مع اعتلاء صوت الاناشيد الوطنية التي مثلت بشارة الخير للعالم الإنساني، في القضاء الحتمي على تنظيم "داعش"، ابتدأت جامعة كربلاء، كلية الإدارة والاقتصاد يوم الأحد المصادف 2017-12-17 احتفالها البهيج بالتعاون مع هيئة الحشد الشعبي/ مديرية التعبئة، بمناسبة النصر الكبير في تحرير ارض العراق من دناسة هذه الثلة التكفيرية، وتمجيداً لشهدائنا الافاضل الذين اراقوا دمائهم الزكية في سبيل حماية الأرض والعرض.
وفي ظل الانتصارالنهائي العظيم الذي حققه ابطال الحشد الشعبي والجيش العراقي الباسل في ساحات الوغى، يقف طلاب الجامعات بجنب الأبطال السواعد الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل رفع رايات النصر في عراقنا الحبيب، في محاولة جادة لتوصيل الرسالة السامية من الحرم الجامعي الى العالم اجمع.
وفي هذا الصدد كان لموقع "بشرى حياة" لقاء مع أحد منسقين المهرجان الشهيد الحي "مصطفى الساعدي" طالب في كلية الإدارة والاقتصاد/ قسم الإحصاء حيث قال:
بفضل الله ودماء الشهداء، توفقنا اليوم في تقديم القليل الذي يمثل اللاشيء امام قطرة دمٍ واحدة سالت من أجل الدين والوطن، فقد شعرنا اليوم بأن أرواح الشهداء تحوم حولنا، تردد معنا شعارات الوطن، وترتل قصائد الحب، كما اننا تحسسنا عناية ولطف صاحب الأمر حتى آخر لحظة من لحظات المهرجان، فقد كانت الأجواء مفعمة بالروحانية والسكون.
ومشاهدة الجماهير وهي تقف في حالة من الذهول والبكاء، كانت مرآة صافية للتأثير الكبير الذي تركه الشهداء في ضمائر الناس، فما لامسناه اليوم من ناتج دنيوي يعبر عن الانفعال العظيم والتلاحم الفكري بين جنود العلم وجنود الحرب.
كما ان فرحة الطلبة الجامعيين وهتافاتهم اليوم، رغم افتقارها لنوع من الضبط الاّ انها وبلا شك افرحت شهدائنا، وادخلت السرور على قلوبهم، حيث إنهم سقطوا في ساحات الوغى لترتسم البسمة على وجوهنا.
وأضاف الساعدي: لكن، يجب ألا ننسى ما يتوجب علينا من مسؤوليات ومهمات تجاه الدين والوطن، خصوصاً في المرحلة القادمة التي تتهاوى فيها العقول وتنحدر الأرواح مع سلامة الأجساد.
لأن ثقافة المجتمع ووعيه تعتمد على هذه الثلة التي ستقف سداً أمام التغريب الثقافي ومسخ الثقافة الدينية لهذا الشعب العزيز...
فالعدو بكل حالاته يحاول بث روح الهزيمة في نفوس شبابنا بتغيير الظاهر وتغليف الوعي بالتطرف، غير إنه ورغم محاولاته الكثيرة سيجد صعوبة في اجتياح دواخلنا وتفريط عزمنا، لأن هذه المقاومة الروحية هي نهجنا الدائم في ساحتنا وساترنا الثقافي".
وقدم طلاب الكلية جهوداً كبيرة في إنجاح المهرجان، حيث ارتقى المنصة ثلة مميزة من شعراء الشعر الشعبي العراقي، وصبت كلماتهم في رثاء الوطن والشهداء.
وتبقى العبرة هو ان نتذكر دائماً ان كل شهيد يترك خلفه ومضة هداية، تسعى بقدرة الله على انقلاب الحال بين الكاف والنون.
ومهمة كل انسان حقيقي يفتش عن السلام الروحي هو البحث الجاد عن هذه الومضة المباركة بين دواخل النفس، لعلَّ الرحمة الإلهية تلتمس ثنايا الوجدان وتنير بها عتمة الروح الداخلية..
اضافةتعليق
التعليقات