لم تكن المعجزة هذه المرة كسابقاتها لم تخمد النيران
ولم تسقط الأصنام في الكعبة على وجوهها،
ولم ينكسر ايوان كسرى أو يبطل سحر السحرة و ينتزع علم الكهنة
شهدت الأرض معجزة أخرى من معاجز النبي صلى الله عليه وآله ولكن هذه المرة على هيأة أنثى، من تخمد نيران الفتنة و تُسقط الاصنام بخطابها و تكسر ايوان الظلم بفصاحتها و تدمر أركان الضلالة بفقاهتها و تزرع الرعب في قلوب أشباه الرجال بشجاعتها
في كل لحظة من لحظات حياتها كانت ترى تلك البطولات الجبارة التي تعلمها كيف تتحرك و كيف تحارب و كيف تجاهد لأجل اعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله فقد كبرت في بيت الوحي و رأت تلك النماذج الفريدة و ازدادت طهرا وسمعت تلك الصرخات على الغاصبين و رأت كيف تدافع وحيدة النبي صلى الله عليه وآله عن امام زمانها و هكذا تعلمت كيف تضحي بحياتها من اجل التوحيد والنبوة والامامة فأصبحت امرأة لاتُهزم و سلاح لا يُخسر و دفاع لا يُهزم أصبحت زينب ...
قال الشيخ الصدّوق: " كان لزينب (عليها السلام) نيابة خاصة عن الحسين عليه السلام وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام"
كانت واثقة بنفسها و خطواتها وكان لها في الكوفة مجلس تعلّم فيه النساء وتهتم فيه بتفسير القرآن الكريم.
فقدورد عن مولاناالامام زين العابدين (عليه السلام ): (لمّا أدخلوا السبايا الكوفة وأخذ الناس يبكون وينوحون لأجلهم، التفتت إليهم سيدتنا زينب (عليها السلام) وأومأت إليهم بالسكوت، فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس، ثم خطبت عليهم خطبتها الشهيرة والتي قال عنها الراوي : فلم أرَ والله خَفِرة أنطق منها كأنما تنطق وتفرغ عن لسان أمير المؤمنين (عليه السلام ) وبعد أن انتهت من خطبتها على الناس، توجه إليها الإمام زين العابدين (عليه السلام ) قائلاً لها: (يا عمَّة؛ أنت بحمد الله عالمة غير معلَّمة، فهمة غير مفهَّمة). (بحار الأنوار ج 45 ص162)
انها الشمس التي سطعت و أنارت الكون بنور العلم و الحقيقة في الرخاء و الشدائد دافعت عن امام زمانها بشتى الطرق و بذلت كل شيء كل يعلو اسم الحسين فلولاها لما بقي من الطف اسم و لا من تلك المجزرة الكبرى رسم
انها الأنثى الرسالية التي في قيامها و قعودها نشرت رسالة السلام و بينت ان الظروف مجرد حجج واهية
فكل الحواجز زائلة أمام الهدف …
اضافةتعليق
التعليقات