"كنت ألوذ بصمت حزين ينزف قلبي ألما دون أن أطلق العنان لمدامعي بأن تفيض, كبت بداخلي صرخاتي فلم يكن بمقدوري أن أغير القدر الذي كتبه الله لي, كان قرار زوجي أقسى ألم عانيته في حياتي حينما قرر الاقتران بإمرة أخرى كوني لم أنجب له طفلا بعد زواج دام عشرة سنوات.
قضيت سنوات وانا بخدمة الامام الحسين (عليه السلام)، كنت كلما قرأت في مجالس العزاء اسأل الله ان يرزقني بالخلف الصالح بحق مصيبة الحسين (عليه السلام) ويمر العام تلو الآخر دون امل منشود حتى حسم زوجي قراره بالزواج وهنا انطلقت أحزاني لربما ليس لأنه سيتزوج فقط بل لأني كنت أريد أن أصبح اما فكان الشعور بالنقص لا يبرحني والحزن لايفارق محياي.
وفي صباح مولد الإمام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان زارتني احد جاراتي تطلب مني أن أقيم لها محفل بالمناسبة, لكني رفضت لسوء وضعي النفسي طلبت منها ان تعذرني إلا إنها أصرت, امتثلت لطلبها بعد الحاحها, في ذلك المساء كنت أتغنى فرحا بمولد الإمام وبداخلي ألم يعتصرني، في تلك اللحظات طلبت من الحسين (عليه السلام) ان يرزقني بطفل بحق تلك الولادة الميمونة ومضى شهرين وتأكدت من حملي وعدل زوجي عن قراره وأنجبت طفلي الأول".
كانت هذه بداية قصة (أم طفوف) وهي قارئة حسينية، تابعت حديثها قائلة: "في يوم ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) ولد لي عمر جديد, كانت فرحتي بطفلي الاول لا توصف مهما تحدثت, اصبح لدي الان ثلاثة اطفال وفي كل عام اذهب لتلك الجارة في بيتها اقيم محفل بالمناسبة بدون اي مقابل حتى اني اشتري الزينة والحلويات والمعجنات والعصائر وحتى الهدايا للأطفال, لأحيي تلك المناسبة التي كانت سر سعادتي".
هذه هي كرامات الحسين (عليه السلام) في يوم مولده اذ يقصده آلاف الزائرين لإحياء ذكرى ولادته, فما أن تدخل مدينة كربلاء حتى يستيقظ في نفسك ضوء من الإيمان وتهفو روحك للوصول سريعا إلى سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين واخيه العباس "عليهما السلام" للتبرك بعظمة ذلك المكان الذي يعد قطعة من رياض الجنة, فنرى حشود من الزوار تتوافد بين الامامين من مختلف محافظات العراق ومختلف الدول الاسلامية.
(بشرى حياة) تجولت بين الزائرين والعوائل لتنقل افراحهم بحلول شهر شعبان شهر الافراح والمسرة بولادة اهل بيت الرسالة والنبوة..
نبراس محمدي
شعور جميل هو أن تتجول بين ازقة المدينة حيث البهجة والسرور هذا ما استهلت به مروة عقيل كلامها: "ان مدينة الحسين عليها السلام عشقي الازلي حتى بعد زواجي لم تتغير عادتي التي سريت عليها منذ سنين خلت بحضور مراسيم ولادة اهل البيت عليهم السلام, ابتدائا من ولادة الامام الحسين (عليه السلام) الى امام العصر والزمان الامام المهدي (عليه السلام) هكذا اعتادت امي ان تجمعنا في بيتها لنقيم محفل بيننا.
بينما قال الشاب سالم: "قبل عامين اصريت ان اقيم يوم زواجي بيوم ولادة الامام الحسين (عليه السلام) تبركا بالولادة الميمونة, وقد رزقني الله في العام الماضي بأبنتي سكينة في نفس اليوم حيث اعتدت في كل عام من التاريخ الهجري ان احتفل بيوم ولادة الامام الحسين (عليه السلام) وعيد زواجي ومولد ابنتي سكينة".
ختم حديثه :"انا سعيد بهذه الصدفة التي جمعت اجمل المناسبات في حياتي".
ومن جانبها قالت بنين حسين طالبة معهد: "ان ابي يرفض رفضا قاطعا ان نقيم اي مباهج احتفال في بيتنا منذ استشهاد اخي الا اني اذهب لزيارة المرقد الطاهر واحضر مراسيم الاحتفال في العتبتين المقدستين".
وتشير ام مصطفى الى ان "مراسيم الفرح والاحتفال بمولد اهل البيت عليهم السلام في البيوت وفي كل مكان اندلعت بعد سقوط النظام بسنوات حينما استتب الامان في المدينة وذلك يعود الى ضعف الحالة المعيشية انذاك".
وتضيف: "اما الان فالكثير من العوائل تقيم الاحتفال في بيوتهم معلنين بذلك فرحهم بهذه المناسبة التي يسعد بها كل موالي لاهل بيت الرسالة, وقد اعتدت ان احضر هذه المراسيم في العتبة الحسينية المقدسة لانها تعشق نفحات ذلك المكان اكثر من الاحتفال في البيت او حضوره عند الاقرباء او الاصدقاء".
ولادة أقمار الهداية وأنوار الولاية
وشاركنا الشيخ عبد الرزاق محمد علي في هذه المناسبة قائلا: "ان الثالث والرابع والخامس من شعبان ولادة أقمار الهداية وأنوار الولاية, حيث تميز يوم الثالث والرابع والخامس من شعبان المعظم بولادة رجال كانوا من التأريخ عظمائها ومن الإسلام أبطاله من سلالة سيد المرسلين ومن صلب سيد الوصيين أولهم سيدهم بدمه أُرخت البطولة، وبمواقفه صح إعوجاج الدين وبقائه غضاً طرياً وهو سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام وثانيهم رجل عرف بالإيثار وتميز بالشجاعة وبالصمود العقائدي العظيم واشتهر كونه باب الحوائج وهو أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام.
وثالثهم عرف بالعبادة وجمال الإمامة، كان دأبه التهجد والدعاء وبجسد تميز بثفنات عرف بها وروح متعلّقةً بالمحل الأعلى وهو إمام المسلمين وسيد الساجدين وزين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام".
واضاف محمد علي: "في هذه المناسبة نرفع اسمى ايات التهاني والتبريكات الى مقام سيدي ومولاي الحجة بن الحسن سلام الله عليه, والى مراجع الدين العظام, والى جميع المسلمين, فبرغم ما نمر به من حروب وسيل دماء لاينتهي الا ان لكربلاء رخاء يلوح في الافق لكل الوافدين اليها لاحياء مباهج الايام الشعبانية. أسأل الله ان يديم علينا افراحنا وان تحيي ذكرى ال محمد (عليهم السلام) في كل الطقوس سوى ان كانت عزاء او افراح".
اضافةتعليق
التعليقات