابيات شعرية للاستنهاض بواقع الفتيات والتفكير السطحي لهن، وكذلك مجموعة من القصص منها الطويلة: الفضيلة تنتصر، لقاء في المستشفى، الباحثة عن الحقيقة، ومجموعات قصصة قصيرة ايضا ذكرت فيها من العبر الكثير ومن الفلسفة الاسلامية فصارت إمرأة يفخر بها التشيع.
اضافةتعليق
التعليقات