غالبا ماتلقي أغلب الفتيات اللواتي وقعن في فخ الحُب المزيف والعلاقات الوهمية سواء كانت على مواقع التواصل الإجتماعي أو في الواقع باللوم على الطرف الآخر في مسألة الإندراج والإنخراط والإستمرار في تلك العلاقة المُحرمة والتي لا يرتضي لها الدين ولا الأخلاق أو العادات ولا حتى الضمير على أنهُ هو من جعلها تتوهم بحبه الكاذب وجعلها تتقبل نفسها على ماهي عليه من خطأ فادح وطريق متعرج يتبعهُ الكثير من المشاكل التي لا نهاية لها.
لا أقصد الجميع فيما ذكرت وما سأذكر إنما الأغلب حسب ما أسمع وأرى وأقرأ، خلق الله تعالى لنا قلبا ومشاعرا وغرائز وحاجة لمن يملأ حياتنا ونستند عليه في الإنتكاسات الحياتية التي نمرُ بِها كما خلق لنا باقي الأعضاء فيولد الإنسان خاليا من أي تشوهات نفسية وجروح بقلب سليم ومشاعر نقية طاهرة وروح لا تعرف من الحياة شيئًا ونحن من نصنع أنفسنا ونكون مانكون عليه.
ذلك القلب الذي هو محور وأساس حياة الإنسان الذي ينبغي أن يهتم بهِ ويحسب لهُ حسابات عديدة فالقلب شيئ مُقدس وعظيم ولو عرف الإنسان قدر قلبه ومايمنحهُ لما منحهُ لمن لا يستحقه.
وقد ذكر الإمام الصادق كما بقية الآل عليهم أفضل الصلاة والسلام عن عظمة القلب في عدة أقول ومنها: حب الدنيا يفسد العقل، ويهم القلب عن سماع الحكمة، ويوجب أليم العقاب.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): القلبُ حَرَمُ الله فلا تسكن حَرَمَ الله غير الله.
فلو نظرنا وبلغنا من المعرفة بعمق هذا الحديث لكنا أدركنا قدسية القلب الذي نحمل، منح الله الفتيات هذا القلب المُقدّس الذي تهبه بمجرد سماع كلمات تلامسه وتناغم روحها الأمر الذي يثير الإستغراب أكثر أنك تجدها تنخرط معهُ بمجرد وقت قصير إذا ماكانت دقائق معدودة.
في أحد الأيام كنت مسافرة مع صديقتي فكنت بحاجة ماسة إلى تحويل أموال من أهلي ولكن لم أكن امتلك الكارت الذي يكون وسيلة لتحويل الأموال لذا أُضطُررت أن أطلب العون منها لتسأل أحد المسافرين معنا عما إذا كان بإمكانهِ مساعدتنا من كارتهِ الخاص فقط للتحويل إن كان يمتلك فلم تمانع وتحدثت معهُ فتقبل الأمر بكل رحابة وطلب رقما للتواصل حتى يتم تسليم المبلغ، فلم أمانع وتم إدراج الرقم بشكل سريع وأكملنا الرحلة. بعد نهاية ذلك اليوم تم التواصل فيما بيننا لإعطاء بعض التفاصيل لكي يتم التحويل، وبعد إتمام التحويل بدأ يتحدث بكلام فيه نوع من الإعجاب وقبل ان يطيل الحديث شكرته وطلبت منهُ أن يحذف رقمي فوافق ولكن قال: أريد منكم إرسال رقم الفتاة التي كانت معكم، لي معها حديث مهم، وبعد أخذ الإذن من صديقتي وافقت فأرسلتُ له الرقم وتم حفظه من قِبلي، كانت صديقتي تجلس بجانبي فتحدث معها كما تحدث معي من كلمات الإعجاب المائلة إلى رفع الحدود وطلب منها تكوين علاقة معه، فردت عليه برد جعلهُ يعتذر ويغادر الدردشة دون عودة مباشرةً وبهذا كسبت نفسها.
في اليوم التالي رأينا نفس الرجل بجانبهِ فتاة من نفس الرحلة قد وضعت يدها بيده بكل ثقة غير مدركة لزيف هذا الحب الذي يدعيه والكلمات المنمقة التي يتحدث بها مع كل من هب ودب ليكسب قلوب الجاهلات اللواتي لا يضعن حدوداً لأنفسهن بالرد على هكذا نماذج في المجتمع الذي بات مغلوبًا نسعى لإصلاحهِ قدر الإمكان ولكن لابد من السعي من أفراد المجتمع لنصل إلى نتيجة مُرضية.
ولتعلمي عزيزتي أن الخاسر في هذهِ الصفقة الجاهلة هو أنتِ فقط مهما كانت الإدعاءات التي يطلقها والكلمات التي يُلقيها على مسامعكِ فهي خالية من الصدق، وأعلمي أيضًا أنها قد قيلت للعديد من الفتيات قبلكِ سواء كنتِ معه أم لا.
اضافةتعليق
التعليقات