إن مهارة التفكير خارج الصندوق مهارة مهمة جداً تفتح آفاقاً متعددة لتشغيل الجزء الإبداعي من العقل وتفعيلة لصناعة الأفكار وتطبيقها فلولا التفكير خارج الصندوق لما كنا اليوم نعيش بهذا العالم التكنلوجي وكل ما يحملهُ من مميزات تسهل آليات البحث والاتصال والتواصل والمجال الطبي وغيرها فإن التفكير بالنمط العكسي أو المختلف عن عامة الناس هو وسيلة للتجديد والتطوير وإن أغلب العلماء عبر التاريخ يتميزون بالتفكير خارج الصندوق وهذه القصة خير دليل على ذلك.
في امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاجن بالدانمارك، جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي: كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟
الإجابة الصحيحة: بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وعلى سطح ناطحة السحاب.
إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة باقي إجاباته عن الأسئلة الأخرى.
الإجابة المستفزة هي: أربط الباروميتر بحبل طويل وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر الأرض ثم أقيس طول الخيط غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر أو بالفيزياء، تظلّم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة %۱۰۰ وحسب قوانين الجامعة تم تعين خبير للبحث في القضية وأفاد تقرير الحكم بأن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلمية ثم طرح عليه الحكم نفس السؤال شفهيا.
فكر الطالب قليلاً وقال: لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها اختار» فقال الحكم: (هات كل ما عندك)
فأجاب الطالب: يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة باستخدام قانون الجاذبية الأرضية.
أما إذا كانت الشمس مشرقة، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين إذا أردنا حلاً يريح عقولنا، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة سريعاً سأعطيك باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة: هذا الباروميتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هـ الناطحة»؟
وإذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر، كان الحكم ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء بينما الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي! أسوأ الإجابات لأنها أصعبها وأكثرها تعقيداً.
بقي أن نقول إن اسم هذا الطالب هو «نيلز بو» وهو لم ينجح مادة الفيزياء، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء.
اضافةتعليق
التعليقات