• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مشروع الوحدة الوطنية: من القومية الى الأممية

زهراء وحيدي / السبت 21 تشرين الاول 2017 / اعلام / 5784
شارك الموضوع :

سعت البشرية عبر تاريخها الطويل الى إيجاد نظام يكفل لها الوحدة والعيش ضمن علاقات تسودها الوئام والتآلف في جميع جوانب الحياة السياسية والاقت

سعت البشرية عبر تاريخها الطويل الى إيجاد نظام يكفل لها الوحدة والعيش ضمن علاقات تسودها الوئام والتآلف في جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فظهرت حركات اجتماعية قوية تسعى للتغير وتنبذ الطائفية وترفع أسباب الفرقة والتشتت وتجنب ويلات الصراع السياسي التي لا يهدف الى شيء سوى تهديد الكيانات وتمزيق وحدتها.

فبات العراق يعيش سلسلة من الصراعات اللامتناهية امتدت من سنة ٢٠٠٣ الى يومنا هذا، وهذه الصراعات بلا شك لم تكن وليدة الصدفة لكنها ولدت اغلبها من رحم الظلم الذي خيم على الشعب في تلك الفترة القاتمة من حياة البلد. فما نعيشه اليوم ليس الاّ انعكاس لذلك الماضي الأسود الذي رافق حكم الطاغية صدام واتباعه.

والكثير يعتب على سوء حال العراق من الناحية الأمنية والسياسية وحتى الاجتماعية والاقتصادية، وغافل بأن كل الظروف الصعبة والحروب الداخلية التي شهدناها لم تكن الاّ شرارة من النار التي خلفها صدام، فعلى الرغم من انتهاء عصره الأسود الاّ ان مخلفاته الفكرية لا زالت تستوطن دواخل البعض وتنخر أفكار الناس لتبني منهم ألف صدام وصدام يحاول تمزيق إرادة البلد وتخييم الظلم على الشعب مجدداً.

فأولى الصراعات التي شهدها الوطن هي الصراعات الطائفية التي كانت تبث الهواء في رئة العنصرية حتى تشتت الشعب وتشتت قواه، لأن قوة الشعب في وحدته، وهكذا تشتت الشعب و تشتت الوطن وخرت قواه وتمكن منه اعداءه.

فأخذت المشاكل تأخذ مجراها بين المذاهب والطوائف حتى اشتعلت النيران بين العراقيين وأعلنت الحرب الداخلية بين اوساطها، واستمرت اياماً طويلة تنزف عاصمتنا الحبيبة من جروح ساكنيها، فقد كان الهم ثقيلاً عليها وعلى ابناءها.

 كان وتر الطائفية وتر حساس جداً، وللأسف تمكن العدو من العزف عليه بكل خبث، ولكن الجموع الغيورة وحماة الوطن استطاعوا ان يطفئوا نيران الطائفية بدمائهم الزكية، وعادت العاصمة بغداد تعزف اغنية الحب من جديد..

وبعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها العراق من قبل تنظيم داعش الإرهابي، نستطيع ان نجزم بأن حالة الوحدة التي شهدها الشعب العراقي لم تشاهد لها مثيل في العالم.. فعلى الرغم من الظروف الصعبة التي كان يعيشها العراق من الاضطراب الأمني واستفحال الإرهاب، الاً ان كلمة الشعب التي توحدت لحماية العراق من كل دخيل خائن كانت أعظم مثال للوحدة الوطنية.

فكل التزييف الذي نشاهده حول الوحدة والدعوة اليها، ليست الاّ شعارات مخدرة لم تأخذ منهجها الصحيح على ارض الواقع ولم تطبق بنودها الاّ في الحالات التي كانت تنسجم مع المصالح الشخصية..

وفي كل الحالات تضليل الوحدة الوطنية لا يعني عدم وجودها، او اظهارها بصورتها غير اللائقة ولكن استغلال هذا المصطلح لم يكن الاّ تخطيط خبيث حتى يسهل من عملية التحكم بالشعب حسب الأهواء الدنيئة، فالماء حتى وان فسر على انه أخضر اللون لن يجعل التفسير منه أخضراً!، ولكن مع بالغ الأسف أصبحت جميع الأفعال المشوبة تترجم على وفق الوحدة الوطنية ليكون الشعب حجر نرد يتحكم به أصحاب المصالح والمنافقون والعملاء، ليخيم عليهم الظلم تحت غطاء ابيض.

ولما كان هذا الصراع هو هاجس العدو حتى يقع البلد فريسة الصراعات الطائفية وويلات التفكك والضياع والتباعد واستغلال هذا التشتيت الوطني لمصالح خبيثة يُستطاع من خلاله استثمار الموارد واسقاط الدولة وجعلها تحت السيطرة..

ويذكر الدكتور عبد الجبار احمد عبد الله: "إن وجود وحدة وطنية قوية ستدفع نحو تعزيز دور الديمقراطية، لأنها (الديمقراطية) لا تستطيع أن تستمر في ظل وحدة وطنية ممزقة، وفي الوقت ذاته فإن الوحدة الوطنية الحقيقية هنا تلك التي يستشعرها المحكومون في المركز والأقاليم البعيدة، وبأنها تتوافق مع خصوصيتهم ومصالحهم وليست ضدها أو الغاء لها.

وكذا الحال فيما يخص الديمقراطية الحقيقية التي لا تعنى وجود هياكل ديكورية من دساتير وأحزاب وسلطات تشريعية، بل يكون هناك توافق وتطابق بين ما يحمله المواطن من وجهات نظر وانعكاسها في سلوكه اليومي ولا سيما ما يتعلق بمواقفه من السلطة كممارسة وصنع تنفيذات.

وبناءً على ذلك فأن الوحدة الوطنية ليست وجود قوات عسكرية للحكومة المركزية في منطقة ما، تمنع صوتاً أو تقمع حركة، لأن الوحدة الوطنية الحقيقية لا تبنى من خلال فوهات البنادق إذا ما دخلت مجالاً خارج حدود استخداماتها في الدفاع عن الوطن والأرض، فإنها ستكون مخربة لاشكال كثيرة ومنها الوحدة الوطنية نفسها، وكذلك الديمقراطية، فهي ليست الديمقراطية التشكيلية التي يلجأ إليها نظام سياسي ليس رغبة في تحقيقها، بل تخفيف لضغط ما ليس الاّ، وهي ستعمل على تخريب وتشويه المعنى الحقيقي للديمقراطية، وفي كلتا الحالتين فان كلاً من الوحدة الوطنية غير الحقيقيتين ستعملان ضد وحدة المواطن والوطن وحريتهما".

وتبقى الوحدة الوطنية بمثابة الخيط الذي يربط كيانات المجتمع مع بعضهم البعض، لأن وحدة أبناء الشعب الواحد ووقوفهم جنباً إلى جنب بعضهم، يمنح الدولة قّوة كبيرة تمكنه من صد أي عدوان خارجي أو داخلي متطرف يحاول تمزيق كيان الوطن، لأن في كل الأحوال الشعب المتفرق يكون صيداً سهلاً لذوي النفسيات الدنيئة، فلا يستطيع الفرد الواحد أن يقف في وجه جماعة ولكن من شأن مجموعة أن تقف أمام المجموعات وتخلق صداً قوي لمواجهة القوة وردها.

وستبث الوحدة روح الجماعة والعمل المشترك بين أبناء الشعب الواحد وستخلق جواً حميمياً كبيراُ بين طوائفه على الرغم من الاختلاف العرقي والقومي ويسود الجو وداً وطمأنينةً.. وستقل نسبة المشاكل الداخليّة الاجتماعيّة التي تعاني منها المجتمعات المتفرّقة، والتي تعود بالضرر وتلحق أذىً كبيراً بالمصلحة العامّة، وسيلتهي المواطنون بالتطور والتقدم الذي سيعكس ايجاباً على حال البلد وسيكون سبباً مباشراً في تقدمه وازدهاره.

ولتعزيز الوحدة الوطنية بين نفوس الشعب، نحتاج الى قادة حقيقين يمثلون الوحدة بصورتها الصحيحة ويعملون على أسسها القويمة وليس على أساس الأهداف الخاصة والمصالح الفردية، فلو تخصر المفهوم على التفرد ستضيع أهداف الوحدة وسيأخذ على أثره موقفاً تحزيباً وبعيد كل البعد عن المفهوم النظيف الذي تهدف به الوحدة الوطنية.

فالخطوة الاولى لتعزيز الوحدة هي بث المودة بين أطياف الشعب الواحد، وتربية الجيل على تقبل الآخر مهما كان لونه ودينه وجنسه، ونبذ الطائفية ومحاربتها بكل الطرق المتمكنة، والقضاء على المفاهيم التي تبث الفرقة والفتنة بين الشعب.

فالوحدة الوطنية في هذه الحالة ستساهم في النهوض الشامل بكافة قطاعات الدولة الحكومية وكذلك القطاعات الخاصة، وبالتالي سيتمهد الطريق نحو مستقبل مزدهر لكافة فئات المجتمع، وعلى أثره ستأخذ الأقليات حقوقها بالكامل، لأن الوحدة الوطنيّة تولد لدى الشخص شعوراً بالانتماء نحو وطنه وأبناء شعبه، وبالتالي تدفعه لأن يخلص في عمله ويطوّر نفسه وبالتالي ينهض بدولته وشعبه بعيداً عن الانتماءات الدينية والتوجهات الخاصة.

القيم
مفاهيم
المجتمع
السياسة
الوطن
العراق
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    عرس وشهادة

    النشر : الثلاثاء 08 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    قِصَصٌ وَفُرَصٌ ٧: مُعَوقاتْ الأَخْذِ بالتَذْكِرَةِ

    النشر : الأربعاء 27 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    ماذا يحصل لأجسامنا عندما نأكل وجبة سريعة؟

    النشر : الأثنين 18 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    عزيزي الزوج.. كيف يكون زواجك ناجحاً وبدون مشاكل؟

    النشر : الأربعاء 07 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    مَن الذي سيكتبنا حين نغيب؟

    النشر : الأحد 13 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    شيروفوبيا: تاريخ انقضاء السعادة

    النشر : السبت 31 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1227 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 448 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 443 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 432 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 413 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 404 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1596 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1320 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1227 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1177 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 762 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة