لا زلت أتذكر، عندما كنت صغيرة، لا أنام إلا على القصص والحكايات التي ترويها لي أمي .عندما أكملت الثامنة من عمري، وأوشكت على الدخول في سن التاسعة، كنت أعلم إني سأتكلف، لأن أمي طالما حدثتني عن هذا الموضوع .
ذات ليلة قالت لي: سأخبرك يا ابنتي بقصة البنات الخمس.
فقلت في نفسي ومن هن؟!.
قالت والدتي: كانت هناك خمس فتيات، تعيش كل واحدة منهن في بيت، الأخت الصغرى تشكو لأخواتها بحزن، عدم اهتمام أحد بها، وإن من يزورها قليلون، وإنها هي أكثرهن كرماً، وقضاءا للحوائج.
فقلت لأمي: مسكينة تلك الفتاة، لو كنت مكانهم، لزرتها كل يوم.
ابتسمت أمي وقالت: بإمكانك أن تزوريها!.
فرحت حينها؛ لكن، قلت كيف؟
فأجابت: أتعلمين من هن تلكم الفتيات؟.
قلت: كلا.
قالت: هن الصلوات الخمس .
والأخت الصغرى هي صلاة الفجر، التي قليل من الناس ما يهتمون بها، ولا يضحون بربع من ساعة، أو أقل من نومهم لأجل لقاء خالقهم !أليس المحب ينتظر لقاء حبيبه؟ فكيف بنا ونحن لا نجيب حبيبنا؟
أليس رب العزة (حبيب من لا حبيب له)؟.
واعلمي يا بنيتي، إن لك من الأجر ما لا يعد ولا يحصى، وإن ذنوبك تغفر إلى الظهر بدليل ما قاله رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وآله): "إن لله تبارك وتعالى ملكا يسمى سخائيل.. فإذا أصبح المؤمنون وقاموا وتوضؤوا وصلوا صلاة الفجر، أخذ من الله عز وجل براءة لهم، مكتوب فيها: أنا الله الباقي، عبادي وإمائي في حرزي جعلتكم، وفي حفظي وتحت كنفي صيرتكم، وعزتي لا خذلتكم، وأنتم مغفور لكم ذنوبكم إلى الظهر"*.
فقالت البنت: أعدك يا أمي بأنني لن أترك صلاة الفجر أبدا، وأحاسب نفسي على أدائها.
صدق من قال: شباب اليوم يرفعون الحديد والأثقال وإذا سمعوا آذان الفجر لا يستطيعون رفع اللحاف من فوق رؤوسهم.
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، وابدؤوا يومكم بأداء حق الله، من أجل إبتسامة تزرعونها على ثغر إمام زمانكم عندما يرى سجل أعمالكم.
#الصلاة راحة وعماد وحب لله وجهاد، وفقنا يا رب لأدائها على أكمل وجه .
اضافةتعليق
التعليقات