الإنسان الناجح والفعّال في هذه الحياة ليس الإنسان المنتج أو الذي ينجز الأمور فقط، بل هو الإنسان الذي يحقق النتائج المطلوبة في الوقت المتاح. لذا تأتي مهارة ترتيب الأولويات و يقصد بها عملية ترتيب الأهداف والمهام والأعمال ابتداءاً من المهم فالأهم، بحيث يتمكن الإنسان من تحقيق أهدافه في الوقت المتاح أمامه.
الجدول التالي يساعد في ترتيب الأولويات التي تؤدي بها مهامك:
المربع الأول: هام جداً وعاجل
هذه أمور تفرض نفسها علينا، فهي هامة جداً، لابد من عملها ولكنها عاجلة لا يمكن تأخيرها إلى وقت آخر. ومن أمثلة ذلك: العبادات أو الواجبات أو المسؤوليات التي يجب أداؤها.
المربع الثاني: هام جداً وغير عاجل
وهذه أمور هامة جداً ومطلوب إنجازها ومتابعتها ولكنها غير عاجلة، ولذلك يمكن تأجيلها وتأخيرها والتسويف في عدم مباشرتها. ومن أمثلة ذلك: تحديد أهدافك في الحياة، التخطيط للمستقبل.
المربع الثالث: ضروري وعاجل
وتندرج في هذا المربع جميع المهام والمسؤوليات الضرورية التي تعتبر أقل أهمية من المربع الأول، ولكن لها صفة الاستعجال، ومن ثم فإن هناك ضغوطاً علينا لمباشرتها وإنجازها. ومن أمثلة ذلك: تصحيح أخطاء الواجبات قبل تسليمها للأستاذ، الجلوس في المنزل لانتظار الآخرين.
المربع الرابع: ضروري وغير عاجل
ويندرج في هذا المربع جميع المهام والمسؤوليات الضرورية والتي يمكن تأجيلها، والتسويف في عدم مباشرتها، ومن أمثلة ذلك: القراءة، موعد طبيب الأسنان، تخطيط الإجازة.
المربع الخامس: غير ضروري وعاجل
ويندرج في هذا المربع أغلب الأمور التي تتسبب في تضييع أوقاتنا، حيث تواجهنا أهداف ومهام تافهة وهامشية ليست ضرورية وليس لها فائدة تذكر في تحقيق أهدافنا في الحياة، ولكن هذه الأمور نضطر إلى القيام بها بسبب السياقات التي تتم فيها صفة الاستعجال. ومن أمثلة ذلك: المكالمة الهاتفية غير الهادفة، والزائر الثقيل الذي يفاجئك في وقت غير مناسب.
المربع السادس: غير ضروري وغير عاجل
ويندرج في هذا المربع أسوأ أنواع مضيعة الوقت، مثل مشاهدة التلفزيون لأوقات طويلة، المبالغة في تمضية الوقت في قراءة الجرائد والمجلات، والمبالغة في الاسترخاء والنوم، أو التنزه في الأماكن العامة لأوقات طويلة.
توجيهات مهمة عند ترتيب الأولويات
تذكر عند التفكير في الأولويات والتعامل معها وتحديدها، انها لاتأتي من فراغ، بل لابد من أن تكون هذه الأولويات مبنية على رسالة واضحة.
يجب ممارسة ترتيب الأولويات على جميع مستويات الأهداف، فهناك أولويات للأهداف بعيدة المدى وأولويات للأهداف متوسطة المدى وقريبة المدى.
تذكر أن أفضل شخص يحدد أولوياتك هو أنت، ولكن لا بأس من الاستعانة بالآخرين والاستفادة مما يقدمونه من أفكار.
هناك نوعان من الأولويات: نوع ثابت وهو ما يتعلق بالعبادة، ونوع متغير وهو ما يتعلق بعملك والظروف الاجتماعية.
نظرة في ترتيب الأولويات
لماذا لا تقرأ؟
لماذا لا تمارس الرياضة؟
لماذا لا تزور أقاربك؟
لماذا لا تقرأ وتحفظ القرآن؟
لماذا لا تنمي معارفك وثقافاتك؟
لماذا لا تجرب خبرة جديدة؟
والآن أجب.. فأنت تملك الإجابة، وهي غالباً ستكون مجمعة في جملة واحدة شهيرة:
- ليس لدي وقت -
لقد سئمت هذه الكلمة، فالمرات التي أسمعها فيها تفوق الوصف، وهي التبرير الدائم لكل تقصير في الحياة سواء مع نفسك في ناحية التنمية الذاتية وإدراك الذات، وسواء مع أسرتك ومجتمعك من حيث التواصل والتعاون. عندما كنت في كورس التنمية البشرية الذي يتحدث عن إدارة الوقت، كانت المدربة ترفض بتاتاً من يدعي أنه ليس عنده وقت، وتعلل ذلك بأنه لو اضطرته ظروف الحياة إلى عمل اضافي في المساء، فسيجد له الوقت، واذا اضطرته ظروف الحياة إلى الاستيقاظ مبكراً عن الميعاد المألوف للاستيقاظ فسيستيقظ طلباً لمعاشه.
لقد ثبت في احصائية عالمية أنه يوجد واحد من كل اثنين على مستوى العالم غير راض عن العمل الذي يعمل به. فهل أنت واحد منهم؟ هل توقفت يوماً لتسأل نفسك، هل أنت سائر في الطريق الصحيح أم لا؟ ترتيب الأولويات علم عميق، ولتتأكد من ذلك ستجده علم بارز في الفقه الاسلامي، يسمى فقه الأولويات، ومن أمثلته أنه مثلاً لا يُعقل بأي حال من الأحوال أن تجد مدخناً شارباً للخمر، وتحدثه عن أهمية عدم الجلوس في الطرقات.
الأمر يحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات في المقام الأول، بناءاً على إدراكك لحاجاتك الفعلية في الحياة.
اضافةتعليق
التعليقات