من أقدم الأيام العالمية قبل ظهور هذه الأيام الأخيرة التي باغتت السنة وبشكل كبير لكن عيد العمال كان الأقدم وله تقدير كبير في العراق حتى أنهم صرحوا بعطلة رسمية للطلبة والمدارس والعمال في كل دوائر الدولة ومن هنا لابد أن نقدر الطالب الموظف الذي يعمل بدوام جزئي سواء كان طالب مدرسة أو طالب جامعة فالعمل مع الدوام الدراسي الذي يتطلب جهد ذهني كبير وتركيز عالٍ وساعات نوم كافية لكن الظروف أو الإرادة جعلت من البعض يكون لهم الحصة الأكبر من الجهد وعلى قدر من المسؤولية ليتعايشوا مع تنوع الضغوطات سواء ضغوطات العمل أو الدراسة ويجب أن يوفقوا بين الاثنين.
لو تمعنا قليلاً في حياة هؤلاء الأشخاص نرى أنهم ملتزمين في عدة التزامات ومستواهم الدراسي أعلى من أقرانهم أو أعلى من المتوسط الطبيعي كما أن تنظيمهم للوقت أفضل من غيرهم كون انتاجيتهم أكثر وأفضل، إضافة إلى أن العمل يربي شخصية الانسان ويعلمه التعامل مع الحياة وصعوبتها، ويوجد نقطة مهمة لابد من التركيز عليها؛ أن الطالب الموظف سيعرف قيمة المال ويقدر الجهد المبذول في الحصول عليه بالتالي فإن انفاقه سيكون بشكل أدق وأفضل بدل أنفاقه على التفاهات غير المفيدة التي ينفقها غيره من زملائه وبذلك يقدر جهد أبويه في سبيل ايصاله لهذه النقطة وكي يشتد عوده وكم عود انطوى في سبيله.
وجدير بالذكر اكتسابه للعقلية الاستثمارية وتكوين طموحات مالية معينة وتكوين شبكة علاقات وغرس حب التعلم وتطوير مهاراته بهدف الحصول على وظيفة أفضل براتب أفضل وتكوين رأس مال لفتح مشروعه الخاص وأرى أن سنوات الجامعة فرصة ذهبية في اكتساب مهارات وتكوين مهارة تخصصية مطلوبة في سوق العمل وذات دخل يغطي تكاليف معيشة شخص واحد أو حتى عدة اشخاص ومن جملتها (التصميم الفوتوغرافي، التداول، المونتاج، مونتاج مقاطع الفيديو، العمل بالأمور الفنية الدقيقة كالتصوير والإخراج التلفزيوني).
إضافة إلى أن الشخص ذوي المهارات المتعددة مطلوب وظيفياً فسنوات الجامعة يمكن للشخص صناعة أيقونة مهارات فحين يسألون من أفضل مصمم؟ ينادون باسمك وهكذا بالنسبة لبقية المهارات فالعمل وسيلة لاكتسابها قد تبدأ بكونك عامل بسيط براتب متواضع بصعوبة يسد رمق العيش لكن بالاستمرار والجهد والمثابرة على نفسك ستصل لذلك المكان الذي تريده وتصبو اليه المسألة تتعلق بكمية جهدك ومدى طموحك وهل ستفضل قيلولة ما بعد الظهيرة على أن تصنع لنفسك كيان واستقلال مادي؟.
جميعنا نحب قيلولة ما بعد الظهيرة بعد دوام جامعي دراسي مجهد ذهنياً وسهر الليل كي نكمل مادة الامتحان فالبعض يعود للبيت ليدخل في غيبوبة إن صح التعبير وآخرين طموحهم بأن يصنعوا تغييراً في حياتهم وعوائلهم، فبين الدراسة والعمل يظهر كم هائل من الأبطال الذين يجاهدون في سبيل الوصول فهم على ناصية الحلم يحاربون.
اضافةتعليق
التعليقات