منذ اليوم الأول لثورة/أكتوبر العراقية، نسمع عبارات مثل: “الثورة أنثى” و“أجمل ما في ثورتنا نساؤها” صوت المرأة ثورة.. المرأة أيقونة الثورة العراقية.. وغيرها من الشعارات التي انتشرت في المظاهرات العراقية الحالية.. حيث بدا حضور المرأة طاغياً في الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه المظاهرات وأنشطتها المختلفة.
ويرى مراقبون سياسيون، أن مشاركة المرأة في الحراك الحالي، ليست ظاهرة جديدة، فمساهمة الحركة النسوية في الحراك السياسي والاجتماعي في العراق في العقدين الأخيرين، كانت تبرز في لحظات مفصلية، كما هو الحال مع المظاهرات النسوية الحاشدة في عقود سابقة.
وكان للمرأة العراقية دور مهم وفعال في انتفاضة تشرين سواء ميدانيا أو معنويا.. وأقدمت المتظاهرات على مبادرات مهمة ومتنوعة أسهمت في تعزيز المظاهرات، تطوع فريق نسوي لجمع التبرعات من أجل توفير الماء والطعام للمتظاهرين وشراء الأغطية والملابس والكمامات وبعضهن قدن التظاهرات والهتافات، وأخريات قمن بإسعاف المصابين في الخيم التي تم اعدادها في الساحات، في حين أخذ عدد منهن على عاتقهن إحاطة وحماية الشباب من قوات الأمن. وهذا الدور لا يستطيع نكرانه شخص أو اخفاءه لسان أو التغاضي عنه.
وكما هو معهود على الشارع العراقي اختلافه في الرأي وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمرأة.. فبالرغم من التطور الكبير الذي طرأ على نظرة المجتمع للمرأة في العراق واعطاؤها الفرصة لتشغل مناصب قيادية في الحكومة.. لكن مازالت هنالك نظرة دونية إلى مكانة المرأة في المجتمع العراقي.. وأي موضوع يخص المرأة يشغل حيزا كبيرا في المجتمع مابين رافض ومؤيد.
وتواجد المرأة وسط التظاهرات أيضا شغل الرأي العام العراقي ما بين رافض ومؤيد، وبرغم ذلك شقت المرأة قيود المجتمع وخطت بخطوات واضحة ومشرفة دورها الفعال في التظاهرات.
وتبقى مساهمة المرأة العراقية في المظاهرات المتواصلة الظاهرة الأكثر لفتا للأنظار في هذه الحركة الاحتجاجية التي طغت على شوارع العاصمة ومدن البلاد الأخرى في الأيام الأخيرة. وعن دور المرأة في التظاهرات العراقية الأخيرة وايجابيات وسلبيات مشاركتها كان استطلاع رأي الشارع العراقي.
الرأي الايجابي:
الأستاذة فيماء فايق "مدرسة":
مشاركة المرأة مهم لكونها جزء أساسي من المجتمع ومادامت تشارك في الانتخابات فأكيد لها صوت مسموع. أما بخصوص السلبيات فبرأيي لا يوجد سلبيات وإن من يضع السلبيات هم من يريدون اضاعة صوت الحق.
الايجابيات اقتدي بسيدتي زينب عليها السلام عندما ساندت أخيها أبا عبدالله الحسين عليه السلام وألقت خطبة بليغة ردا على يزيد بن معاوية في مجلسه والتي أثارت في ذاك المجلس إعجاب الحاضرين، وقلبت الأمور رأساً على عقب لصالح أهل البيت، فعندما نقول نحن زينبيات يجب أن يكون قولا وفعلا واليوم جاء دورنا لتفعيل دورنا كزينبيات.
وفي نفس الموضوع قالت أم رضا "ربة بيت": "أي انسان لديه ضمير حي يرفض الفساد والظلم، والمرأة انسانة أكثر احساسا ومشاعرا، من البديهي أن ترفض الظلم والفساد الحاصل في بلدها، أما المجتمع الجاهلي الذي ينظر للمرأة أنها عورة ولا يجوز لها الخروج، هذه مشكلة تعاني منها النساء من هذا الفكر الجاهلي فتتعرض للشتم والسب والنظرة الحاقدة وو ... وبرأيي إذا كان الأمر به نتيجة وتغيير جذري وصالح للمجتمع ككل وبدون ضرر فالكل يجب أن يشارك".
ويقول المهندس هشام الشديدي: "المرأة تمثل نصف المجتمع وتلد وتربي النصف الآخر ومشاركة المرأة أعطى للثورة العراقية لونا آخر فالثورة التي تحصل الآن لا تمثل الرجال فقط بل جميع أفراد الشعب العراقي وكان لابد أن يكون هناك رسل من تلك الفئات.
فالرجل الكبير والشباب وحتى الصغار كان حضورهم ملفتا وأن تواجد المرأة فيها أكثر من رسالة فالرسالة الأولى إلى العالم فأعطت انطباعا عن حضارية الثورة وحركة النساء العراقيات خارج البلد، وثانياً رسالة إلى الداخل للرجال بأن النصف الآخر موجود ومشارك بقوة وداعم لكم وما يهمكم يهمنا، وبذلك أصبحت جميع فئات المجتمع موجودة، أثني على أمي وأختي وزوجتي وابنتي للمشاركة الفاعلة والتي ناصرت الثورة".
الرأي الرافض:
بينما كان للأستاذ حيدر الكريطي (معلم) رأي مخالف وقال: "نحن بلد اسلامي وليس بلد غربي وعاداتنا وتقاليدنا وديانتنا وعرفنا لا يسمح بخروج المرأة إلى ساحات التظاهر والاختلاط مع الرجل مع احترامي للجميع".
في نفس السياق كان رأي الدكتورة ابتهال الموسوي (استاذة جامعية):
صوت المرأة عورة وليس ثورة، أنا ضد الاختلاط الذي حدث في التظاهرات فهو غير مقبول شرعاً ولا عرفاً. صحيح برزت في التظاهرات نساء ترفع لهن الهامات اجلالا واحتراماً ولكن هذا لا يعني وجود حوادث غير مشرفة والاختلاط أدى إلى أمور لا يقبل بها ديننا ولا عرفنا الاجتماعي. إن كان من المفروض خروج النساء أن تخرج بكامل وقارها وحشمتها مقتدية بنساء آل البيت عليهم السلام وخلاف ذلك من الصور الغير مشرفة لا تعنينا ولا نقبلها كنساء خرجنا للإصلاح.
بينما قال الأستاذ أبو منتظر (موظف): "في بادئ الأمر كان حضور المرأة حضورا استثنائيا في الثورة، من خلال مشاركتها الفاعلة فيها، ولكن فيما بعد تغيرت واجهة الثورة من خلال تمرد المرأة على المجتمع والأعراف والتقاليد ومطالبتهن بالمساواة مع الرجل وحدوث بعض الخروقات ومنها الاختلاط غير الشرعي مع الرجل وبعض التصرفات التي لا تعطي الصورة المشرفة إلى المرأة العراقية وترفضها كل امرأة عراقية غيورة على وطنها".
الرأي الديني
بعد أن سمعنا آراء الشارع العراقي ما بين مؤيد ورافض لخروج المرأة اتجهنا لنرى الرأي الديني بهذا الخصوص وكان كالآتي:
الشيخ جلال معاش:
مشاركة المرأة في المظاهرات الحقة ضرورية جداً، لأن خروجها يعطي زخماً قوياً لنجاح المظاهرات، ولكن بشرط المحافظة على الأخلاقيات ومنها حجابها، والابتعاد عن كلُّ ما يُثير الشهوات والغرائز المحرَّمة شرعاً.
الشيخ نزار التميمي:
للمرأة على طول التاريخ حضور فاعل وكبير ومهم في إحداث العديد من التغيرات والتحولات وعلى كافة الأصعدة الإجتماعية والسياسية والتربوية والأسرية وبالتالي لابد من إبراز هذا الدور وإعطاء المرأة العراقية العظيمة على وجه الخصوص المساحة الكافية لتسهم مع أخيها وابنها وزوجها الرجل في إخراج البلد من الظلمات إلى النور
اضافةتعليق
التعليقات