في التاريخ يوجد هناك اشخاصا اهتدوا في حقبة ما ، يقال لهم المستبصرون وفي هذا الزمن هناك مؤسسات خاصة تتباحث مع المستبصرين و تتحقق عن كيفية اعتناقهم الاسلام و كل ما يخص صلتهم بالدين و تأرشف بعض المعلومات عنهم . احد هؤلاء المستبصرين القدامى شمعون بن لاوي الذي استسلم بواسطة النبي صلى الله عليه واله و اعتناقه الاسلام لم يحدث بالزور و المحاربة أو بواسطة المعجزات كشق القمر و اخماد النيران و…بل بواسطة المعرفة لا نملك عنه معلومات كثيرة في كتبنا ولا يهم ذلك ولكن ما يهمنا الدرس الذي ناخذه من قصته فقد غرق في بحر علم و عطف و رحمة النبي صلى الله عليه واله : شمعون كان راهبا وكان لديه مجموعة من الاسئلة يتشرف بزيارة النبي صلى الله عليه واله و بعد أن يجيب الرسول صلى الله عليه وآله على أسئلته يقول:قد شفيتني من العمى! هناك قائمة طويلة من الأسئلة ولكن نشير إلى سطور من جواهر النبي صلى الله عليه واله . في الظاهر ان الكلام اجابة لأسئلة شمعون و لكن هذه الكلمات هي موجهة لكل واحد منا في كل زمان ومكان قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا شمعون إن لك أعداء يطلبونك ويقاتلونك ليسلبوا دينك من الجن والإنس، فأما الذين من الانس فقوم لا خلاق لهم في الآخرة ولا رغبة لهم فيما عند الله، إنما همهم تعيير الناس بأعمالهم، لا يعيرون أنفسهم ولا يحاذرون أعمالهم، إذ رأوك صالحا حسدوك وقالوا: مراء، وإن رأوك فاسدا قالوا: لا خير فيه الأعداء ليس فقط من يرفع في وجهنا السلاح ويسعى لقتلنا بل هناك صحبة تحاول قتلنا بواسطة ابتعادنا عن الله و زرع اليأس في قلوبنا بواسطة كلامهم ربما يكون هذالعدو من أقرب الأشخاص الينا فكل من لارغبة له فيما عندالله و يبعدنا عن الله سيندرج في لائحة العدو وأما أعداؤك من الجن فإبليس وجنوده، فإذا أتاك فقال: مات ابنك، فقل إنما خلق الاحياء ليموتوا وتدخل بضعة مني الجنة، إنه ليسرني، فإذا أتاك وقال: قد ذهب مالك، فقل: الحمد لله الذي أعطى وأخذ وأذهب عني الزكاة، فلا زكاة علي ، وإذا أتاك وقال لك: الناس يظلمونك وأنت لا تظلم، فقل: " إنما السبيل - يوم القيامة - على الذين يظلمون الناس " " وما على المحسنين من سبيل"، وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر إحسانك، يريد أن يدخلك العجب فقل: إساءتي أكثر من إحساني، وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر صلاتك، فقل: غفلتي أكثر من صلاتي، وإذا قال لك: كم تعطي الناس، فقل: ما آخذ أكثر مماأعطي الحديث طويل وفي كل كلمة شرح جميل لهذه السطور ولكن بعد قراءة هذه النصوص ندرك دقة النبي صلى الله عليه و آله و تأثيره على المجتمع حيث يكشف الغطاء عن العيون و يركز على المبادئ و المعايير الغريبة و يسوق المجتمع إلى الانشغال بأنفسهم بدلا من التدخل في أمور الآخرين استبصر شمعون و قد اسلم معه جماعة ممن حوله معه ببركة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله وها نحن اليوم نقرأ تلك السطور و ندرك أهمية العقل والبرهان و كيف باستطاعة المعرفة إنقاذ الإنسان من الظلمات إلى النور سلام على من بعث رحمة للعالمين وجعلنا أحرارا.
اضافةتعليق
التعليقات