حدد باحثون في مشفى شاريته الجامعي في العاصمة الألمانية برلين منطقة من الدماغ تستجيب على ما يبدو للتحفيز الكهربائي، وذلك لعلاج المصابين بمرض الزهايمر، حسب ما أوردت صحيفة "كورير" النمساوية.
هذه الطريقة معروفة في علاج اضطرابات الحركة العصبية مثل مرض باركنسون والاضطرابات العصبية والنفسية (مثل اضطرابات الوسواس القهري)، وتدعى الطريقة "التحفيز العميق للدماغ" (TSH). وتقوم على زرع أقطاب كهربائية دقيقة في دماغ المصابين، تبعث باستمرار نبضات كهربائية ضعيفة وقصيرة إلى مناطق الدماغ المعنية. وسجلت الطرقة نجاحاً جيداً عند مرضى باركنسون.
تتصل الأقطاب الكهربائية المزروعة في الدماغ بجهاز تنظيم في الصدر عن طريق أسلاك تمر تحت الجلد. يمكن استخدامه لضبط التيار والتردد.
وأفادت آنا صوفيا من مشفى شاريته أن نقطة البداية في الدراسة التي نشرت في مجلة "Nature Communications" "عند علاج مريض مصاب بالسمنة، أدى التحفيز العميق للدماغ إلى استرجاع ذكريات الماضي، أي ذكريات مفاجئة من الطفولة والمراهقة. لذلك كان من المعقول أن نفترض أن منطقة الدماغ المحفزة، والتي تقع في منطقة ما يسمى فورنيكس (قبو الدماغ)، يمكن أن تكون مناسبة أيضاً لعلاج مرض الزهايمر".
فورنيكس هو نسيج من الألياف العصبية يقع في الجهاز الحوفي (النطاقي) في نصفي الدماغ. يلعب نسيج ليف الخلايا العصبية هذا دورًا في تحويل الذاكرة قصيرة المدى إلى ذاكرة طويلة المدى، وبالتالي حدوث عمليات التعلم.
ويلزم إجراء مزيد من الدراسات السريرية قبل الموافقة على استخدام طريقة "التحفيز العميق للدماغ" في علاج مرض الزهايمر.
وقال الباحث أندرياس هورن من قسم طب الأعصاب وطب الأعصاب التجريبي في شاريته برلين أن الطريقة "واعدة" في علاج والتخفيف من أعراض الزهايمر.
وبلغ عدد المصابين بالخرف في جميع أنحاء العالم عام 2019 حوالي 55 مليون شخص. تتزايد الأرقام باستمرار بسبب التطور العمري. وبلغت التكاليف الناجمة عن المرض بأكثر من 800 مليار يورو كل سنة. حسب dw
ماذا تعرف عن الزهايمر؟
أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا، وهو يصيب الكبار عادة، وهو مرض يؤثر على الدماغ ويؤدي إلى تراجع قدرة الشخص على ممارسة نشاطاته اليومية، وهو يبدأ ببطء ويشمل أجزاء المخ المسؤولة عن التحكم في الأفكار والذاكرة واللغة.
وكثير من الناس يخلطون بين الزهايمر والخرف، ويظنون أنهما مسمى لمرض واحد، ولكن هذا غير صحيح، فالخرف مصطلح عام يصف مجموعة من الاضطرابات التي تحصل لدى الشخص وتشمل تراجع وظيفتين على الأقل من وظائف المخ، كالذاكرة واللغة، أما الزهايمر فهو أحد أنواع الخرف وأكثرها شيوعا.
أخذ المرض اسمه من الدكتور الألماني "ألويس آلتسهايمر"، الذي وصفه في عام 1906، بعدما لاحظ تغيرات تشريحية في مخ امرأة توفيت بمرض عقلي غير معتاد، وشملت الأعراض فقدان الذاكرة ومشاكل في النطق.
ويحتفل العالم يوم 21 سبتمبر/أيلول من كل عام باليوم العالمي لمرض ألزهايمر، ويهدف لزيادة الوعي بالمرض والسعي لتخفيف آثاره الاجتماعية.
وعادة ما يصيب الزهايمر الأشخاص فوق عمر الستين عاما، ويبدأ في صورة أعراض خفيفة مثل النسيان ومشاكل في استعمال اللغة، ولكن مع تطوره فإن الأعراض تتفاقم، إذ قد لا يعود المريض قادرا على التعرف على أفراد أسرته، أو قد يواجه صعوبات في التحدث والقراءة والكتابة، كما قد ينسى كيفية القيام بالمهام البسيطة الروتينية مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة وكيف يمشط شعره.
آلية الزهايمر
التغيرات في الدماغ تبدأ قبل عقد أو أكثر من بدء ظهور الأعراض على المصاب.
يبدأ تجمع تكتلات غير طبيعية من بروتين يسمى "بيتا أميلويد"، وألياف مكونة من "بروتين تاو" في الدماغ.
مع هذه التجمعات والتراكمات غير الطبيعية تتراجع وظائف الخلايا العصبية في الدماغ.
مع الوقت تفقد الخلايا قدرتها على الاتصال والعمل.
في النهاية تموت الخلايا.
مع ازدياد الخلايا الميتة، ينكمش دماغ الشخص.
عوامل الخطورة
العمر، فمعظم حالات الزهايمر تحدث عند عمر 65 أو أكثر، ونصف الذين يبلغون من العمر 85 عاما أو أكثر يصابون بالزهايمر.
الجينات، فبعض الأشخاص لديهم تغيرات جينية نادرة، وهؤلاء يصابون بالزهايمر في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، أي في سن مبكرة.
وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، مثل الأب أو الأخ.
النساء أكثر عرضة للزهايمر من الرجال، وذلك لأنهن عادة يعشن لعمر أطول.
معاناة الشخص من الضعف الإدراكي المعتدل (mild cognitive impairment) قد تزيد احتمال إصابته بالخرف والزهايمر.
التعرض لرضوض أو إصابة في الرأس.
الخمول.
التدخين.
ارتفاع ضغط الدم.
ارتفاع الكولسترول.
داء السكري غير المتحكم به بشكل جيد.
نقص النشاطات الاجتماعية.
تناول حمية قليلة الخضار والفواكه.
بالمقابل فإن هناك عوامل قد تخفض مخاطر الإصابة بالزهايمر مثل:
الحصول على مستوى مرتفع من التعليم الرسمي.
عمل الشخص في وظيفة مثيرة.
التفاعل الاجتماعي المتكرر.
الأنشطة العقلية التي تحمل نوعا من التحدي مثل القراءة وممارسة الألعاب والألغاز أو عزف الآلات الموسيقية.
أعراض الزهايمر
النسيان، الذي يشمل المواعيد أو الأحداث أو المحادثات.
تكرار الجمل والأسئلة، إذ لا يعرف الشخص أنه قد قال هذه الجملة أو سأل هذا السؤال من قبل.
صعوبة في التعرف على الأماكن المحيطة، مما قد يؤدي إلى ضياع المصاب في أماكن كانت مألوفة له.
صعوبات في اختيار الكلمات للنطق والكتابة.
مشاكل في التفكير، مثل عدم القدرة على إدارة الحسابات المالية للأسرة ومتابعتها.
صعوبة في القيام بأمور مألوفة مثل ارتداء الملابس والاستحمام.
الاكتئاب.
تقلبات في المزاج.
الأوهام، كأن يعتقد المريض أن شيئا ما قد سُرق.
تغيرات في نمط النوم.
مضاعفات الزهايمر
مشاكل في الذاكرة.
صعوبات في التواصل مع المحيطين، فمثلا قد يكون المريض يعاني من ألم في بطنه لكنه لا يستطيع شرح ذلك لمن حوله.
عدم القدرة على العناية بنفسه، فمثلا لا يستطيع أخذ دوائه وحده.
صعوبات في البلع، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر أن يدخل الطعام أو الشراب إلى الجهاز التنفسي، وبالتالي إصابته بالالتهابات الرئوية.
صعوبات في التحكم بالمثانة، فلا يعود قادرا على التبول الإرادي.
زيادة مخاطر السقوط وبالتالي التعرض للكسر.
الوقاية من الزهايمر
لا توجد وسيلة مثبتة للوقاية من الإصابة بالزهايمر، لكن العلماء يقولون إن هناك عوامل قد تساعد في تقليل مخاطره، مثل:
التحكم في ارتفاع ضغط الدم.
علاج ارتفاع الكولسترول في الدم.
تخفيض الوزن والتمتع بوزن صحي.
التحكم في السكري.
ممارسة النشاط البدني والتمتع بالحيوية والنشاط.
النشاط الاجتماعي.
تنشيط العقل وتحفيزه، مثل ممارسة ألعاب الألغاز والأحاجي وألعاب الكلمات.
بعض الأبحاث الجارية حاليا تهدف إلى تطوير اختبارات تمكن الأطباء من معرفة الأشخاص المعرضين للمرض أو الذين ترتفع لديهم احتمالات الإصابة مستقبلا، وذلك بهدف البدء في التعامل مع حالاتهم مبكرا أو التركيز على عوامل الوقاية. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات