صديقة أرهقها التعب ومسارات الحياة المؤلمة، دائماً تشكو بأن حياتها ملل وأكثرها همّ وغم، وعقلي مشغول بتفكير وخيال كله سوء، يذهب ناحية الهاوية في ممرات الحياة، تسعى لنيل المستحيل لكنها لم تدنو من ذاك الممر لأنها قبلت بالمستحيل، وكثر حزنها كوردة ذبلت رغم سقيها، لكنها رسمت الحزن وتجلّت به وقالت انا لا حظّ لي في هذه الدنيا، فأرى الكل يتقدم نحو الأفضل والكل سعيد بحياته، ولهم حظوظ جميلة حاكها شعورهم بالرضا وانتظار المستحيل.
ربما يطرق باب قلبي المتوهج بالألم والملتهب بالمأساة التي أحاطت بقلبي من كل ناحية، أهتف وانا بداخلها، لكن لم يسمع ندائي أحد، تجرعت كل شيء وجلست أنتظر وانتظر، لربما يأتي أمل بالخروج من تلك الأزمة والزوايا المحيطة بي، فما زالت تتقرب نحوي نيران قلبي المشتعل، الأوهام تكاد تفقدني الحياة، نعم أحسست بذلك، شعرت بأنني فقدت الحياة، وجعلت روحي بيدي أتحسسها، فكان الألم هو الوحيد الذي أحاطني.
اليأس صار صاحبي، وحينما انا جالسة افكر وعقلي ذاهب بخيالي يتألم، فإذا بهاتف من صديقة لي رّن في أذني، فكانت كالعادة معاتبة لما لم أسأل عنها وأحدثها، فأجابتني برد محبط كأنها يائسة من حياتها، رسمت يأسها كلوحة أمامها تنظر كل حين اليها وتبكي حزناً، قالت انا سئمت ولما أقدر أواصل، فالطريق يقترب والحزن تجلى بي، ما الذي جنيته غير التعب والألم والحسرة على هذا وذاك، فأجابتها صديقتها بهدوء وبرود انسي واذهبي بعقلك وخيالك نحو خيال جميل ولا تبالي وارسمي الابتسامة في وجهك، وليس لغيرك وأعيدي لنفسك الروح العالية بالأمل والتفاؤل.
كوني سعيدة ولا تعبئي بشيء، فلن تعود الحياة لك بل تميتك أكثر وتجعلك تتعلقين بوهم أو ربما خيال أو حقيقة لا نعرف متى تأتي، فكوني مهملة لها وعيشي الحياة بواقعك، وارسمي لنفسك لوحة إلهام هنا بسمة شفاه أحياها التعب، وهنا لون يبهج النظر ويلفتهُ إليه، ويصنع الامل لمستقبل موعود يأتي بعد حين، لن نعلم ما يخبىء القدر لنا، فعيشي حياتك بمرح الشوق للقيا غدٍ أجمل، وجيل جميل يلوح اليك بالأفق، فابتهجي لدنياك وأنسي كل ما حدث وكوني لوحة التفاؤل والسعادة، ليس برسمها في وجهك بل اجعليها في قلبك لكي تستعيد نبضات قلبك دقات السعادة من جديد.
فلنرسم العالم وأنفسنا بأروع وأجمل صورة في الكون، ليطل علينا عام جديد بنوره الجميل، يفوح بحب الحياة رغم الأزمات، فليكن لنا عالم الابتسامة ولنرسمها في كل وجه من وجوه الناس، كوني كالوردة تحب الحياة لتعيش غداً بروح الهمة العالية والتفاؤل، عليك أن لا تستلمي، فمازالت المسافة لديك، وطريقك سيكون ابيض كنور القمر حينما يضيء العالم، فاصطحبي الابتسامة ولا تبالي باليأس.
اضافةتعليق
التعليقات