من المتعارف عليه أن مجموعة الأفكار منها الداخلي والخارجي، تشكلت إما بناءً على مجموعة من التصورات بحسب عقلية وتفسير الشخص وهو التشكيل الداخلي، ومجموعة تجارب واعتقادات ومعتقدات وأفكار ورؤى يسمعها ويتأثر بها وهو التشكيل الخارجي.
وللفكر تأثيرات عديدة وهو السبب والمحرك للسلوكيات والتصرفات، ومن ضمن هذه الأفكار التي نتعامل وفقها مع شريك الحياة ونبني عليها المؤسسة الزوجية، فهناك من يرى أن الزواج ربح أو خسارة، فإن اعطيت أو سامحت ستكون خاسرا أو أخذت وتحقق ما تريده فأنت الرابح، من دون مراعاة ظروف ودرجة قابلية الآخر.
ومنهم من يتعامل وفق فكرة أن الشريك أداة للمساعدة والوصول فكما يوضع البنزين والدهن للسيارة لتقوم بمهامها ينظرون للشراكة الزوجية كذلك، وعليه يترك متى ما توفر الأفضل منها.
كما نرى في الآونة الأخيرة الكثير ممن يعتبرون الزواج عبارة عن حلبة ملاكمة، وكل واحد يلقي اللوم والمسؤولية على الآخر، ويشب الشجار بطحن بعضهم البعض غير مبالين بمشاعر وأحاسيس الآخر ومدى تأثير الكلام الجارح الذي يصدر منهم، ويعتبرون التنازل أو السكوت استغلالا لهم، وما يهمهم أن يكونوا هم المنتصرون دون أن يعطون فرصة لمراجعة أنفسهم أو وقت للتفكير بطريقة معالجة الخلاف أو كيفية عدم تكراره.
وللأسف هذه الافكار بدأ يروج لها الكثيرون في مواقع التواصل الاجتماعي ويحاولون ابرازها كأنها الطريقة الأصح والأفضل، ونقرأ هنا وهناك منشورات تؤيد عدم المسامحة أو التنازل كأسلوب ناجح، ويعد أحد الأسباب المؤثرة كثيرا على المتزوجين، غير واعين أن الشركاء في قارب واحد، وعلى الاثنين أن يتعاونا حتى لا ينقلب بهما المركب ويغرقا، وجميع المعادلات تقسم عليهم خمسين في خمسين، إذا كان التسامح أو الحب أو الاهتمام، وحتى لو زاد أحدهم عن الآخر بقليل من الحب أو التسامح أو الاهتمام، فيتوجب على الآخر أن يقدر ويحترم هذا العطاء.
إن العلاقة المتينة تبنى وتتطور على العدالة، فيما تكون هشة ومتهالكة وآيلة للسقوط لو كان الطرفين يتعاملان وفق مبدأ من هو الخاسر ومن هو الرابح في الحقوق والواجبات.
ينصح العارفون أن مع كل مشكلة لو يفكر المتزوجون في الأشياء الجيدة التي قدمها شريك الحياة والأوقات الجميلة ستهدأ ثورة الغضب ويسيطر على انفعالاته، وبهذا يستطيع أن يحسب حساب الكلام الذي يقوله حتى لا يجرح أو يتجاوز، فيما تكون أبسط الخلافات كالبركان المدمر عندما يكون التعامل وفق فكرة من هو المهزوم أو المنتصر.
غيّر فكرتك عن الزواج ستتغير تصرفاتك وسلوكياتك، فمن يرى الزواج هو رابط مقدس مبني على المودة والرحمة، وأنه تزوج من أجل الاستقرار النفسي والعاطفي والعائلي والمادي، ومن أجل ان يعطي الحب والاهتمام حتى يأخذ بالمقابل حب واهتمام، سيكون نمط الحياة صحي وايجابي، وبناء أسري متين وقوي يرضي الله تعالى ويكون قدوة ونفع لمجتمعه.
اضافةتعليق
التعليقات