• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الصيام.. رحلة في تهذيب النفس

زهراء جبار الكناني / الثلاثاء 29 آيار 2018 / اسلاميات / 3496
شارك الموضوع :

لم يكن يملك سوى القليل من النقود حينما دخل السوق الزاخر بالخضروات والفواكه, اتجه صوب البائع إلا انه عجز من شراء ما طلبته أمه العجوز الكفيفة,

لم يكن يملك سوى القليل من النقود حينما دخل السوق الزاخر بالخضروات والفواكه, اتجه صوب البائع إلا انه عجز من شراء ما طلبته أمه العجوز الكفيفة, ابتاع على قدر ماله ما يستطيع, وعاد أدراجه يجر خلفه أذيال الخيبة, دلف إلى البيت سمع صوت أمه الواهن تناديه:

 (هل أحضرت ما طلبته منك يا ولدي) انحدرت دمعات من عينيه رغم محاولته اليائسة بتثبيتها في المحاجر فقال لها: "اعذريني لم يكن بمقدوري شراء ما تبتغيه"..

ربتت على كتفه واسترسلت قائلة: "لا عليك غدا رمضان وسنكون في ضيافة الرحمن".

اتكأت على عكازها لتتم صلاتها, إن الجوع ينهكها وعمله لا يسد اجر البيت ودوائها وقوت زوجته وعياله, كان يراقب مناجاتها في محرابها بقلب يقطر أسى... في لحظات كثيرة كانت صورة أمه وعياله تلح على ذهنه حينما يراهم يرتجفون في ليالي الشتاء فالغطاء لا يقيهم من برده, أو يتضورون جوعا دون أن يشتكوا فيكون النوم هو ملاذهم الوحيد.. الكثير من الصور تهاجمه وتزعزع صبره المنيع فيستعد لصد غاراتها بآيات يستدعيها من الذاكرة، ويغشى نفسه برد من اليقين بأن الرحمن معه ولن يخذله, لقد بارك الله في رزقه هذا اليوم وباع الكثير من الحاجيات في بسطته التي يفترشها على أرضية السوق الصغير في قريتهم..

عادا أدراجه مبتهجا لانه استطاع شراء ما طلبته والدته وأطفاله أيضا, وقال في سره: "انه رمضان ستكون أيامه مرزوقة و مباركة".

هم بالعودة باكرا من اجل تحضير وجبة الإفطار, وأسرع بخطاه وما أن هم بقرع باب بيته حتى استقبله أطفاله بحفاوة وهم يهتفون: "أبي انظر ما لدينا".

كانت الفرحة  تغمرهم فتشيع وجوههم الغضة بهجة, واخذ كل يوم يتكرر هذا المشهد الدرامي لينسج حياة الأسرة بخيوط الفرح والأمل بأن مائدة الرحمن لن تخلوا فهم في ضيافته، اذ عمد الجيران المحيطون بالتناوب بإرسال مائدة الإفطار لبيتهم كل مساء..

 ما كانت تغادر أمه العجوز محراب صلاتها فالليل والنهار لديها سواسية, تقطع وقتها باستماعها إلى القرآن حيناً، وبالتسبيح حيناً آخر..

دخل ذلك المساء وقد رأى إن ما أرسله جار لهم بقي كما هو، سأل بدهشة: ما بالكم.. لماذا الطعام على حاله؟

أجابته والدته: "لقد أعدت زوجتك لنا وجبة الإفطار وما أرسله الجيران اليوم فائض عن حاجتنا, طلبت من الأولاد أخذه إلى جارتنا التي في أطراف القرية فهي أرملة وأم لخمسة أطفال لربما لا تملك ما يسد رمق جوع عيالها".

قال: "لنتركه ليوم غد نتزود به".

امتعضت العجوز الكفيفة من قول ولدها واستطرقت قائلة: "ويحك ولك دراية بأن تعيش للصباح؟!.. سيأتي رزق الغد معه فالرزاق حي ان اطال الله بعمرنا... يا ولدي اعلم إن الصيام لتهذيب أنفسنا.. نصوم لأنه عبادة تجعل أرواحنا بعيدة عن كل الشهوات أمامك الطعام ولا تأكل.. تشعر بالعطش ولا تشرب يمكنك أن تشرب فلا أحد يراك, إلا ان نفسك تأبى ذلك.. فحينها تكون قد وصلت لمرحلة تقتنع بها أن صيامك هو التزام بطاعة الله وتقرباً منه وهو عبادة محببة له، وهو شيء يجعلك أكثر قرباً مما كنت عليه سابقاً, وهو رسالة تقول لك تستطيع أن تلتزم بأوامر الله بأمور دنيوية أنت بحاجة لها, اذ يمكنك بكل سهولة ان تلتزم ببقية أحكامه, فالصيام هو تعليم للإرادة والقناعة, وهناك أجراً جعله الله مفتوحاً لك حين تصوم، عندما قال "الصيام لي وأنا أجزي به" يا بني إن الصوم ليس طعام وشراب بل هو رحلة في تهذيب النفس, فلا تفكر بالغد وما سنتناوله لأننا سنكون في ضيافة الرحمن.

شهر رمضان
الصيام
قصة
الفقر
الانسانية
الاخلاق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى

    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد

    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين

    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    آخر القراءات

    وصفة سحرية

    النشر : الأثنين 29 آب 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    على خطى المحاسبة

    النشر : الأثنين 30 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    رسالة الى حماة الدار

    النشر : الثلاثاء 25 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    كيف يتم استخدام "التحفيز العميق" للدماغ لعلاج الزهايمر؟

    النشر : الأثنين 19 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    قراءة في كتاب: أفكار وُجدت لتبقى

    النشر : الخميس 08 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    انقلاب خلقي!

    النشر : الأحد 13 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1341 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 848 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 759 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 441 مشاهدات

    ساعي بريد الحزن

    • 377 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1342 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1341 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1212 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1142 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1065 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1061 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بلا هدف.. لكنه يحمل المعنى
    • منذ 14 ساعة
    كيف تعالج وتسيطر على الوزن الزائد
    • منذ 14 ساعة
    على دروب العشق نلتقي.. فكلّها تؤدّي إلى الحسين
    • منذ 14 ساعة
    تنافس محموم بين الشركات على جذب المواهب في الذكاء الاصطناعي
    • منذ 14 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة