العالم اليوم يسعى من أجل الحصول على الثروة والحفاظ عليها، بكل الطرق والوسائل، ويحظى بنفس الأهمية أيضا، لذلك فقد أولت الشريعة أهمية متناسبة مع هذا الموضوع، وقد صدرت العشرات من النصوص الصريحة الواضحة تؤكد على أهمية (الاقتصاد)، والمقصود بهذا المصطلح هو المعنى اللغوي الذي يتصل بصورة مباشرة بمعنى الاقتصاد والذي يدرس في مختلف جامعات العالم.
ويذكر أن الاقتصاد مشتق من القصد ومعناه التوازن والحالة الوسطية في مختلف قضايا الحياة المادية أكلا وشربا وترفيهاً ولبساً وصرفاً وغير ذلك، فالاقتصاد ينظم شؤون الفرد والجماعة والخلافة افراطا أو تفريطاً وكلاهما مضران بشؤون الحياة اليومية العامة والخاصة، وحول أهمية هذا الأمر وردت نصوص كثيرة تؤكد أن الاقتصاد ضمانة للغنى وضده (أي السرف) وهو يعتبر هلاك للاقتصاد، ويقسم العلماء حاجات الانسان إلى ثلاثة أقسام.
الحاجات الضرورية: وهي التي لا يمكنه العيش بدونها كالمأكل والملبس والسكن.
الحاجات الأساسية: وبدونها تصعب عليه الحياة كوسائل النقل.
الحاجات الكمالية: كالسكن الفخم والمطعم الفاخر وغيرها مقررين أنه بالإمكان إشباع الأوليين دون الأخيرة.
ينظر جون ستيوارت ميل للتنمية الاقتصادية كوظيفة للأرض والعمل ورأس المال، حيث يمثل العمل والأرض عنصرين أصيلين للإنتاج في حين يعد رأس المال تراكمات سابقة لناتج عمل سابق، ويتوقف معدل التراكم الرأس مالي على مدى توظيف قوة العمل بشكل منتج فالأرباح التي تكتسب من خلال توظيف العمالة غير المنتجة مجرد تحويل للدخل ومن سمات هذه النظرية:
1.التحكم في النمو السكاني: اعتقد ميل بصحة نظرية مالتوس في السكان وقصد بالسكان الذين يؤدون أعمالا إنتاجية فحسب واعتقد أن التحكم في السكان يعد أمرا ضروريا للتنمية الاقتصادية.
2. معدل التراكم الرأسمالي: يري ميل أن الارباح تعتمد على تكلفة عنصر العمل ومن ثم فإن معدل الأرباح يمثل النسبة ما بين الأرباح والأجور فعندما ترتفع الأرباح تنخفض الأجور ويزيد معدل الارباح والتي تؤدي بدورها إلى زيادة التكوين الرأسمالي وبالمثل فإن الرغبة في الادخار هي التي تؤدي إلى زيادة معدل التكوين الرأسمالي.
3. معدل الربح: يري ميل أن الميل غير المحدود في الاقتصاد يتمثل في أن معدل الأرباح يتراجع نتيجة لقانون تناقص قلة الحجم في الزراعة وزيادة عدد السكان وفق معدل مالتوس وفي حالة غياب التحسن التكنولوجي في الزراعة وارتفاع معدل نمو السكان بشكل يفوق التراكم الرأسمالي فإن معدل الربح يصبح عند حده الأدنى وتحدث حالة من ركود.
4. حالة السكون: اعتقد ميل أن حالة السكون متوقعة الحدوث في الأجل القريب ويتوقع أنها ستقود إلى تحسين نمط توزيع الدخل وتحسين أحوال العمال ولكن ذلك يمكن أن يكون ممكنا من خلال التحكم في معدل الزيادة في عدد طبقة العمال بالتعليم وتغيير العادات.
5. دور الدولة: كان ميل من أنصار سياسة الحرية الاقتصادية التي يجب أن تكون القاعدة العامة، لذلك فقد حدد دور الدولة في النشاط الاقتصادي عند حده الأدنى وفي حالات الضرورة فقط مثل إعادة توزيع ملكية وسائل الإنتاج..
العالم الاسلامي ينظر إلى الانفاق المفرط وغير الرشيد حتى لو كان في سبيل الله فإنما هو أمر سلبي ومرفوض، كما قال الامام ابو عبد الله (عليه السلام): يا عبيد إن السرف يورث الفقر. وإن القصد أي ترشيد الصرف والتوازن يورث الغنى، وإن الاقتصاد أهم وسيلة فاعلة لتنمية المال القليل كما قال الامام علي: (الاقتصاد ينمي القليل).
اضافةتعليق
التعليقات