الكتاب: أفكار وُجدت لتبقى
الكاتب: شيب هيث ودان هيث
الفئة: تنموي – تدريسي
عدد الصفحات: 311
يطرح هذا الكتاب السبل والآليات لترسيخ الأفكار على المدى الطويل ويشرح طبيعة الأفكار التي تصمد وتُبنى وتنتقل من جيل لآخر كبعض الأمثال الشعبية والقصص الخيالية وغيرها، وكذلك يركز الكتاب على كيفية بذر حب الاطلاع والفضول ويقدمها على طبق من ذهب لمختلف صناع المحتوى سواء الكُتاب وصانعي الأفلام وكاتبي السيناريوهات والأكاديميين والعاملين في السلك التدريسي وحتى الخطباء وكل من يريد أن يقف أمام جمهور ليقدم معلومة أو فكرة محددة وأنصح كل من يعمل بهذه التخصصات قراءة هذا الكتاب وأخذه على محمل الجد.
قدم دراسة مبسطة عن أذهان المتلقين من القرّاء والمشاهدين والمستمعين والجماهير بمختلف أسباب تجمعها والكيفية التي تعمل بها عقولهم ومفاتيح السيطرة عليها وتقييدها بيد صانع المحتوى حتى نهاية الفكرة المراد إيصالها.
وقدم الكاتبان دليلاً سهلاً مكون من ستة عناصر لابد أن تكون ضمن المحتوى المصنوع في العصر الحديث وهي (بسيط، غير متوقع، ملموس، ذات مصداقية، عاطفي، وجود قصة) إضافة إلى خطوتين رئيسيتين هما إيجاد الفكرة الأساسية واستخدام العناصر الستة في طرحها.
أولاً البساطة
إن البساطة هي مفتاح للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وذلك لأنها تقرب الفكرة لمختلف التخصصات والأشخاص المتواضعين فكرياً وثقافياً لكن هذا حتماً لا يعني ضياع الفكرة على حساب تبسيطها إنما استخدام أسلوب السهل الممتنع أي بمعني طرح فكرة مهمة وجديدة بلغة سهلة وواضحة ويمكن الاستعانة بالأمثال الشعبية كما إن القاعدة الذهبية هي النموذج النهائي للبساطة: بيان من جملة واحدة عميق لدرجة أنه في إمكان الفرد تمضية حياته في تعلم كيفية العمل بها، كما ويمكن الاستعانة بالمخططات الذهنية خاصة ونحن في عصر الصورة.
ثانياً عدم التوقع
إن عنصر المفاجئة يحفز النشاط الدماغي للإنسان ويؤدي إلى زيادة حس التنبيه وسبب في التركيز وهو أحد المفاتيح المهمة لكي نلفت انتباه الجمهور إلى ما نريد تقديمه وكيف نحافظ على اهتمامهم واثارة فضولهم المعرفي عبر انتهاك توقعاتهم ونكون مناقضين لحدسهم بمعنى أن نفتح ثغرات جديدة في أفكارهم ونقوم بإعادة تعبئتها من جديد بما نريده.
ثالثاً إضفاء الطابع الملموس
أي جعل الفكرة قريبة من الواقع من خلال التشبيهات القريبة للأذهان وتقديم خطوات ملموسة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ومحاولة أدائها بشكل أو بآخر من خلال فيديو توضيحي أو سبل أخرى، فإن الكثير من الأفكار لفقدانها عن هذه النقطة تنحرف عن مسارها المحدد والمطلوب فتكون ملتبسة لدرجة فقدان معانيها فالأفكار الراسخة تكون عادةً مليئة بالصور الواقعية الملموسة فالتحدث بالشكل الأقرب للواقع هو ضمان بجعل أفكارنا تعني الشيء عينه لجميع جمهورنا.
رابعاً المصداقية
كيف نجعل الناس يصدقون أفكارنا؟ إن محاولة إقناع جمهور مشكك بتصديق أي رسالة جديدة هي عملية شرسة جداً تتطلب الكثير من الحيثيات منها تضمين الفكرة بالإحصائيات والمراجع الرصينة والأسانيد الموثوقة هذا بعد تحديد المرجع لذلك التخصص بشكل دقيق كما أن لقوة التفاصيل سطوة على الجمهور والبرهان الرياضي سيكون أقرب للأذهان واقتباس شيء من الواقع أي التفاصيل الحية قد يكون أكثر اقناعاً.
خامساً عامل العاطفة
إنَّ أكثر من 99% من الناس عاطفيين ويمكن إدخال الأفكار إلى قلوبهم ومن ثم عقولهم عبر بوابة المشاعر ويحتل الشعور بالأمان المركز الثاني من هرم ماسلو أحد أكبر علماء النفس الذي حدد محفزات العمل ومبادئ الحياة للكائن البشري كما أن توفير الأمان على مستوى الفرد يجعله أكثر عطاءً وتوافقاً مع الفكرة كما ذكر الكتاب (إذا نظرت إلى الحشد، فلن أعمل أي شيء على الاطلاق لكن إذا نظرت إلى الفرد، فسأعمل) وهذا واقعي جداً فالفرد بإمكانه مساعدة الفرد لكن الفرد لن يستطيع مساعدة الحشد فإن توجيه الرسالة لابد أن تكون خاصة لفرد أو جهة محددة وتُحكى بأسلوب عاطفي قصصي لاستثارة المشاعر من الفرح أو الحزن فالإنسان إذا نسى الفكرة فلن ينسى الشعور.
ساساً القصة
إنَّ القصص هي الطريقة المثلى والأكثر فعالية للتعلم وهي تظهر كيف أن الإطار العام للأحداث قد يضلّل الأشخاص ويدفعهم إلى اتخاذ القرارات الخاطئة وهي تسلط الضوء على العلاقة السببية بين الأشياء التي لم يلاحظها الأشخاص سابقاً، وهي تركز على الطرق المختلفة غير المتوقعة والغنية التي تحّل الناس مشاكلهم بواسطتها ومن ناحية أخرى إن القصة تلقن دروساً عدة وتعلم الأشخاص كيف يركزون ليتمكنوا من تشخيص المشكلة وتوجيه التفكر لحلها.
إنها العناصر الستة للأفكار الناجحة، المتكاملة والصامدة وهي كالتالي: قصة بسيطة غير متوقعة وملموسة وذات مصداقية ومثيرة للمشاعر والعواطف.
اضافةتعليق
التعليقات