• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أنثى الشرق.. عطاء لا ينضب

مريم حسين العبودي / الخميس 16 آذار 2023 / حقوق / 1718
شارك الموضوع :

لا تتوقف هذه العملية المجتمعية التي لا تمت للعدالة بصلة بمجرد انتقادها أو الكتابة عنها

تُجبل الأنثى في المجتمعات الشرقية والعربية على وجه الخصوص من خلال تربية الأسرة الصغيرة والكبيرة والأقارب والأباعد والمجتمع بشكل عام على تأطير أنوثتها وفق معايير مُقررة من قِبل المجتمع. وخلال مسيرة حياتها الكاملة يجب أن تكون في سعي دائم لوضع إشارة (تم) أمام كل نقطة من هذه المقاييس لكي تحصل على الرِضا لمباركة تمام أنوثتها ليس بنظرها بل بنظر هذا المجتمع ومن فيه من كبيرهم حتى صغيرهم.

البشرة البيضاء الناصعة، الشعر الكثيف بالطول الفلاني، الوزن الذي لا تكون فيه نحيفة جداً ولا بدينة جداً، بل القوام الذي يجعلها محل إعجاب وإبهار للجنس الآخر مما يحقق لها الفرص الأكبر والأفضل للاقتران. إضافةً لشكل العين وكثافة الحواجب والرموش واكتناز الشفتين والوجه المشدود والشباب الدائم والبشرة الصحية اليانعة والنظافة الدائمة والمزاج البنفسجي المستمر واليد الحريرية والأظافر اللامعة والقدمين الناعمتين مثل أقدام الأطفال. ناهيك عن مثالية السلوك والحفاظ على مستوى واحد للصوت واعتماد ابتسامة خفيفة لا هي بالضحك الذي يُفقدها وقارها ولا هي معدومة تجعل من ملامحها تميل للكآبة، والخجل والحياء الذي لا يرافقه ضعف شخصية، بل خجلٌ مع مستوى من الثقافة والجرأة (المهذبة) وقول كلمة الحق والدفاع عن النفس وأن تكون واعية قارئة تفقه في السياسة والاقتصاد وآخر أخبار الكوكب شريطة أن لا تخوض نقاشات تُدخلها في أمور (تخص الرجال)، عليها الحفاظ على محدودية في الفهم بحيث يمكنها دائماً أن تعود للحديث عن طريقة سلق البقوليات وكيف ينتفخ الكيك بطريقة مثالية.

ورغم كل ما هي عليه من شخصية واثقة، يجب أن تكون شديدة الحذر كيلا يُقال أنها سليطة لسان ووقحة (وفي كل الأحوال سيُقال عنها ذلك، وسنجد جماعة تصفق لها وجماعة تذمها). ومع توفر كل هذه المواصفات الذهبية يجب أن تتعلم متى توقف هذه المزايا وتفعّل ميزة الرضوخ والاستسلام والطاعة، وأن تعرف مع من تكون لبوة صُلبة ومع من تعودُ قِطة صغيرة وديعة ترعبها إشارة صغيرة باليد!.

وعلى الجانب الآخر، الجانب الرجوليّ الشهم، نجدُ الرجل يتربى منذُ سنته الأولى على أنه لا (يُعيبه شيء) وهذه القاعدة سوف تستمر معه طوال عمره اللاحق، وهي القاعدة التي سيؤسس عليها حياته كلها، ليصل لمرحلة أن يعتبر حتى الدمع الذي هو ماءٌ يخرج بشكل فطري من العين وقتما يحزن أو يفرح أو لأي سبب آخر، نقيصة وتقليل من رجولته.

يتعلم الرجل القوة والبأس، وأنه مهما توافرت فيه أمور مُعيبة أو نقائص فهو كاملٌ بذكوريته، لا شيء يمكن أن ينتقصُ منه أو يُغير حقيقة كونه ذكر له الأولوية في العيش بالطريقة التي يُحبها. لا يُعاب الرجل على شكل جسده أو وجهه، لا يُطالب بمعايير دقيقة من النظافة والعناية بالذات، مهما كان جسده غير صحي ويجر معه أرطالاً من الشحوم فلا يضيره ذلك، فهو لديه القدرة على اختيار الفتاة التي تعجبه والتي بدورها سترضى به كما هو، لأن أمها علمتها أن الرجل يمكن أن تربيه الأنثى من جديد! يمكن أن تعلمه كيف يعتني بنفسه وتهيأ له البيئة والأجواء ليعود طفلاً من جديد ويتربى من قِبل امرأة جديدة على قواعد النظافة والترتيب!

(ابنك كما تربيه وزوجك كما تعوديه) المثل الشعبي الذي يؤسس عوائل ومجتمعات وتقوم عليه أمم كاملة، حيث تستمر عملية عطاء المرأة منذ سنين وعيها في منزل العائلة وحتى الزواج ثم الإنجاب، عملية تربية مستمرة، عطاءٌ مغري يجعل الرجل يتوقف عن تنشئة نفسه كإنسان سوي بدعوى أنه سيتزوج ويجدُ من تعتني بأدق تفاصيله.

لا تتوقف هذه العملية المجتمعية التي لا تمت للعدالة بصلة بمجرد انتقادها أو الكتابة عنها، بل ينبغي إحداث تغييرات جذرية تستمر للأجيال والقرون القادمة، فمن يدري كم جيل سيأتي بعدنا وكم عادة مجتمعية ظالمة ستوّرث! أمهات ونساء اليوم هم الأشد تأثيراً في الجيل الحالي ممن يربون ويُدرسون، ويا لها من مفارقة، مرةٌ أخرى حين نتحدث عن أحداث التغيير نعود للقول إن القادر على التغيير هو المرأة، حيث عُرف عنها على مر الأزمان أنها (مدرسة).

 والتساؤل الجوهريّ هنا، متى سيكون للرجل دورٌ فعّال في تربية نفسه؟ بل متى سيتبرع الرجل لأخذ بعض الصفوف من هذه المدرسة ليُعِد فيها شعباً طيب الأعراقِ؟!

المرأة
الرجل
العادات والتقاليد
الفكر
الشخصية
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    ما هو القصور الكبدي الحاد الخاطف؟

    النشر : الأحد 17 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الحجاب في الاولمبياد.. هل تنجح الرياضة في كسر الصدام الثقافي ؟!

    النشر : الخميس 25 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ابنتي على باب العصيان

    النشر : الخميس 12 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    المظاهر السريرية لمرض خارج الرئوي

    النشر : الأثنين 08 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    معجزة بيت الوحي .. زينب

    النشر : الأربعاء 30 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    اليوم العالمي للإذاعة.. الاذاعة بين الفاقد والمفقود

    النشر : الأثنين 13 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1029 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 382 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1029 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 2 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 2 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 2 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة