في مرحلة من أهم المراحل العمرية لدى الإنسان، الطالب العراقي يكمل الدراسة الإعدادية ليجد عالم جديد فاتح ذرعيه أمامه، ألا وهو عالم الجامعة، حيث الحياة المختلفة تماماً عن حياة المدرسة، من طريقة التدريس والحضور والزي والاختلاط...الخ.
فتنشأ بين الطالب الجامعي وزملاءه من الفتيات والشباب علاقة صداقة وأخوة من الممكن أن تستمر حتى بعد الأربع السنوات التي يقضيها الطالب خلال تلك الفترة، ولكن ماذا عن علاقة الطالب مع التدريسي؟.
نسمع كثيراً عن اضطراب العلاقة بين الطلبة والتدريسيين في الجامعة، تتعدد أسبابها بين عدم وجود لغة حوار مشتركة بين الطرفين أو سوء المستوى العلمي للطالب، وحتى الظروف الخارجية التي تلعب دوراً مهماً في ذلك، ولكن هذا لا يعني وجوب التعميم على كل شرائح الطلبة والمحاضرين، إذ ان هنالك علاقات لطيفة استمرت حتى بعد المرحلة الجامعية، وكانت في منتهى الاحترام والمودة، وعكست صورة رائعة لطبيعة العلاقة بينهما، ولمعرفة أسباب أكثر حول هذا الموضوع وجهنا سؤالنا إلى مجموعة من طلبة جامعة كربلاء..
فقالت الطالبة زينة حسن: "من الأسباب المهمة في اضطراب العلاقة بين التدريسي والطالب هي الدرجة الوظيفية والعلمية للتدريسي التي من الممكن أن تخلق عند بعض التدريسين - وليس الكل- نظرة فوقية تجاه الطلبة، فيكون على أثرها حاجز كبير بينهما يمنع من التواصل الايجابي بين الطرفين".
اما رأي الطالب محمد جاسم:
"ان تمييز أو تفضيل طالب دون سواه من قبل التدريسي بحكم العلاقات العائلية أو مراعاته للجنس اللطيف، من الممكن أن يكون سبباً مباشراً في اضطراب العلاقة بين التدريسي وباقي الطلاب في الجامعة، فالكثير من الطلاب يرون تفضيل طالبة أو طالب بسبب القرب الاجتماعي او أسباب خاصة أخرى تعتبر غُبن لحقوقهم خصوصاً لو كان التعامل في إعطاء الدرجات بطريقة غير منصفة ولا تتلاءم مع استحقاق الطالب العلمي".
وكان لكرم عامر رأي آخر حيث قال:
"لا نستطيع الانكار ان مشاكسات بعض الطلبة خلال المحاضرة أو خارجها من الممكن أن تؤثر سلباً على طبيعة علاقة باقي الطلاب مع التدريسين في الجامعة، بالإضافة الى عدم تركيز الطالب في المحاضرات والتهاون في تحضير المواد المطلوبة منه، ولكن في المقابل أيضاً هنالك تقصير واضح عند بعض التدريسين الذين يتعاملون بطريقة خشنة مع الطلاب ويستخدمون أسلوب الأمر لفرض الهيمنة والسلطة".
ولتوضيح الصورة أكثر حول هذا الموضوع كان لموقع بشرى حياة حوار صحفي مع الدكتور "مشتاق كريم عبد الرحيم" اختصاص رياضيات تطبيقية قسم الإحصاء، جامعة كربلاء المقدسة حيث قال:
"ان انتقال الطالب من المرحلة الإعدادية الى الجامعة تعني له عالم جديد وحياة جديدة ومعاملة جديدة ومختلفة عما كان يتعامل معه المدرس في المدرسة، واعتقد بأن أكثر الامور التي تؤدي الى خلق جو من الاضطراب بين الطالب والتدريسي هو معاملة الطالب على انه طالب مدرسة، في حين انه يعتقد بأنه من المفروض ان يعامل بطريقة أرقى وأنضج، وبحسب تجربتي أحاول قدر الإمكان توصيل الرسالة الى الطالب بأن اعامله على أساس الاحترام الأخوي ولكني في المقابل انتظر منه تقدير هذا الشيء، وعدم تحويل الاحترام الى الضعف.
وأضاف: وبطبيعة المجتمع ومن العادات التي تربى عليها الأستاذ، نجد شيئاً من الأسلوب الجاف بين الطالب والتدريسي، ولكن في هذه الحالة نحتاج الى توعية الأساتذة حول هذا الموضوع أكثر، لأن هذا الجيل يحتاج الى طريقة تعامل مختلفة، وحقيقة انا جربت هذا الشيء مع طلابي، ففي اول محاضرة دخلت فيها طلبت منهم عدم الحاجة الى الوقوف، لأن الاحترام هو موجود ولا يتوقف على نقطة الوقوف هذه.. بعضهم تقبلوا هذا الأمر من البداية، ولكن كم شخص وجدها نقطة غريبة ولا تتماشى مع العادات الجامعية، ولكن الأغلب تقبلوا الفكرة ووجدوا فيها احتراماً للطالب وللتدريسي وحفظ لشخصية الطالب الدراسية.
وكان جوابه عن السؤال "هل صعوبة المادة العلمية لها علاقة باضطراب العلاقة بينهما"؟:
نعم ان صعوبة المادة العلمية من الممكن ان توتر نفسية الطالب وتجعله يكن مشاعر الكره تجاه المادة ومدرسها، ولكن هنا تقع مسؤولية كبيرة على التدريسي في تبسيط المادة العلمية وتهيئة نفسية الطالب قبل اعطاءه المادة، ورفع معنوياتهم بقول ان المادة سهلة وانتم لها ومن هذا القبيل، لأن الكلمات اللطيفة والايجابية تلعب دوراً مهماً في تقبل الطالب لها، وتعكس انطباعاً إيجابياً للطرفين.
وعندما طلبنا منه الحلول والعلاجات قال:
تثقيف الطالب الجامعي فكرياً وتربوياً، واستقباله بالكلمات المحفزة، وتذكيره على انه قد تجاوز المرحلة المدرسية وسيتم معاملته وفق الإطار الجامعي وتوجيهه عن طريق المحاضرات الأخلاقية والتربوية من قبل رئيس القسم او التدريسين، وأما بالنسبة للكادر التدريسي فمن المهم أيضاً توجيهه عن طريق الندوات والاجتماعات ونقل التجارب الناجحة من تدريسي الى آخر للاستفادة منها وتعميمها على الباقين، وتطوير الأسلوب التعليمي قدر الإمكان، فبالنهاية ما نطمح إليه هو خلق لغة حوار مشتركة بين الطالب الجامعي والتدريسي.
اضافةتعليق
التعليقات
العراق2018-03-16