مع قدوم شهر رمضان المبارك ينبغي تدريب الأطفال على الصيام وتعتبر من أكثر الأشياء المحيرة والمربكة للآباء والأمهات خاصة حين التفكير في الطريقة التي يمكن أن يتبعونها لتشجيع الأبناء على ذلك.
بينما نجد أيضا هناك من يعترض على صيام أبنائه ويدعون أنهم لا زالوا صغاراً،
ويرى عُلماء المسلمين أنَّه يمكن للآباء تدريب أولادهم على الصيام في "سن الإطاقة" أي حينما يستطيع الطفل جسديًا تحمُل الصيام، وقد حدَّه بعض العلماء بسن العاشرة.
كيف نعود اطفالنا على الصيام؟
أثبتت الدراسات النفسية أن تشجيع الطفل على الصيام يؤدي إلى اكتساب عادات غذائية وروحية وأخلاقية، تستمر معهم إلى آخر العمر... وعلى الوالدين شرح القيم الدينية والروحية لشهر رمضان لطفلهم حتى يدرك الحكمة من الصيام، ويعرف أهميته... وليزرعوا فيه احترام تعاليم دينه وسنة نبيه وتطبيقها على الوجه الأكمل ويجب أن يكون تدريب وتعليم الطفل الصيام بالتدريج، بحيث يجب أن يسمح للطفل الصغير جدا بالافطار في منتصف النهار، إذا لوحظ عدم قدرته على المواصلة، على أن يتأخر موعد افطاره بالتدريج وصولا إلى الصيام حتى المغرب.
وهذه خطوات علمية ونفسية تساعد الآباء على اعتياد أبنائهم على الصيام.
• الأم والأب هم الأكثر دراية وقدرة في الحكم على مقدرة الصغير، فحينما يذهب إلى المدرسة ويعود لكم ساعة يستطيع الانتظار حتى يشعر بالجوع والعطش.
• من الخطأ الانتظار حتى يبلغ الابن أو الابنة سن البلوغ ونأمره بالصيام لأنه سوف يجد في ذلك مشقة إن لم يكن مقدمات لذلك .
• التدريب متى رأت الأم في طفلها أو طفلتها المقدرة من حيث الوضع الصحي والبنية الجسدية تطلب منها أن تصوم ولو ساعات.
• خلو الطفل من الأمراض وعدم تعاطيه لأي أدوية يشجع الوالدين على تعويد وتدريب الصغير على الصيام.
• يصوم الطفل في أول سنة ثلاثة أيام .
• يصوم في السنة القادمة أسبوعاً.
• ويصوم في السنة الثالثة نصف الشهر.
• ويصوم في السنة الرابعة الشهر كله، وهكذا يكون التدريج في الطاعات.
• فإذا ما جاء وقت البلوغ أي التكليف الشرعي يكون الطفل قد تدرب على الصيام ولم يعاني من المشقة.
• المهم في الأمر أن يطيق الصيام؛ ولكن علينا أن نتذكر أن هذا من باب التقرب إلى الله، والتقليل من المشقة على الطفل لأن الرسول صلى الله عليه وآله سلم قد قال: رفع القلم عن ثلاث: عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق"..
• عدم مقارنة الأولاد ببعضهم البعض فلان ابنه صائم وأنت لا .. هذه الأساليب تجعل الطفل يكره العبادة .
وفيما يلي بعض النصائح لتدريب طفلك على الصيام وهي كالتالي:
_ العصائر الطازجة والخضروات َالفواكه.
- تشجيع الطفل على الصيام في رمضان خلال الأسبوع الأول بنظام عدد الساعات الأقل، ثم الزيادة في عدد الساعات.
- ليس شرط أن يصوم من الفجر إلى المغرب في أول رمضان والزيادة في عدد الساعات حسب قدرة الطفل الصحية. التشجيع طوال فترة الصيام والثناء عليه، وأنه مميز وقوي الإرادة.
- فسّري له معنى الصيام وفوائده، من خلال القصص وإشراكة في عمل ماكيت لمسجد أو زينة رمضان، وإشعاره باللهجة وإعطاء مصليه خاصه به، ونخصص لهم مكان على شكل مسجد في البيت.
- تكريمه وقت الإفطار وتقديم له مكافئة مادية أو معنوية على أداء الوقت المحدد له في الصيام .
وتقديم وجباته المفضلة عند إفطاره، وعدم مقارنته بمن هم يصومون وقت أكثر؛ فلكل طفل طاقة وقدرات صحية مختلفة.
- تعزيز مراقبة الله عز وجل والحث على عمل الخير والصدقات وتوزيع وجبات غذائية بنفسه على الفقراء َوالجيران.
- استغلال وقته فيما يفيده وقت الصيام حتى لا يشعر بالجوع أو العطش، مثل الألعاب البسيطة دون إجهاد، وإعداد المائدة وعمل عصائر، أو مشاركته في عمل أنواع بسيطة من الطعام حسب عمره.
- مشاركته للأنشطة الرمضانية تهيئه نفسيا للصيام، وإذ بدأ الطفل صيامه بساعة فقط يتم تشجعيه.
- تجنب مشاهدة أخوته الأصغر منه وهم يأكلون أمامه حتى لا تضعف إرادته.
_ تحدث معه عن فضائل الصيام: فهو سبب مهم من أسباب دخول الجنة، وأنَّ في الجنة بابًا يسمى"الريان" يدخل منه الصائمون.
- التحفيز المادي والمعنوي: شجعه على الصيام بأنَّ تقولي له بأنَّ الصوم "للناضجين" سيفرح، وقومي ببذل الجوائز التي تدفع له كل يوم أو كل أسبوع، أو قومي بتحضير ما يشتهيه من الطعام. وامدحيه واثني عليه أمام الأقارب عند الإفطار وعند السحور، ولا تذكر المدة التي قام بصيامها لرفع معنوياته.
-ابتعد عن التأنيب ومعايرته بدعوته بـ"فاطر" إذا ما تخلف عن الصيام أو صام للظهيرة، ولا تسمح لأحد أن يفعل ذلك معه.
- الصلاة: درب طفلك على الصوم الصحيح، فلا صيام بدون صلاة حتى لا يتعود على ذلك.
- التدرج: عوده على صيام بعض النهار مع زيادة المدة تدريجيًا.
- تأخير السحور: ففي تأخير السحور إلى آخر الليل إعانة لهم على صيام النهار.
- صحح له المفاهيم الخاطئة: فالصوم ليس مجرد جوع وعطش؛ ولكنَّه يشمل البُعد عن كل ما يغضب الله -عز وجل- والتحلي بمكارم الأخلاق بألا يتشاجر مع إخوانه، أو يكذب، أو يشتم، أو يخاصم غيره.
- الإفطارمع العائلة وإن لم يصم اليوم بأكمله: احرص على أن يُفطر مع العائلة وقت المغرب على أن تكون وجبة الظهيرة وجبة صغيرة.
- اسمح له بأن يدعو أصدقائه للإفطار معه يومًا ولو حتى خارج المنزل.
من الأمور الحسنة في التربية أن نحفز الأطفال على الصيام منذ صغرهم ونعودهم عليه؛ فيمكنهم أن يصوموا نصف مدة الصيام المقررة شرعًا ثم الصيام ليوم كامل وافطار اليوم الذي بعده، وذلك حسب طاقتهم واستطاعتهم.
إنه بذلك يسهل عليهم الصيام عندما يكلفون به؛ لأنهم تعودوا على حب عبادة الصيام منذ صغرهم فيحرصون عليها بأنفسهم عندما يكبرون ولا يضيعونها.
اضافةتعليق
التعليقات