على جدار البيت علقت الام صورة الاب الشهيد، وعليها علامة سوداء، وكعادتها في الصباح الباكر وعندما يذهب الاولاد الى المدرسة تمسك قطعة قماش وتزيل الغبار عنها، رغم انها شديدة اللمعان واكثر من مرة تلمعها في اليوم، واحيانا تغسلها بدموع عينها، الا انها اليوم شعرت بحرارة تضرب في صدرها قد يكون ذاك الحنين او بقايا من رماد الشوق التي لم تطفأ يوما، وبعد مرور السنوات من فقده، تحاكي ملامح الصورة وتشتكي عنده، كانت الملامح تعبر عن حسن استماعها وتحزن على حالها كثيرا، هكذا تقضي يومها، وعند قرب مجيء الاولاد تعلق الصورة في مكانها، حتى لا يحزن الاولاد ويشعرون بفقده، فكثيرا ما كانوا يتذمرون من الناس لقولهم ايتام.
لهذه السيدة اربعة اولاد وبنت واحدة، نسمع كثيرا ان الاولاد هم الاشقياء لكن من سوء حظ هذه المرأة ان البنت كانت شقية وعاصية جدا، حتى انها طردت من المدرسة لأكثر من مرة، تعادي الجميع، وكأنها تدفعهم ثمن غياب ابيها، فاستنجدت الام لتنقذ ابنتها من العصيان وقالت: ابنتي تمردت علي فبعد هذه السنوات من التربية والتضحية من اجلها، تسخر مني ومن اخوتها، ولا تطيع كلامي وتتركني اتعذب من اجلها، وبدأت الناس تأكل في لحمي من افعالها، اين اذهب ولمن اشتكي، اخواني تركوني بعد استشهاد زوجي، واهل زوجي يسكنون في غير مدينة، ماذا افعل وانا ارى ابنتي تنغمس في المعاصي وتنجرف مع التيار الخطأ، تركت الصلاة والمدرسة، فعلت كل شيء من اجل ان تعود الى احضاني، ولا تحملني مسؤولية ضياعها، فهذه مراهقة؟.
ان مرحلة المراهقة مرحلة حرجة جدا، وتتطلب منا الانتباه وعدم تركها، وللتغلب على هذه المشاكل ولارجاعها الى وعيها وادراك حقيقة ما تفعله وانه طيش مراهقة وينتهي عند اول سحابة من العشرين، ايتها الام هذه بعض الإرشادات النافعة لمعالجة العصيان في المراهقة.
• الشعور بالنقص والحرمان من الاب وعدم الاكتفاء بالأم يجعلها تحتاج الى من يكمل هذا النقص وان كان من صديقة، فهنا عزيزتي الام عليك تعويضها واخذها بالأحضان من فترة الى اخرى، وتكرار الكلمات الطيبة على مسامعها، حبيبتي، غاليتي، وردتي، هذه الكلمات تسعدها جدا وتقوي مناعة الحب عندها، مع التقبيل الدائم.
• لا تتركيها تحتاج الى غيرك، كوني انت المحطة الاولى في حياتها، من خلال مشاركتك معها في الاحزان والهموم وحتى في الضحك، حتى تشعر ان هناك من يهتم بحالها.
• اقرب شيء الى المراهق هو الهدية، من الممكن وان كانت بسيطة وعلى قدر حالكِ ان تضعين لها هدية في مكان ما، وسط ثيابها، او عند سريرها، ستقرب المسافة بينكم.
• عالجي الخطأ من دون تجريح او اهانة، فعندما تعالجين الخطأ وتعرفين السبب، ولا تعالجي الخطأ بخطأ اكبر، مهما كان الامر لا تنفعلي امامها وتظهرين الغضب، ابحثي عن مصدر الخطأ ومتى حصل؟.
• تقربي الى عالمها، وشاركيها في واجباتها وجلسات رفيقاتها، من خلال تقديم الحلوى ومبادلتهم الحديث.
• اظهري مدى فخرك بها امام الناس وانها متميزة في بيتك.
• الفتيات في هذه المرحلة تحب ان تظهر جمالها وانوثتها، من خلال التسوق وشراء المستلزمات التجميلية، فهنا يكون دور الام في معرفة البنت في الحلال والحرام، ومن الممكن شراء بعض الفساتين المناسبة والمحتشمة على حسب امكانية الام وعلى البنت ايضا معرفة ميزانية الام .
• ان كانت لديها هواية شجعيها على ممارستها، واشتركي في النوادي التي تدعم موهبة ابنتكِ، واطمحي ان تكون لها مشروع خاص في المستقبل.
• صدقي كل ما تقوله ابنتكِ، وان كنت تعلمين في داخلك عكس ما تقوله، فلا تقاطيعها وشاركيها في حواسك ونظراتك سيجعلها قوية وواثقه فيكِ.
• في حال تعرضها للمرض اتصلي على الطبيب واطمئني على احوالها، ولا تقولين كبرت وليست بحاجة الى عنايتي.
• عدم التفريق بينها وبين اخوتها، وان كانت البنت الوحيدة والمدللة. فقد يخرب الدلال تربيتها ويفسدها.
• لكل شيء خطوط فاجعلي الحرام خطا احمرا لا تتقرب منه، وان فعلت ما يغضب الله، ستنال عقوبة ذلك في الدنيا قبل الاخرة، لذا حاولي ان لا تكوني كرة نار تلعب بها ابنتكِ.
• ما تقدميه اليوم سيقدمه غدا اولادك، لذا احرصي ان يكون عملك خيرا حتى لا تقعين في شر افعالك، فالبنت اليوم غدا تصبح اما، فكم من الابناء رموا امهاتهم في دار المسنين ولم يسألوا عنهم.
• الدعاء والتوسل الى الله بهداية الابناء وصلاحهم حتى لايكونون فتنة يفتن بها الاهل.
اضافةتعليق
التعليقات