• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصيام.. رحلة في تهذيب النفس

زهراء جبار الكناني / الثلاثاء 29 آيار 2018 / اسلاميات / 3377
شارك الموضوع :

لم يكن يملك سوى القليل من النقود حينما دخل السوق الزاخر بالخضروات والفواكه, اتجه صوب البائع إلا انه عجز من شراء ما طلبته أمه العجوز الكفيفة,

لم يكن يملك سوى القليل من النقود حينما دخل السوق الزاخر بالخضروات والفواكه, اتجه صوب البائع إلا انه عجز من شراء ما طلبته أمه العجوز الكفيفة, ابتاع على قدر ماله ما يستطيع, وعاد أدراجه يجر خلفه أذيال الخيبة, دلف إلى البيت سمع صوت أمه الواهن تناديه:

 (هل أحضرت ما طلبته منك يا ولدي) انحدرت دمعات من عينيه رغم محاولته اليائسة بتثبيتها في المحاجر فقال لها: "اعذريني لم يكن بمقدوري شراء ما تبتغيه"..

ربتت على كتفه واسترسلت قائلة: "لا عليك غدا رمضان وسنكون في ضيافة الرحمن".

اتكأت على عكازها لتتم صلاتها, إن الجوع ينهكها وعمله لا يسد اجر البيت ودوائها وقوت زوجته وعياله, كان يراقب مناجاتها في محرابها بقلب يقطر أسى... في لحظات كثيرة كانت صورة أمه وعياله تلح على ذهنه حينما يراهم يرتجفون في ليالي الشتاء فالغطاء لا يقيهم من برده, أو يتضورون جوعا دون أن يشتكوا فيكون النوم هو ملاذهم الوحيد.. الكثير من الصور تهاجمه وتزعزع صبره المنيع فيستعد لصد غاراتها بآيات يستدعيها من الذاكرة، ويغشى نفسه برد من اليقين بأن الرحمن معه ولن يخذله, لقد بارك الله في رزقه هذا اليوم وباع الكثير من الحاجيات في بسطته التي يفترشها على أرضية السوق الصغير في قريتهم..

عادا أدراجه مبتهجا لانه استطاع شراء ما طلبته والدته وأطفاله أيضا, وقال في سره: "انه رمضان ستكون أيامه مرزوقة و مباركة".

هم بالعودة باكرا من اجل تحضير وجبة الإفطار, وأسرع بخطاه وما أن هم بقرع باب بيته حتى استقبله أطفاله بحفاوة وهم يهتفون: "أبي انظر ما لدينا".

كانت الفرحة  تغمرهم فتشيع وجوههم الغضة بهجة, واخذ كل يوم يتكرر هذا المشهد الدرامي لينسج حياة الأسرة بخيوط الفرح والأمل بأن مائدة الرحمن لن تخلوا فهم في ضيافته، اذ عمد الجيران المحيطون بالتناوب بإرسال مائدة الإفطار لبيتهم كل مساء..

 ما كانت تغادر أمه العجوز محراب صلاتها فالليل والنهار لديها سواسية, تقطع وقتها باستماعها إلى القرآن حيناً، وبالتسبيح حيناً آخر..

دخل ذلك المساء وقد رأى إن ما أرسله جار لهم بقي كما هو، سأل بدهشة: ما بالكم.. لماذا الطعام على حاله؟

أجابته والدته: "لقد أعدت زوجتك لنا وجبة الإفطار وما أرسله الجيران اليوم فائض عن حاجتنا, طلبت من الأولاد أخذه إلى جارتنا التي في أطراف القرية فهي أرملة وأم لخمسة أطفال لربما لا تملك ما يسد رمق جوع عيالها".

قال: "لنتركه ليوم غد نتزود به".

امتعضت العجوز الكفيفة من قول ولدها واستطرقت قائلة: "ويحك ولك دراية بأن تعيش للصباح؟!.. سيأتي رزق الغد معه فالرزاق حي ان اطال الله بعمرنا... يا ولدي اعلم إن الصيام لتهذيب أنفسنا.. نصوم لأنه عبادة تجعل أرواحنا بعيدة عن كل الشهوات أمامك الطعام ولا تأكل.. تشعر بالعطش ولا تشرب يمكنك أن تشرب فلا أحد يراك, إلا ان نفسك تأبى ذلك.. فحينها تكون قد وصلت لمرحلة تقتنع بها أن صيامك هو التزام بطاعة الله وتقرباً منه وهو عبادة محببة له، وهو شيء يجعلك أكثر قرباً مما كنت عليه سابقاً, وهو رسالة تقول لك تستطيع أن تلتزم بأوامر الله بأمور دنيوية أنت بحاجة لها, اذ يمكنك بكل سهولة ان تلتزم ببقية أحكامه, فالصيام هو تعليم للإرادة والقناعة, وهناك أجراً جعله الله مفتوحاً لك حين تصوم، عندما قال "الصيام لي وأنا أجزي به" يا بني إن الصوم ليس طعام وشراب بل هو رحلة في تهذيب النفس, فلا تفكر بالغد وما سنتناوله لأننا سنكون في ضيافة الرحمن.

شهر رمضان
الصيام
قصة
الفقر
الانسانية
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    المؤسسات النسوية تؤبن الشجرة الطيبة لآل الشيرازي

    النشر : الأربعاء 08 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    شمعة أهل البيت التي لا تنطفئ

    النشر : الثلاثاء 31 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    رسالة إلى إبنتي

    النشر : الثلاثاء 18 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    ضرورة التربية الاقتصادية في حياة الاسرة

    النشر : الأثنين 27 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    رجاء..

    النشر : الخميس 24 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    كيف نعالج الظلم؟

    النشر : السبت 28 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3727 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 449 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 357 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 311 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3727 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1343 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1323 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 863 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 851 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 22 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 22 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 22 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة