(الشباب لن يكل همه أن تستقـل أو يبيد.. نستقي من الـردى ولن نكون للعــدى كالعـبـيـــــد)..
في ذاكرتي تنطبع صورة علي المتميز بطوله البهي صاحب الهيبة، عيناه العسلية ممزوجة بحب الوطن، شقي الطباع حسن الأخلاق، كُسِرَ قلبه من خذلان الحب ليرممه بحب الوطن .
عاد بعدها للحب مرة أخرى لكن هذه المرة جعل وطنه العراق في المقدمة، تزوج بمحبوبة قلبه، راوغ اهله بين الحين والاخر لانه أسند على عاتقه نداء الوطن، سمع كهلا (العراق) ينادي مستغيثا، مغطى بالدماء: هل من مجيب؟
هل من مغيث؟
لم يقاوم هذا النداء فهرع ليكون المسند، أنقذ اطفالا غطاهم التراب، وانثى كادت أن تباع، لم يرتعد.. كان يعزم في كل مرة ان العراق أنجب رجالا، رجال لم يخرس صوت الضمير عندهم،
رجال حملوا على عاتقهم تطهير الارض من العاصفة السوداء.
علي استشهد لانه لم يرضخ لطريق الهلاك، مُثّل بجسده، قطعت اليد التي كانت تحمل هويته، واليد الأخرى بقيت حاملة عقد زواجه، كأنه اراد ان يقول رسالة لمحبوبته: (أردتكِ انتِ واهلي أن تعيشوا بكرامة لهذا لم استطع الرضوخ، (لا نريــــــد ذلـنـا المـؤبـدا وعيشـنا المنكـدا لا نريــــــد)، استشهد علي واستشهد الكثير معه راسمين لنا طريقا للحياة.
(الحسام و اليـراع لا الكـلام والنزاع رمــــــزنا رمــــــزنا.. مـجدنا وعـهدنا واجـب من الوفا يهــــــزنا عـــــــزنا غاية تـشــرف ورايـة ترفـرف).
سيكتب التاريخ اسماءكم ليخرس كل فاه نطق بقذارة طائفيته وسيقول: ذات ليلة اشتكى عضو فتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وليتذكر كل من تهاوى للتناسي روح طاهرة لفظت انفاسها الأخيرة ترتجي وحدتنا واعالة من استغاث العراق.
(مـجدنا و عـهدنا واجـب من الوفا يهــــــزنا عـــــــزنا)، الأراضي التي اغتصبت تطهرت بدمائهم، رحلوا لكنهم غرسوا بداخلنا كل شيء جميل، كذب من قال أنكم منسيين، كيف للنسيان ان يشق طريقه لمن وهب (يد.. ساق.. عين.. قلب .....الخ) ليعيش العراق سالما متعافى؟
نقشناكم في بسمة كنتم انتم مبدعين في رسمها، في حلمٍ كان لكم فضل في تحقيقه، لكم بأرواحنا خطى الثائرين، أنا اليوم بفضلكم حرة لم أباع واستعبد، المسن (العراق) استعاد عافيته بكم، لم نتحمل البرد فصمدتم، لم نتحمل الحر فقاومتم، اندفعتم بإسم الوطن نابذين كل طائفية حاقدة أثبتم أنها ليست شعار.
بكم حلق هلال النصر المؤزر الذي لاح للوطن، ببسالة وعزم وثبات أنتم فخرنا وتاريخنا القادم..
(يا هـــنــاك فـي عـــلاك.. قاهرا عـــداك قاهـرا عــداك)..
اضافةتعليق
التعليقات